الأسواق تفتتح على فجوة سعرية مع تجدد مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

الأسواق تفتتح على فجوة سعرية مع تجدد مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

تراجع الجنيه الاسترليني بشكل حاد مع افتتاح التداولات الأسبوعية لتفتتح أغلب أزواج الاسترليني على فجوة سعرية. وقد تراجع زوج الاسترليني دولار بنسبة 1.6% دون مستويات 1.20 مستهدفًا المستوى 1.1970، بينما ارتفع زوج اليورو استرليني بنسبة تتخطى 1% مستهدفًا المستوى 0.8850.

جاء هذا التراجع الحاد بعدما أشارت رئيسة الوزارء البريطانية تيريزا ماي إلى أنها ستفصح قريبًا عن خطة تشمل الانسحاب من السوق الأوروبي، الأمر الذي جعل الأسواق تتأهب لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميًا في الأجل القريب. ويصب اهتمام ماي في الوقت الحالي نحو العلاقات التجارية وملف الهجرة. حيث يرى البعض أن الحكومة بصدد الإعلان عن خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي تشمل المغادرة من السوق الموحدة للحد من تدفق المهاجرين. فيُذكر أن ملف الهجرة كان من أبرز المشاكل التي تواجهها المملكة المتحدة وهو ما تسبب بشكل كبير في تصويت المواطنين بنعم للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ومن جانبها أكدت ماي بالأمس أنها على استعداد للتخلي عن الاتحاد الجمركي لتأمين اتفاقيات التجارة الحرة في جميع أنحاء العالم. وقد أشارت إلى أن نتائج الاستفتاء تعكس رغبة المواطنين، وعلى الحكومة احترام تلك الرغبة. وفي النهاية أشارت إلى أن البيانات الاقتصادية طوال الستة أشهر الماضية كانت إيجابية، ولكنها لا تعكس ما ستؤول إليه البلاد خاصة وأن طلب الخروج رسميًا لم يتقدم بعد للاتحاد الأوروبي، وبالتالي قد تشهد البيانات تغيرًا الفترة المقبلة.

يجدر بالذكر، أن العملة قد تمكنت من تقليص بعض الخسائر التي تكبدتها بعدما أكدت وزراة الخزانة على أن المملكة المتحدة ستتخذ كافة التدابير الملائمة لضمان استقرار الأوضاع. فقد جاءت تعليقات فيليب هاموند، وزير الخزانة بالأمس ليؤكد على أن الحكومة قد تقوم باتخاذ الإجراءات الملائمة لاستعادة القدرة التنافسية مرة أخرى.

 وتتجه أنظار الأسواق في الوقت الحالي نحو الخطاب الذي ستلقيه رئيسة الوزراء يوم الثلاثاء، حيث يترقب المستثمرون هذا الخطاب بحثًا عن خطط الحكومة الفترة المقبلة ومعرفة هل سيؤثر خروج بريطانيا على النشاط التجاري وكيف ستكون العلاقة بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

ولكن بوجه عام، يبدو أن الغموض مازال مستحوذ على الأوضاع في المملكة المتحدة، وقد يستمر هكذا حتى تقدم الحكومة طلبًا رسميًا للخروج من الاتحاد الأوروبي في مارس وبدء مرحلة المفاوضات. وقد انعكست حالة عدم اليقين على تداولات الاسترليني خلال النصف الثاني من العام، حيث تراجعت قيمة العملة مقابل الدولار الأمريكي منذ نتائج الاستفتاء في يونيو المنصرم وحتى الأن بنسبة 20% مستهدفة أدنى مستوياتها منذ عام 1985، أي ما يتخطى الثلاثون عام. ومن المتوقع أن يستمر الضغط البيعي في الاستحواذ على التداولات طوال العام الجاري لحين استقرار الأوضاع.

أما بالنسبة إلى الأوضاع الاقتصادية، فمن المتوقع أن تنعكس حالة عدم اليقين بالسلب على التطورات الاقتصادية داخل المملكة المتحدة، حيث من المتوقع أن تسيطر حالة من الضعف على أغلب البيانات الاقتصادية في ظل تراجع ثقة المستثمرين. ويبدو أنه مازال هناك العديد من التحديات التي تواجه الاقتصاد البريطاني خلال عام 2017، وقد يضطر بنك انجلترا إلى اتخاذ تدابير تسهيلية جديدة لضمان استقرار الأوضاع.

 

إطلع أيضًا على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image