حجم التداول Volume وأهميته في متابعة وتحليل الأسهم

يعتبر حجم التداول من الأبعاد المهمة لتحليل حركة السهم ومن الأدوات الفنية التي لا غنى عنها للمتداولين والمستثمرين في سوق الأسهم، بل ويقال أن حجم التداول يسبق السعر، لذا فهو اداة فعالة في تتبع الاتجاه وتأكيده وتأكيد النماذج السعرية المختلفة والتنبؤ بردود الأفعال المحتملة لحركة الأسعار، لذا سنحاول في هذا المقال إلقاء مزيد من الضوء عليه لفهمه ومعرفة أهميته، وأشهر المؤشرات المستخدمة في تحليله

 

ما هو حجم التداول Volume للسهم؟

في سوق الأوراق المالية او الأسهم، يشير حجم التداول إلى عدد أسهم معين يتم تداولها خلال فترة زمنية معينة. إنه مقياس مهم يجب على المستثمرين تتبعه، حيث يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة على القوة الأساسية لحركة سعر السهم.

هناك نوعان رئيسيان من حجم التداول

  •  حجم التداول المتداول
  •  وحجم التداول المؤسسي

حجم التداول المتداول هو إجمالي عدد الأسهم التي يتم تداولها من قبل جميع المستثمرين، سواء الأفراد أو المؤسسات في حين أن الحجم المؤسسي يشير إلى عدد الأسهم التي يتم تداولها من قبل المستثمرين المؤسسيين، مثل صناديق التحوط وصناديق الاستثمار المشترك. يُقاس حجم التداول عادةً من حيث الأسهم المتداولة يوميًا فمثلا لو قلنا أن حجم التداول اليومي للسهم "مليون" فهذا يعني أن عدد الأسهم التي تم التداول عليها خلال اليوم هي مليون سهم سواء بالبيع أو بالشراء

 

لماذا حجم التداول مهم للمتداولين والمحللين في سوق الأسهم؟

هناك عدد من الأسباب التي تجعل حجم التداول مهمًا للمستثمرين

أولا: يمكن أن يساعد حجم التداول في تأكيد الاتجاه. على سبيل المثال، إذا كان سعر السهم يرتفع مع زيادة حجم التداول أيضا، فهذه علامة على احتمال استمرار الاتجاه، أو بمعنى أخر أن الاتجاه الصاعد للأسعار مدعوم من ارتفاع الطلب على السهم عن طريق ارتفاع عدد الأسهم المتداولة بالشراء خلال فترة زمنية معينة، من ناحية أخرى، إذا تراجع حجم التداول مع الصعود او الهبوط فهذا يشير إلى احتمالات الإنعكاس

ثانيا: يمكن أن يساعد حجم التداول في تحديد الأسهم غير السائلة illiquid stocks والمقصود بالأسهم غير السائلة هي تلك التي لديها حجم تداول منخفض. هذا يمكن أن يجعل من الصعب شراء أو بيع هذه الأسهم، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى فارق أوسع بين سعري العرض والطلب.

الأسهم غير السائلة لا يمكن تصفيتها بسهولة أي أنه لا يمكن بيعها أو مبادلتها نقدا دون التعرض لخسارة حيث توجد احتمالية في معظم الأحيان أن تبيع السهم غير سائل بسعر أقل من السعر الذي دفعته عند شرائه وذلك بسبب أن عدد المشترين والبائعين لهذا السهم يكون محدودا مما يسبب اختلالا في العرض والطلب عليه، ومن الدلالات المهمة في التعرف على السهم غير السائل illiquid بخلاف حجم التداول الضئيل هو إذا كان هناك فارق كبير بين سعر الطلب وسعر العرض - الفارق السعري spread - مما يجعل السهم شديد التقلب مما قد يدفع المستثمرين بعيدًا عن شرائها

ثالثا: يمكن أن يساعد الحجم في تحديد اتجاهات قطاع من قطاعات السوق. على سبيل المثال، إذا كان قطاع معين يشهد حجم تداول كبير، فقد يكون هذا علامة على أن القطاع أصبح أكثر شعبية لدى المستثمرين وبالتالي توقع نفس الشيء - بنسبة - لأي سهم تنتمي شركته إلى هذا القطاع

 

كيف يتم تحليل حجم التداول ؟

إذا فرضنا أن السعر يعبر عن القيمة الحالية المتداولة للسهم، فإن حجم التداول يعبر عن مدى اتفاق والتزام المستثمرين على هذا السعر، فعلى سبيل المثال في الصعود يكون حجم التداول الداعم - أي أن شمعة حجم التداول صاعدة وشمعة السوق صاعدة - يعبر عن شدة موافقة المستثمرين على الأسعار الحالية والمضي قدما في الشراء وبالتالي يرجح مشاهدة المزيد من الصعود، في حين أن حجم التداول القوي المقابل لشمعة سعر هابطة قوية قد تعبر عن حالة هلع وخوف قوي في السوق تمنع الصعود وتنذر بهبوط يعكس أو على أقل يعطل الصعود الحالي

لاحظ على الرسم البياني أن ارتفاع حجم التداول الشرائي يدعم الصعود وانخفاضه يضعفه وينذر بالهبوط أو ربما التصحيح، والعكس صحيح، ارتفاع حجم التداول البيعي يدعم الهبوط وانحساره يضعف الهبوط ويشير لاحتمالات الانعكاس والعودة إلى الصعود، والجدير بالملاحظة أيضا أن ارتفاع حجم التداول بقوة مفاجئة يقابله ردة فعل كبيرة على الأسعار لعدة شمعات بعد الحركة العنيفة

 

تحليل حجم التداول باستخدام الحجم النسبي RVOL

هناك عدد من الطرق لتحليل حجم التداول أشهرها هي حجم التداول النسبي حيث يتم حساب حجم التداول النسبي بقسمة حجم التداول اليوم الحالي على متوسط حجم التداول لفترة زمنية محددة. على سبيل المثال، إذا كان متوسط الحجم اليومي للسهم خلال الخمسين يومًا الماضية هو مليون سهم، وكان حجم اليوم الحالي هو 2 مليون سهم، فسيكون الحجم النسبي 2.

يقوم بهذا الدور في التحليل الفني مؤشر Relative Volume الحجم النسبي (RVOL) حيث يقيس بيانات حجم التداول لكل عمود بياني أو شمعة سعر للسهم مع متوسط حجم التداول على عدد محدد من الأعمدة السابقة. وتمثيل ناتج هذه العملية بيانيا في مؤشر على الرسم البياني لنتمكن بسهولة من مقارنة حجم التداول الكبير أو المتراجع مع تحرك السعر

ببساطة عندما تكون قيمة المؤشر أكبر من واحد فهذا يعني أن حجم التداول أعلى من المتوسط والعكس صحيح إذا كانت النسبة أقل من واحد فهذا يعني أن حجم التداول أدنى من المتوسط

الهدف من حجم التداول النسبي Relative Volume هو تحديد ما إذا كان حجم التداول الحالي أعلى أو أقل من المعتاد للعمود البياني أو شمعة السعر الحالية، والذي يمكن أن يوضح مدى التزام المتداولين بحركة السعر حيث تُظهر قيمة RVOL العالية مستوى أكبر من الالتزام بحركة السعر بما يشير إلى أنه المرجح أن يستمر الاتجاه الحالي والعكس عندما يُظهر مؤشر RVOL قراءة متراجعة والتي يشير إلى انعكاس مرجح للاتجاه أو على الأقل توقف الاتجاه الحالي للتصحيح

كما ذكرنا أن القيمة أعلى من 1 والتي تعتبر أعلى من المتوسط غاليا ما تكون داعما لاحتمالات استمرار الاتجاه الحالي، لكن هذا ليس هو الحال دائما فقد تكون القيمة الحالية غير كافية للحفاظ على الاتجاه، لذلك يفضل بعض المستثمرين البحث عن قيم أعلى قد تصل إلى 2.0 قبل الاستثمار، مع الوضع في الاعتبار أنه أحيانا في حالات التشبع الشرائي أو البيعي قد تقفز القيمة بشكل مفاجيء إلى 3.0 أو 4.0 وقتها لابد من الحذر لأنها قد تكون حركة تشبع أخيرة قبل إنعكاس لذا لابد من البحث عن القيم معتدلة أعلى من المتوسط لاستخدامها كداعم للاتجاه

 

تحليل حجم التداول باستخدام OBV

هناك طريقة أخرى لتحليل حجم التداول للأسهم وهي النظر إلى مؤشر On-Balance Volume أو ما يرمز له (OBV). هو مؤشر فني يقيس حجم التداول التراكمي للسهم، ويعرفه بعض المحللين بأنه مؤشر زخم يستخدم حجم التداول في الحسابات لتتبع الحركة الاتجاهية للأسعار مما زاده شعبية وشيوعا بين محللي سوق الأسهم منذ ابتكاره عام 1963

المؤشر بطبيعته تراكمي ويتبع المؤشر حركة السعر، أي أنه يرتفع مع ارتفاع الأسعار وينخفض مع انخفاضها،  يرتفع مؤشر OBV عندما يفوق حجم التداول في فترات الصعود حجم التداول في فترات الانخفاض مشيرا إلى تفوق المشترين، والعكس يتراجع المؤشر عندما يفوق حجم التداول في فترات الهبوط حجم التداول في فترات الصعود ليشير إلى تفوق البائعين

من الإشارات القوية المستخدمة في تداول الأسهم باستخدام مؤشر OBV هي الانفراجات أو الاختلافات divergence بين حركة السعر وحركة المؤشر والتي يمكن من خلالها توقع الحركات الإنعكاسية المحتملة للأسعار، فإذا شكل المؤشر قمة أدنى من قمته السابقة في مقابل تكوين السعر قمة أعلى من قمته السابقة فإن هذا يشير إلى ضعف محتمل في قوة المشترين واحتمالات مشاهدة هبوط ، والعكس، إذا كون السعر قاع أدنى من قاعه السابق في مقابل تكوين المؤشر قاع أعلى من قاعه السابق أشار ذلك إلى انحسار محتمل في قوة البائعين وتوقع صعود قريب

أيضا كسر أو اختراق مستويات الدعم أو المقاومة المتكونة على قمم وقيعان المؤشر إذا تزامنت أو - سبقت قليلا - كسر أو اختراق مستويات الدعم او المقاومة المتكونة على الأسعار تعتبر من الإشارات القوية كنوع من تأكيد الكسر أو الاختراق

الجدير بالذكر أن التعامل مع مؤشر OBV لتحليل تحركات الأسهم مثل التعامل مع باقي المؤشرات الفنية الأخرى، من المهم تكامله مع باقي الأدوات الفنية ودمجه في نطاق تحليل عام للحركة وعدم الاعتماد المباشر على الإشارات المستنبطة منه مباشرة في التداول لرفع أداء التداولات وتجنب الإشارات الخاطئة والتي عادة ما تتولد فيه وفي غيره من متذبذبات الزخم

 

اقرأ أيضا

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

في سوق الأوراق المالية او الأسهم، يشير حجم التداول إلى عدد أسهم معين يتم تداولها خلال فترة زمنية معينة. إنه مقياس مهم يجب على المستثمرين تتبعه، حيث يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة على القوة الأساسية لحركة سعر السهم.

إذا فرضنا أن السعر يعبر عن القيمة الحالية المتداولة للسهم، فإن حجم التداول يعبر عن مدى اتفاق والتزام المستثمرين على هذا السعر، فعلى سبيل المثال في الصعود يكون حجم التداول الداعم - أي أن شمعة حجم التداول صاعدة وشمعة السوق صاعدة - يعبر عن شدة موافقة المستثمرين على الأسعار الحالية والمضي قدما في الشراء، والعكس صحيح …

المقصود بالأسهم غير السائلة هي تلك التي لديها حجم تداول منخفض. هذا يمكن أن يجعل من الصعب شراء أو بيع هذه الأسهم، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى فارق أوسع بين سعري العرض والطلب.

 

الندوات و الدورات القادمة