التضخم وتأثيره على معدلات الفائدة

قديمًا، كان يمكنك شراء سيارة جديدة أو منزل جديد بربع ثمنها الفعلي في يومنا هذا، حيث أصبحت هذه الأشياء تكلف الآن أكثر بكثير عما كانت عليه، هذا تمامًا ما يعنيه التضخم، سوف يتناول هذا التقرير شرح مفصَل للمقصود بالتضخم وكيفية تأثيره على سوق العملات الأجنبية وذلك على النحو التالي:
 

• المقصود بالتضخم

كما ذكرنا مسبقًا في تقريرنا بعنوان "الانكماش ومدى خطورته على النمو الاقتصادي" بأن الانكماش هو الانخفاض المستمر في مستوى الأسعار، إلا أن التضخم هو الوجه الأخر للانكماش، حيث يُعرف بأنه الارتفاع المستمر في أسعار السلع والخدمات بوجٍه عام، ويتم قياسه على أساس سنوي.

لنأخذ قيمة الدولار على سبيل المثال، تُقاس قيمة الدولار من حيث القوة الشرائية، أي حجم السلع والخدمات التي يستطيع الدولار الواحد شرائها، وبالتالي فإنه عند ارتفاع معدلات التضخم تنخفض القوة الشرائية للدولار حيث يقل حجم السلع التي يستطيع الدولار الواحد شرائها، فلا يمكنك شراء السلع نفسها بنفس القيمة، والعكس صحيح عند انخفاض معدلات التضخم.

• أسباب حدوث التضخم

يحدث التضخم لعديد من الأسباب من أهمها: ارتفاع معدل نمو الطلب على السلع بوتيرة أسرع من معدل نمو العرض، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الأسعار، وعادة ما يحدث مثل هذا الأمر في الاقتصادات النامية، من ناحية أخرى، يؤدي ارتفاع معدل التكاليف، سواء من خلال الأجور، الضرائب أو ارتفاع تكاليف الواردات، إلى قيام الشركات برفع مستوى أسعار السلع للحفاظ على الأرباح.

• كيفية قياس معدلات التضخم

هناك نوعين رئيسين من مؤشرات الأسعار التي تقيس معدلات التضخم وهما:

• مؤشر أسعار المستهلكين CPI: يقيس التغير في أسعار السلع والخدمات المقدمة للمستهلكين، مثل الطاقة، السلع الغذائية، الملابس والسيارات، كما يقيس التغير الشهري في أسعار المستهلكين الذي يشير إلى معدلات التضخم.
• مؤشر أسعار المنتجين PPI: هو عبارة عن عدة مؤشرات تقيس متوسط التغير في أسعار السلع والخدمات، حيث يقيس التغير في السلع والخدمات في شكلها النهائي التي يقدمها المنتجين. كما يعد مؤشر رائد لتضخم أسعار المستهلكين الذي يمثل الجزء الأكبر من معدلات التضخم بوجٍه عام.

• علاقة التضخم بمعدلات الفائدة

غالبًا ما تلاحظ ذكر معدلات الفائدة في نفس الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن معدلات التضخم، فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة يعتبر مؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين أحد العوامل الهامة في قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة، حيث تؤثر معدلات الفائدة بشكل كبير على سوق الائتمان (القروض)، حيث يؤدي ارتفاع معدلات الفائدة إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض، وعن طريق تغيير معدلات الفائدة، يحاول الاحتياطي الفيدرالي الوصول إلى أقصى معدل من العمالة الكاملة واستقرار الأسعار والنمو الاقتصادي، كما أن انخفاض معدلات الفائدة سوف يؤدي إلى زيادة معدل الانفاق الاستهلاكي وهذا بدوره يحفز معدلات النمو الاقتصادي. ولهذا يمكننا القول إن هناك علاقة طردية بين التضخم ومعدلات الفائدة بوجهٍ عام.

ومن خلال معدلات الفائدة، يسعى الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على استقرار مستوى الأسعار في المستقبل بالإضافة إلى تحفيز معدلات النمو الاقتصادي، والذي بدوره ينعكس على قوة العملة والحركة السعرية لها في سوق العملات الأجنبية، حيث تعتبر من العوامل الرئيسية المؤثرة على سعر صرف العملات.