هل سيقود ترامب الاقتصاد العالمي إلى الهاوية؟

هل سيقود ترامب الاقتصاد العالمي إلى الهاوية؟

عادت حالة عدم اليقين تستحوذ على الأوضاع العالمية من جديد بعد التفاؤل الذي تغلب على الأسواق في مطلع العام الجاري. فقد شهدت الأسواق العالمية العديد من التقلبات في الآونة الأخيرة لتُعيد المخاوف إلى الأسواق من جديد. ويعتقد البعض أن تلك الحالة تسبب فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل رئيسي، بل وتنامت المخاوف بشأن دفع ترامب الاقتصاد العالمي إلى الهاوية إذا استمر هكذا.

  • ملف برنامج الرعاية الصحية:

فشل ترامب في اقناع الكونجرس الأمريكي التصويت لصالح إلغاء برنامج أوباما كير الصحي يضع جهوده لإصلاح المنظومة الضريبة في محل تساؤل حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي قادر على تطبيق برنامجه الانتخابي والوفاء بتعهداته، أم لا.

فيُذكر أن ترامب قد اعتزم إلغاء مشروع أوباما كير  لزيادة الانفاق على البنية التحتية لتعزيز النمو الاقتصادي. ولكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فمن المتوقع أن يكون هناك الكثير من العقبات التي ستقف أمام تطبيق السياسة المالية المتبناه من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة في الأسواق. وحاول ترامب بعث الطمأنينة إلى مؤيديه من خلال التأكيد على البدء في برنامجه المالي قبل نهاية هذا العام.

 

  • الدولار والسندات الأمريكية:

فقد ازدادات التوقعات التي تصب لصالح نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة قوية هذا العام مدعومة بالتدابير المالية التحفيزية التي توعد ترامب تطبيقها في الأسواق. وكانت الأسواق تستعد لتسريع الفيدرالي الأمريكي وتيرة التشديد النقدي مع حالة النمو التي يشهدها الاقتصاد، حيث كان يتوقع البعض أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتعديل مسار رفع الفائدة على المدى الطويل. وازداد الطلب على السندات الأمريكية مع استقرار الأوضاع المحلية، حيث فضل المستثمرون اللجوء إلى السندات الأمريكية عن نظيرتها اليابانية والأوروبية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع الطلب على الدولار الأمريكي بمجرد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.

الأصول الأمريكية الخيار الأفضل للمستثمرين في الوقت الراهن

ولكن يجدر الإشارة أنه في حالة تأكد الأسواق من فشل خطط ترامب المالية، من المتوقع أن تتهاوى قيمة الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية، وبالطبع سيفضل المستثمرون اللجوء إلى الملاذات الآمنة بعيدًا عن السندات الأمريكية مع غموض توجهات الإدارة الأمريكية خلال فترة ولايته.

 

  • الملف السوري:

فالضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا مؤخرًا قد أثارت تساؤلات ما إذا كانت تلك الأفعال ستتسبب في توتر العلاقات الأمريكية مع حلفاء دمشق، وماذا ستكون رد فعلهم بعد الضربات الأخيرة. وعلى إثر هذا أكد الرئيس الروسي بوتين مؤخرًا على تدهور الثقة بين روسيا والولايات المتحدة تحت إدارة ترامب، حيث أشار بأن سوريا قد وفت بالتزامتها بشأن التخلص من الأسلحة الكيماوية.

ومع توتر العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، فضل المستثمرين الهروب من البلاد في الوقت الراهن، ومراقبة سياسات ترامب عن كثب أولاً قبل اتخاذ أي إجراءات، الأمر الذي أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي منذ بداية الأسبوع الجاري.

 

  • الملف الكوري:

فلم يكتفي ترامب بالتدخل في الأوضاع السورية فقط، بل تطرق إلى الملف الكوري أيضًا ليسبب حالة من توتر الأوضاع الجيوسياسية. فقد أكد بالأمس أن كوريا الشمالية تسعى وراء المشاكل، وإن لم تقم الصين بحل هذا الأمر، سيكون على الولايات المتحدة الأمريكية التدخل.

وبالتالي أصبحت حالة من الغضوض تسيطر على الأوضاع العالمية، فيرى البعض أنه من غير المنطقي أن يواصل الرئيس الأمريكي تدخله في الشؤون الخارجية بهذا الشكل. وتتوقع فئة أخرى أن يستمر ترامب هكذا طوال الفترة المقبلة خاصة وأنه قد هاجم الصين بمجرد تنصيبه رئيسًا للبلاد قائلاً أنها تتلاعب في سعر صرف عملتها.

 

  • السياسات الحمائية:

ولعل أبرز العقبات التي تواجه الاقتصاد العالمي اعتزام ترامب تبني السياسات الحمائية مشيرًا أن هذا الأمر يعود لصالح الاقتصاد والمواطن الأمريكي. وبمجرد توليه منصب الرئيس وقع على انسحاب بلاده من شراكة المحيط الهادي، حيث أشار بأنه سيسعى للحصول على صفقات تجارية منفردة مع دول الشراكة، فهو يفضل الصفقات الثنائية التجارية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أكد ترامب الفترة الماضية بأنه سيقوم بفرض ضرائب على  الحدود. وفي حالة حدوث هذا الأمر، فقد تتأثر العديد من الدول سلبًا وبالأخص المكسيك وكندا. وانعكست تلك المخاوف على الاقتصاد الكندي بشكل ملحوظ، حيث أشارت أحدث الإحصائيات تراجع صادرات كندا إلى الولايات المتحدة والتي تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين لها. ومن المتوقع أن تتراجع تدفقات الاستثمارات الأمريكية إلى كندا الفترة المقبلة.

 

  • لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة:

وكما تعودنا طوال الأعوام المنصرمة عندما يتسارع المستثمرون إلى الملاذات الآمنه مع توتر الأوضاع العالمية. ارتفع الطلب على الذهب طوال الفترة الماضية، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.25% مستهدفة أعلى مستوياتها منذ نوفمبر الماضي أي ما يقرب من خمسة أشهر عند 1279.00 دولار للأوقية.

على الجانب الأخر، واصل الين الياباني ارتفاعه مقابل الدولار الأمريكي، حيث تراجع الزوج -0.10% لينجح في الاستقرار أسفل مستويات 110.00 لأول مرة منذ منتصف نوفمبر أيضًا. وفي النهاية تراجعت عائدات السندات الأمريكية لأجل عشرة أعوام بالأمس إلى النسبة 2.293%.

 

إطلع أيضًا على أحدث تصريحات ترامب منذ بداية إبريل الجاري:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image