لماذا فشلت الطاقة النووية في بلوغ سقف التوقعات في بادئ الأمر؟

لماذا فشلت الطاقة النووية في بلوغ سقف التوقعات في بادئ الأمر؟

بعد انتهاء قمة "جلاسجو" في المملكة المتحدة بحضور زعماء وقادة دول العالم لمناقشة جهود مكافحة التغيرات المناخية، وعاد الحديث عن الطاقة النووية إلى دائرة الضوء ليتساءل البعض عن سبب فشل الاعتماد على الطاقة النووية كمصدر نظيف للحصول على الكهرباء.

وتعمل العديد من منشآت الطاقة النووية حول العالم بشكل أفضل كثيرا من الماضي، وتركز على إنتاج الكهرباء بدرجة كبيرة.

لماذا لا يتوسع العالم في الطاقة النووية؟

تكمن مشكلة الطاقة النووية في أن اسمها مرتبط دائما بحروب أو كوارث وقعت في التاريخ الحديث فضلا عن تكلفتها الاقتصادية الباهظة التي تحتاج لموارد ضخمة من أجل التوسع في إنتاجها.

كما أن الطاقة النووية في حاجة لعوامل ومعايير مشددة من أجل ضمان أمان استخدام محطات الطاقة وإنتاجيتها وفق الأهداف المخططة. وفي هذه الحالة، هرعت بعض الدول نحو استكشاف المزيد من قدرات هذا المصدر من الطاقة، والبعض الآخر تخوف من أزمات في الماضي ارتبطت بتلك المنشآت مثل كارثة "تشيرنوبل".

وأمام بعض الدول عقبة تكلفة بناء المحطات النووية من الأساس، وهو ما يجعل البعض منها تلجأ للمحطات العاملة بالفحم لأنها أرخص تكلفة. وهذه هي المشكلة، فمحطات الطاقة النووية ليس من السهل تمويلها، وتحتاج دائما للإشراف والمراقبة الكثيفة.

أما المشكلة التي تأتي بعد إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، فهي مشكلة النفايات النووية، كيف يمكن التخلص منها؟ وأين؟ النفايات النووية توضع في خزانات فوق الأرض لفترة مؤقتة ثم تحت الصخور. ويخشى العامة والمواطنون في الدول التي تحتوي على نفايات نووية من تسرب إشعاعات منها.

وفي أعقاب النجاح في حل المشكلات الثلاث السابق ذكرها (تكلفة البناء والأمان النووي والنفايات النووية)، تأتي مشكلة أخيرة، ألا وهي العائد التجاري من إنشاء مثل هذه المشروعات الضخمة.

تحاول الحكومات تمويل إنشاء محطات الطاقة النووية للحصول على الكهرباء منها ثم بيعها بأسعار تنافسية، لكن البعض منها لا تقدر على التكلفة، وتترك ذلك للشراكة مع القطاع الخاص بنسب كبيرة، ومن ثم، فإن الأمر ربما لا يستحق عناء التكلفة والوقت والجهد.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image