كيفية الاستثمار في الرموز غير القابلة للاستبدال NFT

 الفريق: الخبرة والشراكات الاستراتيجية

في السنوات الأخيرة، لاحظنا ظاهرة فريدة داخل مجتمع العملات المشفرة تتمثل في بروز المؤسسين المجهولين. على الرغم من أن هذا كان يُعتبر في الماضي علامة تحذيرية كبيرة، إلا أنه يستلزم الآن تقييم دقيق ومفصل.

حيث من المهم أن نتذكر أن الفرق التي تعمل تحت ستار الغموض ليست بالضرورة دلالة على عدم الجدية أو الاحتيال؛ فعلى سبيل المثال، نشأ نادي "Bored Ape Yacht Club" على يد فريق مجهول الهوية، وقد استمر هذا الغموض حتى بعد أن بلغت قيمة NFT التي أنتجوها أسعار خيالية تجاوزت 300 ألف دولار للوحدة. بالتالي، يجب على المستثمرين البحث عن دلائل الإنجاز والمصداقية بدلا من التركيز فقط على هوية الفريق.

المطورون المجهولون قد يظهرون تفانيا واحترافية عالية، وفي الوقت نفسه، قد يثبت الفرق التي تعمل علنا أنها غير جديرة بالثقة. وبدلا من الحكم المسبق بناء على معرفة الهويات، يُنصح بالتعمق في البحث لاكتشاف ما إذا كان الفريق يتمتع بالمؤهلات والسجل اللازم للنجاح. بالاضافة إلى ذلك، يُعد تقييم الشراكات والتعاونات الحالية أمرا حاسما.

هذه الشراكات، سواء كانت مع كيانات تجارية أخرى أو مع مطورين معروفين وذوي سمعة جيدة، يمكن أن تعزز من مصداقية المشروع وتؤكد على استعداده للنجاح والاستمرارية في السوق.

المجتمع وأهميته في نجاح مشاريع NFT

يُعد المجتمع عنصر حيوي في تحديد نجاح أي مشروع NFT، كما يتضح من نجاح Bored Ape Yacht Club (BAYC). الشغف والولاء اللذان يظهرهما المجتمع تجاه علامة تجارية معينة، كما في حالة BAYC حيث يفخر الأعضاء بعرض NFT كصور للملفات الشخصية أو على المنتجات، يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على قيمة المشروع. لذا من الضروري البحث عن مجتمع يُظهر التزاما قويا بدعم وتعزيز المشروع.

ومع ذلك، من المهم مراعاة أن العديد من المشاريع قد تلجأ إلى استخدام الروبوتات لتضخيم أعداد المجتمع على منصات مثل Discord، مما ينشئ وهم بأن المجتمع نشط وحيوي. لذا يجب على المستثمرين إجراء تحقيقات دقيقة لتمييز النشاط الحقيقي عن الصناعي.

الانخراط الشخصي في المجتمع، مثل المشاركة في المحادثات وملاحظة تفاعلات الأعضاء، يمكن أن يوفر فهم أعمق لجودة وتفاعل المجتمع.

خريطة الطريق:

المشاريع الراسخة تميل إلى تقديم خرائط طريق مفصلة وواقعية. ليس كل المشاريع الناجحة تبدأ بخريطة طريق متكاملة، ولكن الغالبية تمتلك خطة واضحة للتطوير. من الضروري تقييم الوعود المقدمة والجداول الزمنية المقترحة للتأكد من واقعيتها. التوقعات غير الواقعية قد تكون مؤشرا لإعادة تقييم الاستثمار المحتمل.

العمل الفني:

بينما يظل البحث عن الأعمال الفنية الفريدة والجذابة عامل مهم، فإن معرفة وفهم الاتجاهات السائدة يمكن أن يكون بنفس الأهمية. فمشاريع مثل Mutant Ape Yacht Club، التي تُعد تطورا لـ BAYC، تظهر كيف يمكن للتكرارات الجديدة أن تحافظ على الجاذبية والنجاح. فالاهتمام بالتفاصيل والتقدير الجمالي يختلف بين المجتمعات، ومن الضروري فهم هذا التباين عند تقييم الجاذبية الجماهيرية لعمل فني.

الموقع الإلكتروني:

يجب أن يعكس الموقع الإلكتروني لأي مشروع NFT العناية والجهد الذي يبذله الفريق في تقديم مشروعهم. وجود موقع مصمم بشكل جيد يمكن أن يكون مؤشر على الاحترافية والجدية، حتى وإن كان بسيط.

استراتيجيات التقييم وأهمية المجتمع في مشاريع NFT:

من المهم عدم الإفراط في تقدير قيمة المشروع بشكل سريع فقط لتحقيق مكاسب مالية عابرة. كما أن استمرارية ثقافة الميم في المجتمعات يجب ألا تُهمل، فرغم أن ليس كل مشروع NFT الذي يعتمد على الميمات يُكلل بالنجاح، إلا أن وجودها يُعتبر جزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي لسوق العملات المشفرة ويُقدَّر بشكل كبير من قبل الجمهور.

على سبيل المثال، لا يُعتبر انتشار صور القرود بمجرد الصدفة في المجموعات الأغلى مثل "Bored Ape Yacht Club"؛ فالعبارات المتداولة مثل "Let's ape into this coin" خلال صيف DeFi في عام 2020 تُظهر مدى تأثير الميم في شعبية بعض المشاريع. وعلى منصة سولانا، قدمت أكاديمية "Degenerate Ape" نموذج آخر لمشروع يتجذر بعمق في مجتمعها ويُعتبر محوريا في نظامها البيئي.

من ناحية أخرى، فإن التفرد يمكن أن يكون عامل مهم للنجاح؛ فالحصرية المبدئية لـ "BAYC" وعدم الكشف عنه بشكل واسع مكّنه من جذب اهتمام العديد وبالتالي ارتفاع الطلب بمرور الوقت. ومع ذلك، ينبغي التأكيد على أن تقديم المنفعة والاستفادة من الشهرة قد تزيد من القيمة طويلة الأجل للمشروع.

الشركات الكبرى مثل سامسونج وأديداس ونايكي وغيرها بدأت بالفعل في دخول سوق NFT، مما يشير إلى أن المشاريع الناجحة ستحتاج إلى دعم مالي جيد واستراتيجيات تسويقية محكمة لتعزيز حضورها في سوق مزدحم بالمنافسة. أخيرا، الشبكة التي تبنى عليها مجموعة NFT تلعب دور مهم في تحديد سيولتها وجاذبيتها.

الايثيريوم تظل الشبكة الرئيسية لأكثر المشاريع نجاح، بينما توفر شبكات أخرى مثل سولانا وشبكة بينانس بدائل قد تكون أقل شعبية ولكنها تقدم فرص مختلفة.

هذه النقاط توضح العوامل المتعددة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تقييم مشروع NFT، من ثقافة الميم إلى الدعم الذي يمكن أن يقدمه المؤثرون والمشاهير، وكلها تُسهم في تحديد إمكانية نجاح المشروع.

في الختام:

في ختام هذا الدليل، يتضح أن الاستثمار في مجال الرموز الغير قابلة للاستبدال NFT يتطلب نهج متعدد الجوانب يتجاوز النظر فقط إلى جماليات العمل الفني أو الضجيج الحالي. فالنجاح في هذا المجال يعتمد على تحليل دقيق للفريق الذي يقف وراء المشروع، الجدوى والاستدامة المالية، وخصوصا للمجتمع الذي يحيط بالمشروع.

يُعد الفهم العميق لثقافة المجتمع والتأثير الذي تُحدثه الميمات، بالإضافة إلى التأكيد على الحصرية والتفرد في العروض، من العوامل الرئيسية لتحديد قيمة NFT. كما يجب على المستثمرين مراعاة التطورات التكنولوجية وتأثير المؤثرين والمشاهير الذين يدعمون هذه المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الانتقائية في الاختيار والتفكير طويل الأجل سيكونان مفتاح للتمييز بين الفرص الواعدة والمغامرات الفاشلة.

لذا، قبل أن تقرر الدخول إلى أي مشروع NFT، تأكد من إجراء بحث شامل وتحليل مفصل، حيث أن الفهم العميق والاستراتيجي هو ما يفصل المستثمرين المنجزين عن المجربين العابرين في سوق NFT المتقلب.

اقرأ أيضا:

حول مجموعة NFT طيور القمر Moonbirds