تهاوي الاسترليني دعم ارتفاع التضخم بوتيرة قوية خلال النصف الثاني بعام 2016

تهاوي الاسترليني دعم ارتفاع التضخم بوتيرة قوية خلال النصف الثاني بعام 2016

أصبحت الأسواق في ترقب حذر للبيانات الاقتصادية البريطانية وبالأخص معدلات التضخم والتي سجلت نموًا بوتيرة قوية منذ نتائج الاستفتاء البريطاني مستفيدة من تهاوي قيمة الجنيه الاسترليني، الأمر الذي دفع صناع القرار في المملكة المتحدة وعلى رأسهم مارك كارني، محافظ البنك إلى الإشارة أن بنك انجلترا سيسمح بتخطي معدلات التضخم النسبة المحددة عند 2% ولكن بشكل محدود وأن الخيارات متاحة أمام رفع أو خفض الفائدة الفترة القادمة. وبالتالي أصبحت حالة الغموض هي المستحوذة على الأوضاع الاقتصادية داخل المملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تستمر تلك الحالة الفترة القادمة.

 

وكانت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني اليوم قد أظهرت استمرار ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بشكل قوي في ديسمبر لينهي بذلك عام 2016 على نحوٍ إيجابي. فقد ارتفع بنسبة 1.6%، حيث تعتبر تلك أكبر وتيرة ارتفاع منذ يوليو 2014. وقد جاءت قراءة ديسمبر أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بنسبة 1.4% والقراءة السابقة عند 1.2%.

  • الرسم البياني التالي يوضح التغير في أسعار المستهلكين طوال عام 2016:

على الجانب الأخر، سجل المؤشر بقيمته الأساسية (أي باستثناء الغذاء والطاقة) ارتفاعًا بنسبة 1.6% خلال الفترة المحددة، وقد عاودت مدخلات أسعار المنتجين ارتفاعها مرة أخرى بنسبة 1.8%، بينما ارتفعت مخرجات أسعار المنتجين بنسبة 0.1%.

ومن العوامل الأساسية التي ساهمت في ارتفاع معدلات التضخم مع نهاية العام الماضي، ارتفاع أسعار الغذاء وتذاكر الطيران، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الخام. أما بالنسبة إلى وسائل النقل، فنجد أنها قد سجلت ارتفاعًا قويًا على أساس سنوي بنسبة 0.58%. وقد ارتفعت أسعار التجزئة بنسبة 2.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث تعتبر تلك أكبر نسبة ارتفاع منذ يوليو 2014.

  • الجدول التالي يوضح تفاصيل مؤشر أسعار المستهلكين في ديسمبر:

ويجدر بالذكر، أن تراجع قيمة الجنيه الاسترليني بشكل قوي منذ نتائج الاستفتاء البريطاني وحتى الأن قد يكون الداعم الرئيسي وراء نمو التضخم بوتيرة سريعة. فقد تراجعت قيمة العملة بنسبة 20% مقابل الدولار الأمريكي منذ يونيو المنصرم، بينما تراجعت مقابل اليورو بنسبة 13%. وفي النهاية تراجع الاسترليني في مستهل التداولات الأسبوعية بالأمس لأدنى مستوياته فيما يتخطى الثلاثون عامًا، الأمر الذي جعل الأسواق أكثر تفاؤلاً حيال نمو التضخم الفترة المقبلة خاصة بعدما قام بنك انجلترا برفع توقعاته للتضخم على أن يستهدف نسبة 2.8% بحلول منتصف عام 2018.

ولكن يجب الوضع في الاعتبار، أن كارني قد أكد أن البنك سيسمح بتخطي معدلات التضخم النسبة المستهدفة بحدود، وفي حالة استمرار ارتفاعها بوتيرة سريعة الفترة المقبلة، سيضطر إلى رفع معدلات الفائدة لضمان استقرار الأوضاع. وبالتالي تتزايد احتمالات اتخاذ قرار رفع الفائدة قبل حلول عام 2019.

وقد ارتفعت قيمة الجنيه الاسترليني مقابل أغلب العملات الرئيسية في أعقاب صدور البيانات، حيث ارتفع زوج الاسترليني دولار إلى أعلى مستوياته عند 1.2186، إلا أن الضغط البيعي سرعان ما عاد ليستحوذ على التداولات من جديد خلال ترقب الأسواق لحديث تيريزا ماي، رئيسة الحكومة البريطانية، حيث من المقرر أن تتحدث عن تفاصيل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي خاصة بعدما أشارت يوم الأحد إلى أنها ستفصح قريبًا عن خطة تشمل الانسحاب من السوق الأوروبي (الأسواق تفتتح على فجوة سعرية مع تجدد مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي). وفي حالة كسر الزوج المستوى 1.2084، من المتوقع أن يعود مجددًا صوب أدنى مستوياته على مدار العام عند 1.1987.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image