كيفية عمل صناديق الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة

صناديق الاستثمار المتداولة في سوق الأوراق المالية (ETF) تراقب وتحاكي أداء أسعار عملة مشفرة واحدة أو أكثر عبر استثمارات في مجموعة من الأصول متصلة بتلك العملات، وقد اكتسبت صناديق ETF البيتكوين زخم كبير هذا العام، حيث لفتت الانتباه إليها وجذبت الملايير الدولارات من المستثمرين المؤسسات. وكغيرها من صناديق الاستثمار المتداولة، يتم تداولها في البورصات التقليدية، مما يتيح للمستثمرين إضافتها إلى حسابات الوساطة الخاصة بهم بسهولة.

وتسعى صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة لتتبع قيم العملات الرقمية إما بالاستثمار في عقودها الآجلة أو عبر شراء العملات نفسها مباشرة، ما يوفر فرصة للمستثمرين للتعرض لسوق العملات المشفرة دون الحاجة إلى التداول المباشر على منصات العملات المشفرة أو التعامل مع التحديات المرتبطة بحيازة العملات الرقمية بصورة مباشرة. خلال هذه الماقل نلقي عليها المزيد من الضوء للتعرف عليها وعلى كيفية عملها

 

صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة

مع تنامي قائمة صناديق الاستثمار المتداولة، يجد المستثمرون أنفسهم أمام فرص متزايدة للدخول في مختلف قطاعات السوق والاستثمار فيها. غير أن هذه الصناديق قد تأتي بتكاليف أعلى مقارنة بأنواع أخرى من صناديق الاستثمار المتداولة.

بعد نحو عقد من النقاشات التنظيمية، منحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) الضوء الأخضر لإطلاق أول صندوق استثمار متداول بالعملات المشفرة في أوائل 2024، متيحة للمستثمرين الأفراد الوصول المباشر لسوق العملات المشفرة دون الحاجة إلى امتلاك الأصول الفعلية.

صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة تعمل بطريقتين أساسيتين لمتابعة أداء العملات الرقمية.

النوع الأول، وهو صناديق الاستثمار الفورية، يحتفظ بالعملات المشفرة مباشرة، مشكلا محفظة تعكس بدقة أداء الأصول الرقمية التي يستثمر فيها المستثمرون.

النوع الثاني، يركز على الاستثمار في عقود آجلة للعملات المشفرة، وهي اتفاقيات لشراء أو بيع العملة في تاريخ وسعر محددين مسبقا.

هذه الصناديق، بفضل استراتيجياتها الاستثمارية، تعكس تقلبات أسعار العقود الآجلة للعملات المشفرة بدلا من العملات الرقمية نفسها، مما يعني أن قيمة أسهمها ترتفع وتنخفض بالتوافق مع تحركات أسعار هذه العقود. ومع ذلك، تحمل صناديق الاستثمار المتداولة الاصطناعية بالعملات المشفرة مخاطر إضافية نظرا لأن أساليب عملها قد لا تكون دائما شفافة. وعلى الرغم من التحفظات الأولية من الجهات التنظيمية الأمريكية تجاه الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة بالعملات المشفرة لسنوات، فقد كانت هذه الصناديق متوفرة ويسهل الوصول إليها للمستثمرين في أوروبا وكندا.

في أكتوبر 2021، منحت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC) الموافقة على أول صندوق استثمار متداول للعقود الآجلة بالعملات المشفرة في السوق الأمريكية، وتلا ذلك إطلاق أول صندوق استثمار متداول بالعملات المشفرة الفورية في يناير 2024.

بدأ تداول ProShares Bitcoin Strategy ETF، الصندوق الاستثماري المتداول الأول من نوعه للعملات المشفرة، في أكتوبر 2021، مركزا على تتبع أسعار عقود البيتكوين الآجلة.

 

كيفية عمل صناديق الاستثمار المتداولة لعقود العملات المشفرة الآجلة:

صندوق "ProShares Bitcoin Strategy ETF" يقدم نموذج لفهم آلية عمل صناديق الاستثمار المتداولة للعقود الآجلة بالعملات المشفرة.

حتى يناير 2024، يخصص هذا الصندوق نسبة كبيرة من محفظته لعقود البيتكوين الآجلة ببورصة شيكاغو التجارية، مع التركيز على العقود المنتهية في نهاية الشهر الجاري والشهر التالي.

يدير الصندوق استثماراته بتجديد العقود المنتهية، ويبيع العقود القديمة ويشتري عقود للشهر القادم، مما قد يؤدي إلى تفاوتات في الأداء بين صناديق الاستثمار المتداولة والأصول الأساسية للعملات المشفرة بسبب التكاليف المرتبطة بتجديد العقود.

بعد ظهور ProShares في ساحة صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة، أطلقت VanEck Bitcoin Strategy ETF صندوقها المشابه في نوفمبر 2021، مع الاحتفاظ بسندات الخزانة الأمريكية كضمان بالإضافة إلى استثماراتها في عقود البيتكوين الآجلة.

ProShares توسع عروضها بإطلاق صندوق Ether Strategy ETFوالذي يحمل الرمز (EETH)، ويتتبع الصندوق أسعار الإيثيريوم عبر العقود الآجلة.

للمستثمرين الراغبين في التعرض لعدة عملات مشفرة، تقدم شركة ProShares صناديق استثمار متداولة تركز على البيتكوين والإيثريوم بنسب متساوية أو وفقا لقيمتهما السوقية.

كما يوجد صندوق استثمار متداول معكوس، ProShares Short Bitcoin Strategy ETF، يستخدم العقود الآجلة للعمل على تحقيق عوائد معاكسة لأداء البيتكوين، مما يتيح فرصة للمستثمرين لتحقيق الأرباح في أوقات انخفاض أسعار العملة المشفرة.

في يناير 2024، شهدت الأسواق الأمريكية حدث تاريخي بموافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على إطلاق أول 11 صندوق متداول للبيتكوين.

جذبت هذه الصناديق في يومها الأول حوالي 4.6 مليار دولار من حجم التداول، ما يعكس الاهتمام الكبير والتوقعات المرتفعة من المستثمرين.

 

ما هي صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للعملات المشفرة وكيف تعمل؟

تتيح هذه الصناديق للمستثمرين التداول المباشر والاحتفاظ بالعملات الرقمية المشفرة، مما يسمح بشراء وبيع الأسهم الممثلة لها بكل سهولة مثل الصناديق التقليدية.

هذه الخاصية تمنح سيولة أكبر في السوق وتسهل على المستثمرين الوصول إلى هذه الفئة من الأصول.

منذ عام 2014، سعى العديد من مديري الأصول للحصول على موافقة هيئة SEC لإطلاق صناديق استثمار متداولة للبيتكوين الفورية.

وبين أكتوبر 2022 وأكتوبر 2023، تلقت هيئة SEC أكثر من 3500 طلب متعلق بالعملات المشفرة، وفي يناير 2024، وافقت الهيئة التنظيمية أخيرا على الصناديق الفورية للبيتكوين، ما يشير إلى إمكانية إطلاق المزيد من الصناديق المماثلة في المستقبل.

 

مزايا صناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة:

- التعرض بدون ملكية: تقدم هذه الصناديق فرصة للتعرض للعملات المشفرة دون الحاجة إلى التعامل مع نفقات الحفظ أو التعرض للمخاطر المرتبطة بالملكية المباشرة.
- خفض منحنى التعقيد: يصبح الدخول إلى سوق العملات المشفرة أسهل بكثير، حيث يُخفض الحاجة إلى فهم تفاصيل تكنولوجيا البلوكشين المعقدة.
- مزيد من الأمان للمستثمرين: توفر هذه الصناديق طبقة إضافية من الأمان مقارنة بالتداول المباشر والتخزين الذاتي للعملات المشفرة.
- تكاليف أقل: تتيح هذه الصناديق فرصة للتنويع وتقليل التكاليف المرتبطة بشراء وتداول العملات المشفرة مباشرة.

 

مساوئ صناديق الاستثمار المتداولة المشفرة:

- عدم اليقين التنظيمي: السوق ما زال ينتظر تطورات تنظيمية قد تؤثر على هذه الصناديق.
- رسوم أعلى: نظرا لكونها غالبا ما تُدار بشكل نشط، قد تحمل صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة رسوم أعلى من الصناديق التقليدية.
- تقلبات السوق: المستثمرون ما زالوا عرضة لتقلبات الأسعار الكبيرة التي تميز سوق العملات الرقمية المشفرة.
- عدم وجود الملكية المباشرة: لا يمتلك المستثمرين العملات الرقمية بشكل مباشر، ما يحد من بعض المزايا المرتبطة بالعملات المشفرة مثل اللامركزية وإخفاء الهوية.

صناديق الاستثمار المتداولة للعملات الرقمية المشفرة تقدم فرصة مغرية للمستثمرين للدخول إلى عالم العملات المشفرة بطريقة مبسطة وآمنة نسبيا، لكن يجب الانتباه إلى المخاطر والتكاليف المرتبطة بها.

بالإضافة إلى الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) للعقود الآجلة أو صناديق الاستثمار المتداولة الفورية، هناك مجموعة متنوعة من المنتجات البديلة التي توفر للمستثمرين فرصة للتعرض للعملات المشفرة بطرق مختلفة.

دعونا نستعرض هذه البدائل:

 

صناديق الكريبتو:

على الرغم من الموافقة المحدودة على صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، كان هناك منتج مشابه متاح لسنوات وهي صناديق استثمار البيتكوين.

هذه صناديق مغلقة تعمل بطريقة مشابهة للصناديق الفورية المقترحة، حيث تمتلك البيتكوين نيابة عن المستثمرين وتتداول أسهمها خارج البورصة.

هذه الصناديق متاحة فقط للمستثمرين المعتمدين أو الأفراد ذوي الثروات العالية، مع حد أدنى مرتفع للاستثمار وفترة قفل للمستثمرين.

 

الشركات التي تمتلك البيتكوين:

الاستثمار في الشركات التي تحتفظ بالعملات المشفرة في ميزانيتها العمومية هو طريقة أخرى للتعرض للعملات الرقمية المشفرة.

شركات مثل:

  1. MicroStrategy Inc
  2. Galaxy Digital Holdings Ltd
  3. Square Inc

تمتلك كميات كبيرة من البيتكوين وتتداول في البورصات العامة.

 

صناديق الاستثمار المتداولة ذات الصلة بالعملات المشفرة:

تتيح صناديق الاستثمار المتداولة التي تركز على تكنولوجيا البلوكشين والشركات ذات الصلة بالعملات المشفرة، مثل Amplify Transformational Data Sharing ETF (BLOK) للمستثمرين التعرض لهذا القطاع دون الحاجة إلى الاستثمار المباشر في العملات الرقمية المشفرة.

 

الاستثمار في صناديق العملات المشفرة:

يجب على المستثمرين النظر في المخاطر والنفقات المرتبطة بصناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة والمنتجات المشابهة.

التحدث مع مستشار مالي لتقييم الخيارات بناء على الأهداف الاستثمارية والوضع المالي الفردي يعتبر خطوة حكيمة.

الآثار الضريبية:

الآثار الضريبية لصناديق الاستثمار المتداولة المشفرة قد تختلف عن الاحتفاظ بالعملات المشفرة مباشرة.

عادة ما يُعامل الربح من صناديق الاستثمار المتداولة كمكاسب رأسمالية، والتي قد تكون مفضلة ضريبيا مقارنة بالمعاملات المباشرة للعملات المشفرة، مما يستلزم استشارة مستشار ضرائب لتقييم الحالة الفردية.

صناديق مؤشر العملات المشفرة:

هناك صناديق مؤشرات متاحة للمستثمرين المعتمدين أو غير الأمريكيين، مثل:

Bitwise 10 أو Galaxy Crypto Index Fund

والتي توفر تعرض لمجموعة من العملات المشفرة.

بيع صناديق الاستثمار المتداولة:

يمكن بيع صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة في البورصة مثل أي صندوق استثمار متداول آخر، مع القدرة على الاستفادة من انخفاض الأسعار عبر البيع على المكشوف، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المرتفعة والخسائر المحتملة.

خلاصة القول:

بينما تعد صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة وسيلة سهلة للوصول إلى سوق العملات المشفرة، إلا أنها تأتي مع المخاطر وتتطلب نفقاتها الخاصة.

من المهم للمستثمرين القيام ببحث شامل وربما الاستعانة بمستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية في هذا المجال المتقلب.

اقرأ أيضا:

ما هو صندوق تداول العملات المشفرة (ETF)؟

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

صندوق "ProShares Bitcoin Strategy ETF" يقدم نموذج لفهم آلية عمل صناديق الاستثمار المتداولة للعقود الآجلة بالعملات المشفرة. يدير الصندوق استثماراته بتجديد العقود المنتهية، ويبيع العقود القديمة ويشتري عقود للشهر القادم، مما قد يؤدي إلى تفاوتات في الأداء بين صناديق الاستثمار المتداولة والأصول الأساسية للعملات المشفرة بسبب التكاليف المرتبطة بتجديد العقود. بعد ظهور ProShares في ساحة صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة، أطلقت VanEck Bitcoin Strategy ETF صندوقها المشابه في نوفمبر 2021، مع الاحتفاظ بسندات الخزانة الأمريكية كضمان بالإضافة إلى استثماراتها في عقود البيتكوين الآجلة.

- التعرض بدون ملكية : تقدم هذه الصناديق فرصة للتعرض للعملات المشفرة دون الحاجة إلى التعامل مع نفقات الحفظ أو التعرض للمخاطر المرتبطة بالملكية المباشرة.

- خفض منحنى التعقيد: يصبح الدخول إلى سوق العملات المشفرة أسهل بكثير، حيث يُخفض الحاجة إلى فهم تفاصيل تكنولوجيا البلوكشين المعقدة.
- مزيد من الأمان للمستثمرين: توفر هذه الصناديق طبقة إضافية من الأمان مقارنة بالتداول المباشر والتخزين الذاتي للعملات المشفرة.
- تكاليف أقل: تتيح هذه الصناديق فرصة للتنويع وتقليل التكاليف المرتبطة بشراء وتداول العملات المشفرة مباشرة.

الندوات و الدورات القادمة