ضعف بيانات الميزان التجاري الصيني يُزيد الضغوط على الأسواق العالمية

جاءت بيانات الميزان التجاري الصيني في أكتوبر الصادرة صباح اليوم لتُزيد من المخاوف وحالة عدم اليقين المستحوذة على الأسواق العالمية في ظل ترقب الأسواق لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يتوقع البعض أن فوز المرشح الجمهوري  ترامب في الانتخابات قد يُزيد الضغوط على الأسواق والشاط التجاري والنمو العالمي، وقد يدفع المستثمرين في النهاية إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن لحين استقرار الأوضاع.

هذا وقد أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة الجمارك الصينية، ارتفاع فائض الميزان التجاري خلال الفترة المحددة من 278 مليار إلى 325 مليار يوان، إلا أنه قد جاء دون توقعات السواق التي أشارت إلى 366 مليار يوان. على الجانب الأخر، سجل الميزان التجاري بالدولار الأمريكي فائضًا يُقدر بحوالي 49.1 مليار دولار ليأتي دون التوقعات أيضًا والتي أشارت إلى ارتفاع الفائض من 42.0 إلى 51.9 مليار.

وبالنظر إلى تفاصيل المؤشر، نجد أن حالة الضعف مازالت مسيطرة على قطاع الصادرات ليتراجع بنسبة 7.3% في أكتوبر بعدما تراجع سابقًا بنسبة 10.0%. أما بالنسبة إلى الواردات، فقد سجلت تراجعًا بنسبة 1.4%، بينما أشارت التوقعات إلى تراجعها بنسبة 1.4%، الأمر الذي يشير إلى ضعف الطلب الصيني ليُثقل بدوره على الطلب العالمي.

هذا وقد شهد النشاط التجاري الصيني بوجه عام بعض الضعف على مدار الأعوام الماضية في ظل تراجع الطلب في كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو والأسواق الناشئة. وعلى الرغم من تحسن الأوضاع الصينية مؤخرًا مقارنة بمطلع العام الجاري مع عودة نمو القطاع التصنيعي بعد حالة الانكماش التي استحوذت عليه طوال الفترة الماضية، فضلاً عن تحسن وتيرة نمو التضخم مؤخرًا ليسجل أقوى وتيرة ارتفاع منذ عام 2012، إلا أن بيانات الميزان التجاري واستمرار ضعف كل من الورادات والصادرات يثير المخاوف المتعلقة بالنمو العالمي والنشاط التجاري باعتبار الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

وازداد الضغط البيعي على تداولات الدولار الاسترالي باعتبار استراليا من الشركاء التجاريين الأساسيين مع الصين، ليتراجع زوج الاسترالي دولار من أعلى مستوياته عند 0.7720 ليصل إلى المستوى 0.7687، إلا أنه سرعان ما قلص خسائره ليتم تداوله حاليًا قرابة المستوى 0.7700.

وعلى صعيد أخر وكما عودنا الذهب كملاذ آمن يلجأ له المستثمرين، سجل ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم في ظل استحواذ حالة عدم اليقين على الأسواق العالمية وتباين المؤشرات الاقتصادية الصينية ليصل إلى المستوى 1285.00 دولار للأوقية، وقد تخلى عن بعض مكاسبه مؤخرًا ليتم تداوله حاليًا قرابة المستوى 1283.10 دولار للأوقية.