دروس مالية يمكن للأسر تعليمها لأطفالهم

دروس مالية يمكن للأسر تعليمها لأطفالهم

يحاول الآباء والأمهات من آن لآخر إسداء النصح أو تعليم أطفالهم بعض الأمور التي تنفعهم في حياتهم أو الأضرار المحتملة التي يجب تجنبها، لكن ماذا عن الاقتصاد والمال؟

ربما تكون الأمور المالية غريبة وصعبة على أذهان الأطفال، ولكن في مرحلة عمرية معينة، هناك بعض الدروس التي يمكن للآباء والأمهات تعليمها لأطفالهم، نستعرضها فيما يلي:

 

  1. عدم التقليل من أي فرصة في الحياة

من السهل افتراض أن الثراء والفقر يحدثان بسبب خيارات يتخذها الإنسان، ومن السهل أيضا التقليل من أهمية أي فرصة في الحياة، لكن من الضروري تعليم الأطفال اقتناص الفرص وعدم إهدارها أو تجاهلها لأنه من الممكن أن تلعب الفرصة دورا كبيرا له نتائج عظيمة.

كما يجب معرفة أن النجاح لا يأتي بالضرورة نتيجة العمل الشاق ولا أن الفقر يحدث نتيجة للكسل، بل يجب البحث عن الفرص واقتناصها ومعرفة كيفية تقييمها وتشكيلها لكي تكون طريقا للنجاح.

 

  1. المال وإدارة الوقت

من الضروري تعليم الأطفال ضرورة الربط بين المال وإدارة الوقت، فكلما نجح الطفل في الادخار، كلما نفعه ذلك في وقت لاحق، ومن هنا، يجب التفكير في أي أحداث أو أزمات طارئة وكيفية الاستعداد لها بالمال والوقت.

وعلق محللون على هذا الأمر بالقول إن كل دولار يتم ادخاره، يعني امتلاك جزء من المستقبل وكيفية إدارته والسيطرة على الوقت وتحديد الأولويات.

 

  1. لا يمكن امتلاك كل شيء

ليس كل ما يرغبه المرء يناله، حكمة قديمة تواردت إلى الأذهان في أوقات مختلفة، ورغم صعوبة فهمها بالنسبة للأطفال، إلا أنه يمكن تبسيطها في صورة عبارة أنه لا يمكن امتلاك كل شيء.

ومن هذا المبدأ، يجب تعليم الأطفال الفرق بين الاحتياجات والرغبات، فالاحتياجات لها الأولوية ويجب توفير المال والوقت والجهد للحصول عليها، أما الرغبات، فمن الممكن عدم الحصول عليها.

 

  1. النجاح لا يأتي غالبا بسبب خطوات كبيرة

قال "نابليون بونابرت" في تعريفه للعبقري إنه ذلك الشخص الذي يفعل المتوسط عندما يفقد الجميع من حوله رشدهم.

وإدارة المال نفس الشيء، فلا يجب أن يفعل الشخص أشياء عظيمة أو مذهلة كي يكون في حال أفضل بمرور الوقت، بل يكفيه عمل الشيء المتوسط مع تجنب ارتكاب أخطاء كارثية. وهذا الأمر يمكن تطبيقه على الاستثمار في أسواق المال بحيث لا يجب استهداف الأصول المميزة وباهظة التكلفة، بل يكفي الاستثمار في المتوسط.

 

  1. المعيشة على قدر الحاجة

إن القدرة على المعيشة بأقل الإمكانات المتوفرة يعزز السيطرة على المال والدخل والعوائد الاستثمارية. كما أن الشخص الذي يجني 50 ألف دولار سنويا، لكنه يحتاج فقط 40 ألف دولار منها لكي يكون سعيدا، يعد أكثر سعادة من الشخص الذي يجني 150 ألف دولار ويحتاج إلى 151 ألف دولار كي يكون سعيدا.

 

  1. تغيير الرأي والقرار أمر عادي

تغيير الرأي والقرار ليس نهاية المطاف ولا نهاية العالم، فمن السهل اختيار شيء ما وإدراك أنه غير مناسب في وقت لاحق، أو حتى العمل في وظيفة ما ثم اكتشاف أنها ليست جيدة ويجب العمل في غيرها.

 

  1. كل شيء له ثمنه

عندما يعمل الشخص في وظيفة جيدة ومناسبة وتدر عليه عائدا كبيرا، فإن لكل شيء سعره، ومن الممكن أن يكون الثمن هنا الابتعاد عن الأسرة والأصدقاء. وبالنظر إلى الأسواق، فإن تحقيق عائد طويل الأجل من الاستثمارات ثمنه عدم اليقين والتذبذبات.

 

  1. كسب المال ليس معياراً للنجاح

قال المستثمر الشهير "وارن بافيت" ذات مرة إن النجاح الحقيقي في الحياة يحدث عندما يمتلك المرء عددا من الأشخاص في حياته يحبونه فعلياً. وهذه المحبة تأتي من خلال كيفية تعامل الشخص مع الآخرين، والمال لن يحقق ذلك، كما أن المال لن يعوض أي نقص أو خلل في الشخصية أو الأخلاقيات.

 

  1. ليس بالضرورة تقبل كل النصائح أو العمل بها

كل الدروس والنصائح الحياتية جاءت عن تجربة شخصية مر بها شخص ما في حياته وتعلم منها، لكن ليس بالضرورة أن تناسب هذه النصيحة كل شخص، فالحياة والشخصيات مختلفة من فرد لآخر.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image