التداول و الاستثمار في الأسهم الأمريكية

أن تجعل أموالك تعمل من أجلك، هذا هو المفهوم الحقيقي للاستثمار حتى تتمكن من جني ثمار عملك بالكامل في المستقبل، يقول أسطورة الاستثمار "وارين بافيت Warren Buffett" بأن الاستثمار هو عملية تخصيص الأموال الآن على أمل تلقي المزيد من الأموال في المستقبل، خلال هذا المقال نلقي الضوء على فكرة الاستثمار والتداول في الأسهم، والفرق بينهما وكيف تبدأ رحلتك في الاستثمار في سوق الأسهم

 

بورصات الأوراق المالية

كما ذكرنا في الدروس السابقة يتكون سوق الأوراق المالية من البورصات التي تنظم عمله وتتيح الأسهم للتداول بين جمهور المستثمرين والمتداولين وأقواها في السوق الأمريكي هما بورصة نيويورك NYSE وناسداك Nasdaq حيث يتم إدراج الأسهم وجمع المشترين والبائعين معا و تتعقب العرض والطلب والسعر المرتبط بهما بشكل مباشروعادةً ما يتم تمثيل المتداولين الأفراد بواسطة وسطاء وغالبًا ما يكونون وسيطًا عبر الإنترنت من خلال منصة تداول خاصة تقوم بوضع صفقات الأسهم الخاصة بك من خلال الوسيط ، الذي يتعامل بعد ذلك مع البورصة نيابة عنك.

وقد تبدو طريقة متابعة السوق سهلة، فمثلا عندما يشير الناس إلى سوق الأسهم الأمريكية في حالة صعود أو هبوط ، فإنهم يشيرون عمومًا إلى أحد مؤشرات السوق الرئيسية حيث يتتبع مؤشر السوق أداء مجموعة من الأسهم، والتي تمثل إما السوق ككل أو قطاعًا معينًا من السوق مثل مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 ومؤشر ناسداك Nasdaq ومتوسط داو جونز الصناعي DJIA ، حيث يتم استخدامهم كمقاييس أو معايير لتحركات الأسواق

 

مفهوم الاستثمار في الأسهم 

الاستثمار في الأسهم يعني شراء أسهم تمثل حصة في شركة عامة مدرجة وتُعرف هذه الأسهم الصغيرة باسم أسهم الشركة ومن خلال الاستثمار في هذا السهم ، فإنك تأمل في أن تنمو الشركة وتحقق أداءً جيدًا بمرور الوقت عندما يحدث ذلك ، قد تصبح أسهمك أكثر قيمة، وقد يرغب مستثمرون آخرون في شرائها منك بأكثر مما دفعته مقابلها هذا يعني أنه يمكنك كسب ربح إذا قررت بيعها، لذا فالاستثمار في سوق الأسهم هو لعبة طويلة. تتمثل القاعدة الأساسية الجيدة في امتلاك محفظة استثمارية متنوعة والاستمرار في الاستثمار

عندما تقرر الاستثمار في الأسهم فهناك طريقتان رئيسيتان لجني الأرباح من الأسهم:

توزيعات الأرباح

 عندما تكون الشركات المملوكة ملكية عامة - مدرجة ومتاجة للتداول - ورابحة مالية، يمكنهم اختيار توزيع بعض هذه الأرباح على المساهمين عن طريق دفع أرباح يمكنك إما أخذ أرباح الأسهم نقدًا أو إعادة استثمارها لشراء المزيد من الأسهم في الشركة حيث يركز العديد من المستثمرين المتقاعدين على الأسهم التي تولد دخلًا منتظمًا للأرباح لتحل محل الدخل الذي لم يعودوا يتلقونه من وظائفهم. يشار إلى الأسهم التي تدفع أرباحًا أعلى من المتوسط ​​أحيانًا باسم "أسهم الدخل income stocks"، وتعتمد هذه الطريقة في المقام الأول على وضع الشركة المالي واستقرارها وسمعتها في السوق

الأرباح الرأسمالية

وفي هذه الحالة يتم شراء الأسهم وبيعها باستمرار طوال الوقت مع التغير المستمر لأسعارها فعندما يرتفع سعر السهم أعلى مما دفعته لشرائه، يمكنك بيع أسهمك بربح، بالضبط كالتعامل مع شراء وبيع الذهب، أو العقارات، وتُعرف هذه الأرباح باسم مكاسب رأس المال، في المقابل أيضا إذا قمت ببيع الأسهم الخاصة بك بسعر أقل مما دفعته لشرائه، فقد تكبدت خسارة رأس المال، وتعتمد هذه الطريقة على حجم الطلب على السهم كأداة مالية المدفوع بدوره برغبة المستثمرين في الحصول عليها

 

التداول أم الاستثمار

يُنصح معظم المستثمرين ببناء محفظة متنوعة من الأسهم أو صناديق مؤشرات الأسهم والاحتفاظ بها في الأوقات الجيدة والسيئة والتي عادة ما تكون أهدافهم بعدية المدى، ولذلك يكونون في حاجة إلى المزيد من المعلومات لذا يقوم المستثمرون الذين يتداولون في الأسهم بإجراء بحث مكثف عن كل المعلومات المتاحة للشركات وأوضاعها المالية، وغالبًا ما يخصصون ساعات يوميًا لمتابعة السوق والرسوم البيانية للأسهم والمؤشرات باستخدام التحليل الفني للأسهم استعانة بما يقدمه الوسطاء او المواقع البحثية المتخصصة عبر الإنترنت من معلومات حول تداول الأسهم بما في ذلك تقارير المحللين وأبحاث الأسهم وأدوات الرسوم البيانية.

الهدف من الاستثمار هو بناء الثروة تدريجيًا على مدى فترة زمنية ممتدة من خلال شراء وحيازة محفظة من الأسهم والصناديق المشتركة والسندات وأدوات الاستثمار الأخرى مع محاولة تعزيز الأرباح خلال مضاعفة أو إعادة استثمار أي أرباح وأرباح في حصص إضافية من الأسهم غالبًا ما يتم الاحتفاظ بالاستثمارات لمدة سنوات أو حتى عقود ، مع الاستفادة من الامتيازات مثل الفوائد والأرباح وتقسيم الأسهم

أما هدف متداولي الأسهم أو ما يطلق عليهم أحيانا المضاربين، هو الاستفادة من أحداث السوق قصيرة الأجل لبيع الأسهم لجني الأرباح، أو شراء الأسهم بسعر منخفض. بعض متداولي الأسهم هم متداولون يوميون، مما يعني أنهم يشترون ويبيعون عدة مرات على مدار اليوم. والبعض الآخر يفضل المضاربات السريعة حيث يقومون بإجراء عشرات الصفقات خلال فترات زمنية قصيرة نسبيا، لذا يمكننا القول أن الاستثمار والتداول طريقتان مختلفتان تمامًا لمحاولة الربح في الأسواق المالية 

قد تتضمن عملية التداول او المضاربة معاملات أكثر تكرارًا لأن الهدف هو تحقيق عوائد تتفوق في الأداء على الاستثمار عن طريق فكرة الشراء والاحتفاظ buy-and-hold ففي الوقت الذي قد يكون المستثمرون راضين عن عوائد سنوية تتراوح من 10٪ إلى 15٪قد يسعى المتداولون إلى تحقيق عائد بنسبة 10٪ كل شهر عن طريق الشراء بسعر أقل والبيع بسعر أعلى خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. والعكس صحيح أيضًا حيث يمكن تحقيق أرباح التداول عن طريق البيع بسعر أعلى والشراء للتغطية بسعر أقل (المعروف باسم "البيع على المكشوف selling short ") لتحقيق الربح في الأسواق الهابطة.

 

التداول والمضاربة في الأسهم 

يعتمد التداول في سوق الأسهم وتقلباته بالكامل على ملايين المعاملات التي تحدث بين المشترين والبائعين كل يوم فلكل من هؤلاء المشترين والبائعين أسباب مختلفة للصفقات التي يدخلوها لذا فإن هذه التقلبات تستند لحد كبير إلى المضاربة فهي توقع حركة الأسعار في المستقبل بناءً على اعتقاد بأن السوق قد قام بتسعير السهم بشكل غير دقيق، وتكون الصفقة المرادة في اتجاه الوصول إلى هذا السعر

عادة ما يبحث معظم المتداولين و المضاربين في سوق الأسهم على شركات جديدة قد لا يكون لها تاريخ من الربحية أو التدفق النقدي الإيجابي ولكن لديها خطة عمل أو بعض الميزات الإستراتيجية الأخرى التي تغري المشاركين في السوق لشراء أسهم من أسهمهم، والتي تكون عادة بسعر سهم قليل نوعا عن الشركات المشهورة أو الأقدم نسبيا.

كما يمكن تداول الأسهم والمؤشرات بنظام العقد مقابل الفروقات (CFD) للمتداولين بالمضاربة على تحركات السوق المستقبلية للأصل الأساسي، دون امتلاك الأصل الأساسي أو استلامه فعليًا بعكس طريقة الشراء والحفظ التقليدية وتتضمن عملية تداول عقد CFD عمليتين تداول متلازمتين. تُنشئ الصفقة الأولى المركز المفتوح، والذي يتم إغلاقه لاحقًا من خلال صفقة عكسية مع مزود العقود مقابل الفروقات بسعر مختلف وصافي ربح المتداول من الصفقة هو فرق السعر بين سعر فتح الصفقة - العملية الأولى - وسعر الخروج منها - العملية الثانية - مطروحا منه العمولات والفائدة في حالة احتسابها

 

وسطاء التداول في سوق الأسهم

الوسطاء أو السماسرة هم مقدمي خدمة التداول في السوق، منهم من يقدم خدمة كاملة مثل المشورة المالية أو حسابات المخاطر وتنويع الاستثمارات وإدارتها وكل ما يتعلق بالمال وعادة ما يتعاملون فقط مع العملاء أصحاب الثروات وبالتالي يمكنهم فرض رسوم كبيرة، بما في ذلك نسبة من معاملاتك ، ونسبة مئوية من أصولك التي يديرونها ومن الشائع أن ترى حدًا أدنى لفتح الحسابات يبلغ 25000 دولار وما فوق

هناك نوع أخر من الوسطاء، وهو منتشر هذه الأيام حيث يمنحك الخدمة عبر الإنترنت من خلال توفير أدوات لتحديد معاملاتك الخاصة وتنفيذها، ويقدم العديد منهم أيضًا خدمة استشارية بشكل آلي إليكتروني ومع التقدم التكنولوجي أضاف الوسطاء عبر الإنترنت المزيد من الميزات، بما في ذلك المواد التعليمية على مواقعهم وتطبيقات المنصات والمتابعة على الأجهزة المحمولة، إلى جانب انخفاض قيمة الحد الأدنى للإيداع، وبرما بدون حد ادنى، لكن تبقى فكرة فرض رسوم معينة على الحسابات بجانب العمولات

 

اختيار وسيط التداول 

عند اختيار وسيط أو شركة وساطة او منصة تداول وسيط إلكتروني، هناك مجموعة من الاعتبارات الواجب مراعاتها

1. الإشراف والتنظيم

التأكد من تسجيل الوسيط في أحد الهيئات الرقابية المعتبرة التابع لها الوسيط، لضمان حماية أموالك واستثمارتك

2. الرسوم والعمولات

 إذا كنت تنوي التداول بشكل يومي أو بأسلوب مضاربي فمن المهم أن تختار وسيطًا يقدم عمولات تداول تنافسية بالإضافة إلى ما إذا كان الوسيط يفرض حدًا أدنى من رسوم الإيداع ورسوم صيانة الحساب السنوية أو الشهرية ورسوم البيانات أو رسوم النشاط حيث أن هناك بعض الوسطاء يفرض عليك رسومًا مقابل عدم التداول خلال ربع سنة مثلا.

3. الأدوات المالية المتاحة للتداول

تأكد من أن المنصة التي تختارها تقدم جميع الأدوات المالية التي تريد تداولها، أسهم، سلع، او مؤشرات رئيسية أو فرعية، ربما سندات وصناديق تداول مؤشرات

4. سمعة الشركة ومراجعاتها

وهنا أن تحاول معرفة ما رأي من سبقوك في التعامل مع هذا الوسيط فيه، انتبه للمراجعات حول خدمة العملاء وسهولة استخدام النظام الأساسي ورسوم الحساب ودقة التسعير والتنفيذ

ننوه أخيرا على ان التداول عبر الإنترنت خاصة في الفترة الأخيرة مع التطور التكنولوجي قد أتاح فكرة الاستثمار للمتداولين وسهل الوصول الفعال من حيث التكلفة إلى الأسواق المالية العالمية لذا قبل البدء، من المهم معرفة ما تبحث عنه في منصة أو وسيط التداول وإجراء بعض الأبحاث الأساسية للتأكد من أن ما توصلت إليه يلبي جميع احتياجاتك الاستثمارية

 

كيف تبدأ التداول في سوق الأسهم

حاول ان تجعل الأمور بسيطة، تحلي بالصبر والمرونة، قم بواجباتك من بحث وتحري وإلمام كامل بكافة المعلومات التي تحتاجها لأجل اتخاذ قرار سليم، يمكننا أن نلخص أهم الخطوات الأساسية للبدء كما يلي

1. تعلم آليات التداول وكيفية التنفيذ، وطبيعة السوق

تداولاتك ستكون في الأغلب من خلال منصة التداول التي يوفرها الوسيط الذي قررت التعامل معه في الخطوة الأولى، لذا أول ما يجب القيام به في هذه الخطوة هي معرفة كيفية التعامل مع هذه المنصة وفهم أوامر التداول وطريقة التنفيذ والحساب 

بعد ذلك يأتي دور الإلمام بقواعد التحليل وفهم مؤثرات السوق وطريقة اختيار الأسهم أو الأدوات المالية التي تحقق لك اهدافك الاستثمارية، ووضع خطة للتداول والالتزام بها

2. تدرب على حساب تجريبي

استثمر في عقلك ومهاراتك بعض من الوقت قبل أن تستثمر في أموالك، تذكر أن الاستثمار في النفس هو الاستثمار الوحيد الخالي من المخاطر، التداول التجريبي يتيح لك هذه الفرصة، افتح حساب بأموال وهمية وتابع لفترة وتأكد من أنك قادر على متابعة السوق قبل الخوض في التداولات الحقيقية

3. افتح حساب وساطة

يتطلب تداول الأسهم بحث وفتح حساب مع أحد شركات الوساطة او المنصات الإلكترونية المنتشرة اليوم، فتح الحساب يتم في بضع دقائق، وقبل ذلك لا تنسى القيام بدورك في بحث والتحري عن الشركة واختيارها ضمن الاعتبارات التي ناقشناها من قبل

4. حدد حجم حسابك - الإيداع الأول

ضع في الاعتبار أن الاستثمار يأتي في المرتبة الثالثة من الحصول على الدخل في المالية الشخصية، بعد الإنفاق والادخار، فإذا كنت تنوى الدخول في عالم الاستثمار عموما وفي سوق الأسهم او الأسواق المالية خصوصا، من تجارب شخصية سابقة يمكن البدء بمبلغ 500 دولار لو استطعت ادخاره، وتذكر دائما القاعدة الأساسية -  استثمر فقط المبلغ الذي يمكنك تحمل خسارته.

وخلال المقالات القادمة سنتعرف أكثر على السوق وطبيعيته وطرق تحليلها والاستفادة منه

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

الاستثمار في الأسهم يعني شراء أسهم تمثل حصة في شركة عامة مدرجة وتُعرف هذه الأسهم الصغيرة باسم أسهم الشركة ومن خلال الاستثمار في هذا السهم ، فإنك تأمل في أن تنمو الشركة وتحقق أداءً جيدًا بمرور الوقت عندما يحدث ذلك

عندما تقرر الاستثمار في الأسهم فهناك طريقتان رئيسيتان لجني الأرباح من الأسهم: 1. توزيعات الأرباح من الاحتفاظ بأسهم الشركات الرابحة ماليا، و 2. الأرباح الرأسمالية وفي هذه الحالة يتم شراء الأسهم وبيعها باستمرار طوال الوقت مع التغير المستمر لأسعارها فعندما يرتفع سعر السهم أعلى مما دفعته لشرائه

يمكن تداول الأسهم والمؤشرات بنظام العقد مقابل الفروقات (CFD) للمتداولين بالمضاربة على تحركات السوق المستقبلية للأصل الأساسي، دون امتلاك الأصل الأساسي أو استلامه فعليًا بعكس طريقة الشراء والحفظ التقليدية وتتضمن عملية تداول عقد CFD عمليتين تداول متلازمتين

الندوات و الدورات القادمة