المستثمرون يهربون من أسهم التكنولوجيا الأمريكية، لماذا؟

المستثمرون يهربون من أسهم التكنولوجيا الأمريكية، لماذا؟

افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية جلسة اليوم الثلاثاء على تباين، فتقدمت أسهم الدورة الاقتصادية واسهم "الاقتصاد القديم" على حساب أسهم النمو والزخم والتكنولوجيا، في رد فعل مستمر على إعلان فايزر الذي عبث بالأسواق منذ يوم أمس.

وعند الساعة 9:32 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:32 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر {{169|داو جونز}} بـ 155 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.5٪، ليشير إلى 29,313 نقطة. أما مؤشر {{166|إس إن بي 500}} فلقد تراجع بنسبة 0.1٪، ورافقه مؤشر {{8874|نازداك 100}} بانخفاض بنسبة 0.5٪.

وكان مؤشر داو جونز قد وصل إلى ارتفاع قياسي جديد، وسجل أعلى مستوى في تاريخه، خلال جلسة أمس الإثنين، لأول مرة منذ شهر فبراير، بعد أن أعلنت الشركة العملاقة لصناعة الأدوية فايزر (NYSE:PFE) أن اللقاح التجريبي، الذي كانت الشركة قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية (بيو إن تيك) (NYSE:PFE)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا. وأعلنت الشركتان أنهما ستقومان بتقديم طلب رسمي قبل نهاية الشهر الحالي، لإدارة الغذاء والدواء FDA، للحصول على ترخيص يسمح بالاستخدام الطارئ للقاح.

كما تم الإعلان عن خطط لتصنيع وتوزيع 50 مليون جرعة في ما تبقى من هذا العام، و1.3 بليون جرعة لقاح بحلول نهاية العام القادم.

بعد الانتكاسات الأخيرة التي ضغطت على المنافسين الآخرين في قطاع التكنولوجيا الحيوية، أعادت هذه الأخبار الإيجابية المستثمرين إلى الأصول الخطرة، ومن ضمنها بعض قطاعات الأسهم، بعد أن تصوروا أن العالم قد عاد بالفعل إلى طبيعته، بدون الخوف المرتبط بأسوأ وباء عالمي منذ 100 عام.

ولكن الاستجابة المثيرة لهذه الأخبار هدأت في وقت لاحق، بعدما أدركت الأسواق أنه على الرغم أن رقم الـ 90٪ كان أكثر مما هو مطلوب للسيطرة على الوباء، إلا أن الإعلان لم يؤكد بعد ما إذا كان هذا اللقاح آمناً، والمدى الزمني للحماية التي يوفرها، وهما قطعتان حاسمتان مفقودتان من اللغز. وبالإضافة إلى ذلك، يجب التغلب على العديد من المصاعب على طريق التصنيع والتوزيع والتخزين قبل أن يتم إعطاء اللقاح على نطاق واسع للبشر على حد سواء من كل لون وعرق وديانة وقومية.

وكان الرئيس المنتخب جو بايدن، قد قال في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة لا تزال تواجه "شتاءً قاتماً"، رداً على البيانات التي تظهر أن البلاد قد تجاوزت الآن مستوى الـ 10 ملايين حالة إصابة بفايروس كورونا، بعد 10 أيام فقط من بلوغها 9 ملايين حالة.

ووفقاً لبيانات رويترز، تجاوز عدد مرضى كورونا الموجودين في مستشفيات الولايات المتحدة مستوى الـ 59 ألف مريض يوم أمس الاثنين. وهذا هو أعلى رقم على الإطلاق في البلاد منذ بدء انتشار الوباء. أما أرقام الاصابات اليومية، فلقد بقيت فوق حاجز الـ 100 ألف إصابة لليوم السادس على التوالي. وشهدت الأرقام ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الاصابة في ولايات كاليفورنيا ونيومكسيكو وتكساس، وهو ما دعا غيفين نيوسم، حاكم ولاية كاليفورنيا الأكثر سكاناً بين جميع الولايات، إلى القول بأن عمليات إعادة فتح الاقتصاد قد يتم تقليصها في بعض مقاطعات الولاية.

من بين الأسهم التي بدأت في السقوط فور افتتاح الجلسة، تراجع سهم أمازون (NASDAQ:AMZN) بنسبة 2.6٪، في حركة لم تعكس فقط الدوران العام للخروج من الأسهم التي حققت المكاسب الأكبر خلال الوباء، بل وأيضاً اعلان مفوضية الاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم جديدة على الشركة ضمن إجراءات مكافحة الاحتكار.

أما الخاسر الأكبر فلقد كان بكل وضوح سهم بيوند مييت (NASDAQ:BYND)، الذي سقط بنسبة مخيفة بلغت 22٪ بعد الإعلان عن انخفاض حاد في المبيعات، وتسجيل خسارة صافية خلال الربع الثالث، مما تسبب في فيضان من تخفيض تصنيفات السهم لدى شركات الاستثمار. وتفاقم وضع السهم بسبب الارتباك حول ما إذا كانت الشركة ستكون مورداً لمبادرة (مكبلانت) التي أطلقتها ماكدونالدز (NYSE:MCD) يوم الاثنين، والتي تهدف لاستبدال اللحوم بمنتجات نباتية. ولم يؤكد عملاق الوجبات السريعة مزاعم بيوند مييت بأنها ستكون شريكاً رئيسياً.

وفي أخبار أخرى، سقطت إيصالات الإيداع الأمريكية ADRs لسهم عملاق التسوق الالكتروني الصيني علي بابا (NYSE:BABA) بنسبة 7.5٪ إضافية، لتصل إلى أدنى مستوى لها في سبعة أسابيع، بعد أن ذكرت تقارير إخبارية بأن تقييم شركة الخدمات المالية التابعة لها (آنت جروب) قد يتم تخفيضه إلى النصف، عندما يتم إعادة إصدار نشرة الاكتتاب العام. وكانت الصين قد أقرت مؤخراً قوانين جديدة تضمنت زيادة متطلبات رأس المال والاحتياطيات بشكل كبير لعملاق التكنولوجيا المالية.

ومن بين الرابحين، قفز سهم ألترا بيوتي (NASDAQ:ULTA) بنسبة 10.6٪ بعد الإعلان عن صفقة توزيع جديدة مع سلسلة متاجر تارغت (NYSE:TGT). أما أسهم البنوك، فلقد حافظت على معظم مكاسب يوم الاثنين، حيث من المرجح أن تتحسن هوامش أرباح الإقراض بشكل كبير، بسبب الارتفاع الحاد في عوائد السندات خلال الأسبوع الماضي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image