مخاوف تباطؤ النمو العالمي تتصاعد بعد انسحاب ترامب من شراكة المحيط الهادي

مخاوف تباطؤ النمو العالمي تتصاعد بعد انسحاب ترامب من شراكة المحيط الهادي

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأثنين على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي واصفًا أن هذا يأتي لصالح الموظف الأمريكي، حيث يرى أن أغلب الاتفاقيات التجارية تؤثر بالسلب على قطاع سوق العمل الأمريكي تقف عائقًا أمام نموه.

 ويُذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما قد خاض مفاوضات شاقة استمرت على مدار أعوام لعقد تلك الاتفاقية، حيث ترمي اتفاقية شراكة المحيط الهادي أو ما يعرف TTP إلى كسر الحواجز أمام النشاط التجاري والاستثمارات بين أثنى عشر دولة، فتلك الدول تستحوذ على 40% من الاقتصاد العالمي بهدف إعادة التوازن الاقتصادي لدول أسيا مرة أخرى بعدما تزايدت النفوذ الصينية في المنطقة.

وقد حاولت الصين جاهدة للرد على تلك الشراكة واقترحت وجود تعاقد مشترك بين دول أسيا بهدف دعم النشاط التجاري وإلغاء الرسوم الجمركية بين تلك الدول وتعزيز الأوضاع التجارية في المنطقة، إلا أنها قد فشلت في الوصول إلى اتفاق يجمع كل تلك البلدان.

وفي فبراير 2016 وقع كل من الدول الأثنى عشر على اتفاقية شراكة المحيط الهادي، حيث تنص على خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على السلع المستوردة بين تلك البلدان ودعم النشاط التجاري.  وقد أشار أوباما أن تلك الاتفاقية ستعزز الاقتصاد الأمريكي وستدعم نمو الوظائف، ولكنه قد فشل في إقناع الكونجرس الأمريكي للتصديق على تلك الاتفاقية ليأتي ترامب ويوقع لصالح انسحاب بلاده من تلك الشراكة بالأمس.

هذا وقد أعرب ترامب خلال حملته الانتخابية عن نفوره إزاء تعاقد الولايات المتحدة تلك الاتفاقية واصفًا إياه بالتورط وبأن الانسحاب من تلك الاتفاقية سيعود بشكل إيجابي على النشاط التجاري الأمريكي وعلى النمو الاقتصادي بوجه عام. أيضًا أشار ترامب والذي يستهدف بشكل أساسي تعزيز القطاع التصنيعي والانفاق على البنية التحتيه أن الولايات المتحدة ستسعى الفترة المقبلة للحصول على صفقات تجارية منفردة مع دول الشراكة، حيث أنه يفضل الصفقات الثنائية التجارية.

وارتفعت المخاوف المتعلقة بتباطؤ نمو النشاط التجاري في اليابان ودول أسيا  الفترة المقبلة بعد فشل تلك الاتفاقية، حيث من المتوقع أن يؤثر هذا الأمر بالسلب على النمو الاقتصادي الياباني الفترة المقبلة. أيضًا يجب الوضع في الاعتبار أن تباطؤ النمو الاقتصاد الياباني ودول الشراكة قد يثقل  على الاقتصاد العالمي بوجه عام العام الجاري. وبالتالي على ترامب في الوقت الحالي أن يبعث الطمأنينة لحلفاء الدول الأسيوية بعدما انحسب بالأمس من الاتفاقية. أيضًا وفي محاولة لتهدئة الأسواق أشار الرئيس الأمريكي أن اليابان وتايوان وفيتنام من أولويات الاتفاقات الثنائية واصفًا تلك الدول بأنها أساس النشاط التجاري في أسيا وقد تستفاد الولايات المتحدة بشكل كبير من الاتفاقيات التي سيتم عقدها مع تلك الدول.

والتقى الرئيس الأمريكي ترامب بعدد من الشركات الصناعية بالأمس لبحث احتمالات خفض الضرائب على تلك الشركات في محاولة لدعم ارتفاع معدلات الانتاج، حيث تعهد بأنه سيعيد النظر في ملف الضرائب مرة أخرى ولكنه يحذر من تطبيق رسوم إضافية على الاتفاقيات التجارية إذا كانت غير عادلة ولا تأتي لصالح الاقتصاد الأمريكي في النهاية. وتشير أغلب التوقعات إلى قيام ترامب بخفض الضرائب ما بين 15% إلى 20% بهدف تعزيز الانفاق الاستهلاكي.

وقد تراجع الدولار الأمريكي في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من شراكة المحيط الهادي، حيث تراجعت قيمة العملة مقابل ستة عملات رئيسية بالأمس إلى أدنى مستوياتها على مدار ستة أسابيع عند 99.85. وفي حالة كسر السعر المستويات الحالية، من المتوقع أن يشهد الدولار المزيد من التراجع وقد يعود إلى المستوى 99.00 مرة أخرى. وتبقى توقعاتنا سلبية للدولار الفترة القادمة خاصة مع استمرار جني الزخم السلبي على مؤشر MACD.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image