العوامل المؤثرة على تحركات سوق الأسهم

الاستثمار هو أحد المبادئ العديدة للتخطيط المالي لمواجهة التضخم وإدارة المدخرات والوصول إلى الحرية المالية التي يسعى إليها الناس، فنحن نستثمر أموالنا في عناصر مالية مختلفة بفكرة أن استثمارنا سينمو تدريجيًا مع الوقت، وهناك العديد من الجوانب للاستثمار، وأكثرها شيوعًا هي استثمار صناديق الادخار والذهب والعقارات. هذه في الغالب استثمارات منخفضة المخاطر وذات عائد منخفض.

على الجانب الأخر لو كنت مستعدًا لتحمل المخاطر باستثمارك فهناك خيارات أخرى توصف بأنها استثمارات عالية المخاطر وعائدات عالية، مثل الأسواق المالية، وأكثرها شيوعا سوق الأسهم الذي يمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء ولكن العائد سيكون أعلى من ذلك بكثير بسبب تقلبات السوق، سوق الأسهم متقلب للغاية ولا يمكن التنبؤ به على الإطلاق.

يدور المقال حول النقاط التالية 

إذا درست السوق بتفصيل كبير واستثمرت وقتًا كافيًا في دراسة تقلبات السوق، يمكنك جني ثمار استثمارك، لذا فإن الخطوة الأولى نحو ذلك هي فهم العوامل التي تؤثر على أسعار الأسهم. ما الذي يمكن أن يجعل أسعار الأسهم ترتفع أو تنخفض، وهذا ما نناقشه في هذا المقال.

 

محركات سوق الأسهم 

لو سألت أي من المحللين الأساسيين أو الماليين للأوراق المالية عما يحرك سوق الأسهم فعلى الأرجح ستحصل على إجابة مكونة من مجموعة من الأرقام والنسب الإحصائية مثل نسبة السعر/ الأرباح (P/E)، نسبة السعر/الدفتر (P/B) أو ربحية السهم (EPS) وهذه تعتبر من المقاييس الأساسية لقياس أداء السهم العام وتشكل هذه الأرقام جانبا محوريا في فهم أساسيات السهم، وقد يبدوا هذا عقلانيا ومنطقيا خاصة أن هذا الجانب قابل للقياس، لكن الأسواق ديناميكية وغالبًا ما تكون غير عقلانية.

على الجانب الآخر يمكن للأسواق أن تتحرك بناءً على المشاعر التي يقودها الخوف والطمع مع بعض التردد والتناقض، وهذه للأسف لا يمكن قياسها فهي حدس واستجابة غريزية، مجرد مشاعر حتى وإن لم يكن لها وجود مادي أو قابلية للقياس لكن وجد أن لها تأثير كبير على تحركات الأسواق

تذكر أن سوق الأسهم - والأسواق المالية عموما - هو نظام معقد ومتشابك يتكون من مستثمرين كبار وصغار يتخذون قرارات غير منسقة حول مجموعة كبيرة من الاستثمارات وفي ظروف مختلفة وأهداف مختلفة. حيث يتصرف كل مشارك في السوق ويلعب بحرية بناءً على أفكاره الفردية ويتبع اهتماماته الشخصية، صحيح أن هناك مبادئ اقتصادية أساسية ومقاييس محددة يمكن أن تساعد في تفسير تحركات السوق صعودًا وهبوطًا اعتمادا على قياس الأداء العام، لكن ستحتاج إلى مؤشرات أخرى وعوامل أخرى لابد من دراستها ووضعها في الاعتبار لتتمكن من متابعة السوق بشكل صحيح

 

العوامل الأساسية

على افتراض كمال كفائية السوق efficient market يمكن أن يتم تحديد أسعار الأسهم بشكل أساسي من خلال المقاييس المالية الأساسية، والتي عادة ما تدور حول أمرين رئيسيين:

الأرباح ، مثل مقياس ربحية السهم (EPS)

ربحية السهم EPS أو Earnings per share هو مقياس يصف ربح شركة عامة لكل حصة قائمة من الأسهم عن طريق أخذ صافي الدخل ربع السنوي أو السنوي للشركة والقسمة على عدد أسهمها في الأسهم القائمة

مضاعف التقييم، مثل مقياس نسبة السعر إلى العائد P/E ratio

مالك الأسهم العادية لديه حق بالأرباح ، وعائد السهم (EPS) هو عائد المالك على استثماراته عندما تشتري سهمًا، فأنت تشتري حصة متناسبة من الشركة وبالتالي لك الحق في نفس النسبة من التدفق المستقبلي المتوقع للأرباح. هذا هو مضاعف التقييم، إنه السعر الذي ترغب في دفعه مقابل التدفق المستقبلي المتوقع للأرباح.

بمعنى الأوسع، يتضمن التحليل الأساسي النظر في أي بيانات من المتوقع أن تؤثر على السعر أو القيمة المتصورة للسهم وأداءه لإنشاء صورة كاملة لشركة وتحديد القيمة الأساسية لأسهمها، والتي بناءً عليها يتم شراء أو الاحتفاظ أو بيع السهم محل الدراسة، وباختصار يمكن تلخيص العوامل الأساسية الرئيسية لسوق الأسهم كما يلي:

  1. مستوى قاعدة الأرباح بما في ذلك، ربحية السهم EPS، التدفق النقدي لكل سهم، توزيعات الأرباح لكل سهم
  2. النمو المتوقع في قاعدة الأرباح خلال فترة زمنية
  3. معدل الخصم، الذي هو في حد ذاته دالة للتضخم
  4. المخاطر المتصورة للسهم
 

العرض والطلب Supply and Demand

يقال إن الأسواق تميل نحو التوازن حيث يكون العرض مساويًا للطلب. فالعرض هو عدد الأسهم التي يرغب الأشخاص في بيعها، والطلب هو عدد الأسهم التي يرغب الأشخاص في شرائها. إذا كان هناك عدد المشترين أكبر من البائعين (طلب أكثر) يقوم المشترون برفع أسعار الأسهم لإغراء البائعين ببيع المزيد. إذا كان عدد البائعين أكثر من المشترين، فإن الأسعار تنخفض حتى تصل إلى المستوى الذي يغري المشترين، فالاختلاف بين العرض والطلب على السهم هو ما يحرك سعر السهم حتى يتم الوصول إلى التوازن

والأمر ليس بهذه السهولة، فالعرض والطلب بدورهما يؤثر عليها بعض من العوامل الرئيسية الأخرى وهي البيانات الاقتصادية وأسعار الفائدة ونتائج الشركات. تكشف البيانات الاقتصادية معلومات حول حالة الاقتصاد. إذا كان أداء الاقتصاد أفضل من التوقعات ، فإنه يخلق المزيد من الطلب على الأسهم تحسباً لأرباح أفضل.

تؤثر أرباح الشركات ومبيعاتها وهوامشها وتوقعاتها بشكل كبير على الطلب على الأسهم، وهو ما يمثل التقلبات التي تظهر قبل وبعد إعلان نتائجها للربع أو السنة كما تميل ديناميكيات السوق والظروف الاقتصادية والتغيرات في السياسة الاقتصادية إلى التأثير على العرض الإجمالي للأوراق المالية كما يميل كل من العرض والطلب على الأسهم إلى استجابة بشكل حساس للاكتتابات والعروض الأولية والاستحواذات، أو الشركات المنبثقة، أو إصدار أسهم جديدة.

 

التضخم inflation 

العلاقة بين التضخم وأسعار الأسهم ليست مباشرة ولا يمكن تطبيق قاعدة عامة للتعامل مع كل السوق، حيث تتطلب استراتيجية الاستثمار أو التداول في الأسهم تحليل شامل لخصائص كل سهم، لكن دعونا نتفق على أن التضخم من المؤشرات والمؤثرات المهمة جدا في تقييم الاستثمار.

ولفهم تأثير التضخم، فبما إن أسعار الأسهم وعوائد سوق الأسهم تعتمد إلى حد كبير على توقعات أرباح الشركات المستقبلية وأن التضخم يؤدي إلى تآكل قيمة الدولار من الأرباح، فإنه يمكن أن يجعل من الصعب على السوق قياس القيمة الحالية للشركات كما أنه يمكن أن تؤثر الأسعار المرتفعة للمواد الخام والمخزون والعمالة على أرباح، لكن بمجرد أن يكون لدى الشركات الوقت الكافي للتكيف مع الضغوط التضخمية وتعديل أسعارها، ستزداد الإيرادات وقد تستأنف معدلات الربح العادية

ضع في اعتبارك أن الاستثمار في الأسهم يمكن أن يعمل كتحوط ضد التضخم على المدى الطويل. وهذا يعني أن القيمة النقدية لمحفظة الأسهم أو الأسهم يمكن أن ترتفع خلال فترة تضخمية بحيث تظل القيمة الحقيقة التي تخزنها - القيمة النقدية التي يمكن بها شراء السلع أو الخدمات - ثابتة على الرغم من ارتفاع الأسعار.

 

الأخبار NEWS

للأخبار والأحداث غير المتوقعة داخل شركة أو صناعة أو حتى داخل النظام الاقتصادي عموما تأثيرا ملموسا على معنويات السوق Market sentiment بما في ذلك الأوضاع السياسية والشراكات الاقتصادية الدولية وعمليات الدمج والاستحواذ فالأسواق والاقتصادات مترابطة ويمكن أن تؤثر الأخبار في بلد ما على المستثمرين في بلد آخر، هذا على الصعيد العام

أما على الصعيد الخاص، ما يخص سهم أو شركة بعينها، فالأخبار المتعلقة بالشركة نفسها وأدائها مثل إصدار تقرير أرباح الشركة تؤثر أيضًا على سعر السهم، فبشكل عام تؤدي الأرباح القوية بشكل عام إلى ارتفاع سعر السهم - والعكس صحيح - لكن في بعض الأحيان يظل سعر سهم بعض الشركات مرتفعا على الرغم من أنها لا تحقق نفس القدر من الأرباح حيث يعكس هذا السعر المرتفع توقعات المستثمرين بأن الشركة ستكون مربحة في المستقبل.

 

معنويات السوق market sentiment

يمكن اعتبار معنويات المستثمرين بمثابة السلوك السائد العام للمستثمرين لتقييم الأسعار في سوق الأسهم بناء على تراكم عوامل أساسية وتقنية مختلفة بما في ذلك تاريخ الأسعار والتقارير الاقتصادية والعوامل الموسمية والأحداث العالمية والمحلية، فإذا توقع المستثمرون حركة سعرية صاعدة في سوق الأسهم يقال إن المعنويات مرتفعة وهذا يعكس حالة من التفاؤل وبالتالي قد يدعم هذا الطلب على السهم

معنويات السوق لا تستند دائمًا إلى الأساسيات، لكن على الرغم من ذلك فإنها تؤثر على حركة السوق لأنها غالبا ما تعكس مواقف المستثمرين تجاه الأوراق المالية وأدائها أي أن معنويات السوق تدور حول المشاعر والعاطفة، وقد يتم استخدام مؤشرات مختلفة لقياس معنويات السوق التي تساعد في تحديد أفضل الأسهم للتداول. تشمل مؤشرات المعنويات الشائعة مؤشر التقلب CBOE (VIX)، ومؤشر High-Low، ومؤشر النسبة الصعودية (BPI) وأيضا المتوسطات المتحركة.

من المهم دمج معنويات السوق مع أشكال التحليل الأخرى لتكون أكثر فائدة، حيث جرى اعتقاد أن ما يحرك الأسعار هو ما يعتقده الناس في السوق، بغض النظر عما إذا متوافق مع المقاييس الأساسيات أم لا، فلا تنكر أن معنويات السوق هي الدافع وراء العرض والطلب والذي بدوره يقود السعر. يمكنه أيضًا تحريك السعر في نفس اتجاه أساسيات الأداء، أو في الاتجاه المعاكس - وعلى المدى القصير غالبًا ما تتجاوز المعنويات الأساسيات.

هناك عاملان مهمان يجب مراعاتهما عند استخدام معنويات السوق market sentiment لاتخاذ قرارات التداول.

 أولاً: طالما استمرت المعنويات في التحسن، سترتفع الأسعار أو على الأقل ستتوقف عن الانخفاض. وبالمثل فإن تراجع المعنويات سيؤدي إلى انخفاض الأسعار أو توقفها عن الارتفاع.

ثانيا: يمكن أن تؤدي المبالغة في المعنويات المتزايدة إلى حدوث نوع من التشبع الشرائي أو ظروف تشبه الفقاعة، والتي ستؤدي دائمًا تقريبًا إلى نتيجة عكسية في مرحلة ما، وبالمثل يمكن أن يؤدي استمرار المعنويات المنخفضة إلى حالة من التشبع البيعي حيث تصبح أسعار الأسهم وقتها أقل من قيمتها.

لذلك فإن استخدام معنويات السوق في التداول أو الاستثمار مبني على إمكانية إدراك كيف تتغير مشاعر المشاركين في السوق، يجب أن تكون على دراية بما قد يحدث إذا بدأت المشاعر تتغير بطريقة أو بأخرى.

وتقدم CNN أحد الأدوات المهمة التي قد تساعد في هذا الصدد مؤشر الخوف والطمع Fear and Greed Index والذي يجمع بين 7 مؤشرات مختلفة لمعنويات السوق لإنتاج قراءة بين 1 و 100 حيث يشير 1 إلى الخوف الشديد كمردود لتراجع معنويات السوق و 100 يشير إلى حالة الطمع الشديد نتاج حالة التفاؤل أو ارتفاع معنويات السوق.

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

لو سألت أي من المحللين الأساسيين أو الماليين للأوراق المالية عما يحرك سوق الأسهم فعلى الأرجح ستحصل على إجابة مكونة من مجموعة من الأرقام والنسب الإحصائية مثل نسبة السعر/ الأرباح (P/E) ، نسبة السعر/الدفتر (P/B) أو ربحية السهم (EPS) وهذه تعتبر من المقاييس الأساسية لقياس أداء السهم العام

 سوق الأسهم - والأسواق المالية عموما - هو نظام معقد ومتشابك يتكون من مستثمرين كبار وصغار يتخذون قرارات غير منسقة حول مجموعة كبيرة من الاستثمارات وفي ظروف مختلفة وأهداف مختلفة. حيث يتصرف كل مشارك في السوق ويلعب بحرية بناءً على أفكاره الفردية ويتبع اهتماماته الشخصية، صحيح أن هناك مبادئ اقتصادية أساسية ومقاييس محددة يمكن أن تساعد في تفسير تحركات السوق صعودًا وهبوطًا اعتمادا على قياس الأداء العام

 

 يتضمن التحليل الأساسي النظر في أي بيانات من المتوقع أن تؤثر على السعر أو القيمة المتصورة للسهم وأداءه لإنشاء صورة كاملة لشركة وتحديد القيمة الأساسية لأسهمها، والتي بناءً عليها يتم شراء أو الاحتفاظ أو بيع السهم محل الدراسة

العلاقة بين التضخم وأسعار الأسهم ليست مباشرة ولا يمكن تطبيق قاعدة عامة للتعامل مع كل السوق، حيث تتطلب استراتيجية الاستثمار أو التداول في الأسهم تحليل شامل لخصائص كل سهم، لكن دعونا نتفق على أن التضخم من المؤشرات والمؤثرات المهمة جدا في تقييم الاستثمار.

 

الندوات و الدورات القادمة