كيف تتوقع اتجاهات أسعار العملات ؟

بعدما تعرفنا في الدروس السابقة على مفهوم الأسواق المالية، و ما هو سوق العملات ؟ و كيفية تداول العملات، وسلطنا الضوء على آلية العمل في السوق، وحتى مفهوم النقطة وطريقة حساب الأرباح والخسائر، يأتي الآن دور سؤال مهم، وهو

كيف اتوقع اتجاهات الأسعار؟

وتكمن أهمية هذا السؤال في أنها مفتاح التداول ليس في سوق العملات أو فوركس فحسب، بل في كل الأسواق المالية مثل سوق الأسهم أو السندات أو العقود الآجلة أو المشتقات المالية، حيث أن توقع اتجاهات الحركة المستقبلية للأسواق هي حجر أساس أي صفقة مضاربة أو استثمار تدخلها

 

قوى العرض والطلب، محركات السوق

السوق بمعناه التقليدي هو بائع ومشتري وسلعة، والتفاعل فيما بينهم هو ما يكون السعر، بناءً على القوى المحركة السوق، وما تعرف بأسم العرض والطلب

  • العرض: هو الكمية المعروضة من سلعة أو خدمة متاحة للتداول الفعلي
  • الطلب: هو حجم الرغبة في الحصول على السلعة المعروضة 

والعلاقة بين العرض والطلب هي ما تحدد الأسعار فكلما زاد المعروض من سلعة معينة فهذا يعني انخفاض نسبي في الطلب عليها وبالتالي انخفاض سعرها المتداول وكلما زاد الطلب على سلعة معينة فهذا مؤشر انحسار نسبي في كمية المعروض منها وهذا قد يدفع سعرها المتداول إلى الإرتفاع

وهذا يعني أن قوى الطلب تنشأ بفعل المشترين وهي ما  تدفع الأسعار إلى الصعود، وقوى العرض تنشأ بفعل البائعين وهي ما تدفع الأسعار إلى الهبوط والصراع بين البائعين والمشترين في السوق هو ما يخلق حركة الأسعار، وبالتالي معرفة أي من القوتين تسيطر على السوق يجعلنا نتوقع اتجاه الأسعار المستقبلي، وهنا يأتي دور التحليل

وكمثال على سوق العملات

يتم شراء وبيع معظم عملات العالم على أساس تعويم أسعار الصرف، مما يعني أن أسعارها تتقلب أو تتغير على أساس العرض والطلب في سوق العملات أو فوركس، فإن ارتفاع الطلب على عملة أو نقص في المعروض سيؤدي إلى زيادة في سعر الصرف، والعكس صحيح، وقوى العرض والطلب على العملة تتأثر بدورها بالعديد من العوامل المتداخلة مثل السياسة النقدية للدولة أو معدل التضخم، والظروف السياسية والاقتصادية.

 

مفهوم تحليل حركة الأسعار

لكي تتوقع اتجاهات حركة الأسواق لابد وأن تقوم بدراسة بياناتها سواءً الأساسية - اقتصادية كانت أو مالية - أو سعرية؛ الحالية والتاريخية لتتمكن من توقع وجهتها خلال الفترات القادمة، وفي الأسواق المالية عموما، وفي سوق العملات خصوصا لدينا مدرستين رئيسيتين لتحليل اتجاهات السوق، هما

  1. التحليل الأساسي أو الاقتصادي
  2. التحليل الفني

وخلال السطور القادمة سنتعرف على نبذة مختصرة عن مفهوم كل منها ودوره في التنبؤ باتجاهات حركة أسعار السوق

 

التحليل الأساسي

ويطلق عليه أيضًا التحليل الاقتصادي، ويهتم بدراسة المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حركة العملات، وذلك بافتراض أن العرض والطلب على العملة يتأثر بقوة أو ضعف الاقتصاد، فزيادة قوة الاقتصاد أو ارتفاع درجة النشاط الاقتصادي تؤدي إلى زيادة الإقبال على العملة أي ارتفاع الطلب عليها، مما يدفع أسعارها إلى الإرتفاع.

 والعكس صحيح. في حالة ما إذا جائت البيانات الاقتصادية سلبية، وظهرت مؤشرات ضعف النشاط الاقتصادي أو تراجع أو انكماش أو ركود، أو حتى في حالات التوترات السياسية للدولة صاحبة العملة، كل هذا يضعف من إقبال المشترين عليها، فيزيد المعروض منها مقابل الطلب عليها مما يدفع أسعارها إلى الهبوط.

ملاحظة مهمة: يجب أن تعرف أنه بسبب نظام الأزواج في سوق العملات و التداول على عملتين متقابلتين، فإن قوة وضعف العملة تكون نسبية، بمعنى انك تتداول بشراء العملة القوية أمام أخرى ضعيفة، أو تتداول ببيع العملة الضعيفة أمام الأخرى القوية

ويلخص الفيديو التعليمي التالي مفهوم التحليل والفرق بين مدارسه المختلفة وكيفية الاستفادة منهما في توقع تحركات الأسواق للبدء في عملية التداول

مثال

في 23 يونيو 2016 صوت الشعب البريطاني في استفتاء عام على انسحاب المملكة المتحدة أو بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما عرف باسم البريكست Brexit، وقد أجمع العديد من الاقتصاديين في العالم على التأثير السلبي المتوقع للاقتصاد البريطاني جراء هذا القرار إضافة إلى بعض التوترات السياسية بينهما وبين جيرانها في أوروبا ودخولها في دوامات المفاوضات مما ساهم في ظهور حالة العزوف عن تداول العملة - الجنيه الاسترليني -  أو ضعف الطلب عليها، في مقابل الدولار الأمريكي الذي كان وقتها في حالة من الاستقرار الاقتصادي، وبذلك انخفض سعر زوج الاسترليني دولار GBPUSD، ووفر بذلك فرصة بيعية على الزوج.

ويوضح الرسم البياني التالي تأثير الإستفتاء على تحركات زوج الاسترليني دولار GBPUSD

ويعتمد المحلل الأساسي أو الاقتصادي، وخاصة في سوق الفوركس على ما يسمى المفكرة الاقتصادية، وهي عبارة عن جدول شامل بمواعيد المؤشرات والأحداث الاقتصادية الهامة المؤثرة على العملات المتداولة في سوق العملات، فوركس، ومن خلاله يمكن التعرف على المؤثرات الاقتصادية المرتقب تأثيرها على قوى العرض والطلب وبالتالي على تحركات أسعار العملات.

ولمزيد من الإيضاح حول فعالية دول المفكرة الاقتصادية في تحليل الفوركس، تابع معنا الفيديو التالي

 

التحليل الفني:

ويهتم التحليل الفني بدراسة حركة الأسعار من خلال الرسوم البيانية لتوقع اتجاهات حركة السعر في المستقبل، ويعتمد التحليل الفني على مبدأ  أن التاريخ يعيد نفسه وأن جميع الأحداث والمؤثرات التي تحرك السوق تنعكس جميعًا على الحركة السعرية، وبالتالي فإن دراسة حركة السعر على الرسم البياني كافية لتوقع الأسعار دون النظر إلى مسبباتها.

تعتبر الرسوم البيانية هي الأداة الرئيسية للمحلل الفني حيث أنها تمثل العلاقة بين البيانات السعرية وتغيراتها مع مرور الزمن، والتحليل الفني له مدارس وتقنيات عديدة لقراءة الرسوم البيانية، خلال المقالات التالية سنتعرف عليها وعلى كيفية التعامل معها و قراءة الرسوم البيانية من خلالها لتتمكن من توقع تحركات الأسعار وتوليد إشارات وفرص تداول به في سوق العملات.

يوضح الفيديو التالي بأختصار أنواع الرسوم البيانية، وكيفية الحصول عليها

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

يمكنك الحصول على البيانات والمؤشرات الاقتصادية من خلال المفكرة الاقتصادية، والتي تعتبر الاداة الرئيسية للمحلل الأساسي أو الاقتصادي، حيث تحتوي على كافة المؤشرات والبيانات الاقتصادية الخاصة بالعملات ومواعيد صدورها وأهميتها، ويوفر المتداول العربي واحدة من أقوى المفكرات الاقتصادية، تحدث باستمرار وباللغة العربية

في سوق العملات يمكنك الحصول على الرسوم البيانية لأزواج العملات من خلال تحميل برنمج أو منصة تداول الفوركس ميتاتريدر 4، وستجد في هذا المقال شرحا وافيا لها وكيفية التعامل معها.

نعم يمكن تطبيق تقنيات ومدارس التحليل الفني على كل الأسواق المالية، وعلى كافة إطاراتها الزمنية، مع الوضع في الاعتبار أن لكل سوق طبيعة مختلفة قد تغير من طريقة التطبيق قليلا تبعا لسيولة السعر والأدوات والبيانات المتاحة.

 

 

لا يمكن تفضيل أي من الطريقتين عن الآخرى في تحليل تحركات سوق العملات فوركس، حيث أن لكل منهما مبادئها واداوتها الخاصة في دراسة الحركة والتنبؤ باتجاهاتها المستقبلة، لكن يمكننا القول أن الدمج بينهما يخرج بنتائج أفضل من الاعتماد الكامل على إحداها فقط.

الندوات و الدورات القادمة