إفلاس تويتر أو التضحية بـ تسلا.. خياران كليهما مر!

إفلاس تويتر أو التضحية بـ تسلا.. خياران كليهما مر!
تسلا تسلا

بعد قراره بالاستحواذ على تويتر الذي يعتبره البعض متسرعًا، أصبحت فاتورة صفقة شراء إيلون ماسك شركة تويتر مستحقة قريبا، حيث يواجه الملياردير عدة خيارات كلاهما سيء في التعامل مع ديون هائلة على الشركة، والتي قد تصل إلى إعلان الإفلاس، أو المغامرة ببيع المزيد من أسهم "تسلا (NASDAQ:TSLA)" مرة أخرى والتضحية بها لإنقاذ تويتر، حيث ستكون عملية البيع هذه مكلفة للغاية.

ديون مستحقة السداد

قال ثلاثة أشخاص لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، كانوا قريبين من صفقة شراء موقع تويتر التي نفذها رجل الأعمال، إن القسط الأول من مدفوعات الفائدة على الدين الذي بلغ 13 مليار دولار لتمويل عملية الاستحواذ قد تكون مستحقة في نهاية كانون الثاني (يناير) الحالي. هذا الدين يعني أن الشركة يجب أن تدفع نحو 1.5 مليار دولار على شكل دفعات فائدة سنوية.

وقام ماسك بتمويل صفقته البالغة 44 مليار دولار لجعل تويتر شركة خاصة في أكتوبر الماضي عبر تأمين هذا الدين الضخم من مجموعة مصارف بقيادة كل من "مورجان ستانلي (NYSE:MS)" و"بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC)" و"باركليز (LON:BARC)" و"ميتسوبيشي". وضعت شركة تويتر الديون البالغة قيمتها 13 مليار دولار على مسؤوليتها، دون أي ضمان شخصي من قبل ماسك.

منذ تنفيذ عملية الاستحواذ، سارع ماسك إلى خفض التكاليف، مثل تسريح نصف موظفي الشركة، إضافة إلى البحث عن مصادر جديدة للإيرادات، كإطلاق خدمة الاشتراك "تويتر بلو".

تويتر.. لا يوجد بها أموال

كانت الموارد المالية السيئة للشركة - حيث تكبدت خسارة قدرها 221 مليون دولار في 2021 قبل عملية الاستحواذ وقال ماسك إن الإيرادات انخفضت منذ ذلك الحين - قد دفعت بالمالك الجديد إلى إثارة احتمالية انهيار الشركة وإعلان إفلاسها.

تعد الطريقة التي يتعامل بها ماسك مع دفعة الفائدة القريبة اختبارا حاسما لقيادته شركة تويتر، التي اتسمت حتى الآن بالفوضوية ما أدى إلى نفور الشركات المعلنة عليها.

قال ماسك الشهر الماضي، "هذه الشركة تبدو كما لو كنت على متن طائرة متجهة نحو الأرض بسرعة عالية والنيران مشتعلة في المحركات وأجهزة التحكم فيها معطلة".

إفلاس قريب؟

في حال لم تسدد تويتر دفعة الفائدة الأولى، من المحتمل أن يؤدي هذا التخلف عن سداد الديون إلى إعلان إدارة تويتر إفلاسها، وعندها ستبدأ المحاكم الأمريكية عملية بيروقراطية ومكلفة لإعادة هيكلة ديون الشركة.

لكن ماسك قد يتجنب هذا المصير من خلال تسوية الفائدة من احتياطيات تويتر النقدية الآخذة في التناقص أو بيع مزيد من أسهم الشركة لتمويل المدفوعات - وكلا الخيارين مر. قال ماسك إن للشركة مركزا نقديا يبلغ نحو مليار دولار. كما حذر من أن صافي تدفقاتها النقدية الخارجة قد يبلغ نحو ستة مليارات دولار العام المقبل وذلك دون وجود تدابير إضافية لتوفير التكاليف.

ارتفاع أسعار الفائدة يعني أن الدين سيصبح أكثر تكلفة، بالتزامن مع الضرر الحاصل في قيمة شركة تويتر.

قال مصرفيون وخبراء يراقبون الصفقة، إن من غير المرجح أن يتقدم ماسك بطلب للإفلاس، الأمر الذي قد يعرضه لفقدان السيطرة على الشركة.

وفي حال الإفلاس، سيتم القضاء فعليا على استثمار ماسك الذي يقارب الـ 26 مليار دولار كأسهم شخصية في تويتر، إلى جانب آخرين من أصحاب المصلحة مثل شركة سيكويا كابيتال، ولاري إليسون المؤسس المشارك لشركة أوراكل (NYSE:ORCL).

مع ذلك، يقول المصرفيون إن ماسك قد يحاول تحسين وضعه المالي من خلال شراء ديون تويتر بثمن بخس، سواء في حالة الإفلاس أو عدمها، وتحويلها فيما بعد إلى حقوق ملكية في حال تمكن من تحويل المنصة في المستقبل إلى شركة مربحة - على الرغم من أن ذلك سيتطلب وجود رغبة لدى المصارف في بيع الديون إلى ماسك بخصم، وهذا يعني أنه سيتعين عليه كتابة شيك آخر على تويتر إذا أراد أن يحافظ على سيطرته.

التضحية بـ تسلا

كانت المصارف عالقة في حيازة ديون بقيمة عشرات المليارات من الدولارات من صفقات أخرى أبرمت قبل عمليات البيع المكثفة في الأسواق المالية في العام الماضي - لكن صفقة "تويتر" هي الأبرز من بينها نظرا إلى حجمها ووتيرة تدهور الشركة.

هذا التبادل للديون سيعيق مرونة ماسك المالية. حيث تم التعهد بالفعل بنحو 63 في المائة من أسهمه الحالية في "تسلا" كضمان للقروض، وفقا لإيداعات الشركات. كما تحد الشركة من كمية الأسهم التي يمكن لمدرائها التنفيذيين التعهد بها إلى 25 في المائة من أسهم القيمة، ما يعني أنه قد يضطر إلى طرح مزيد من ممتلكاته إذا استمر سهم "تسلا" في الانخفاض، الأمر الذي سيترك القليل له لدعم الاقتراض في المستقبل.

في غضون ذلك، مع تراجع سهم شركة تسلا 65 في المائة العام الماضي والبيع بكثافة من قبل ماسك، انخفضت قيمة حصته في الشركة إلى نحو 50 مليار دولار من 170 مليار دولار عندما عرض شراء تويتر في نيسان (أبريل) العام الماضي. تركه ذلك مع مساحة أقل بكثير لجمع السيولة من خلال ضمان مزيد من الأسهم. قد يكون أحد البدائل هو ممارسة بعض خيارات الأسهم الخاصة به، على الرغم من أن ذلك سيتركه مع فاتورة ضريبية كبيرة - وفورية.

من أكثر دواعي قلق مستثمري "تسلا" هو استمرار تويتر في استنزاف الأموال، وأن يضطر ماسك بعدها إلى بيع مزيد من الأسهم.

ومنذ أواخر 2021، باع ماسك نحو 40 مليار دولار من أسهم "تسلا" جزئيا لتمويل الاستحواذ على "تويتر".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image