الأسواق تضطرب في نهاية الإسبوع الماضي .فهل سيمتد هذا الاضطراب إلى الإسبوع الحالي ؟

مرت جلسة التداول الأسيوية بحالة من الهدوء نظراً لعطلة البنوك اليابانية ، إلا أن الرغبة في المخاطرة لا زالت متواجدة.

تعليق السوق:

شهد جلسة التداول الأمريكية يوم الجمعة الماضي هدوءاً نسبياً مقارنة بحالة الاضطراب و الزخم الذي شهدته أولى أيام إسبوع التداول نفسه ، و ذلك على الرغم من صدور تقارير أرباح الشركات للربع الثاني من السنة المالية و التي جاءت لتتجاوز التوقعات جميعها . فربما يعود ذلك إلى الأحداث التفجيرية الأخيرة في جاكارتا و التي ربما قد أثرت بالفعل على نفسية المستثمرين ، أو أن التقديرات المتراجعة للبيانات الاقتصادية قد حملت بين طياتها دعوة إلى المزيد من الحذر ، أم أنها مجرد حالة من التقاط الأنفاس بالنسبة للمستثمرين ، بالفعل يصعب تحديد هذا بمنتهى الدقة ، لكن في كل حال أغلقت وول ستريت على تراجع كبير خلال هذا اليوم .

أما عن الأمور الأقل إيجابية فكانت صدور مؤشر بيانات الإسكان الأمريكي يوم الجمعة الماضي ، حيث أن بيانات بدايات الإسكان و تصريحات البناء جاءت لتتجاوز التوقعات بواقع 582 ألف مقابل التوقعات التي سجلت 530 ألف في يونيو و كذلك القراءة المراجعة و التي سجلت 562 ألف في مايو في حين جاء المؤشر الثاني و هو تصريحات البناء ليسجل 563 ألف مقابل التوقعات التي سجلت 524 ألف و كذلك القراءة السابقة و التي سجلت 518 ألف . ليأتي ذلك على خلفية التحسن الطفيف الذي شهده مؤشر NAHB للإسكان و الذي صدر يوم الخميس الماضي مما قاد إلى مزيد من التفاؤل لقطاع الإسكان ( أو بمعنى آخر إلى الاستقرار و الذي يراه البعض نوعاً من الإيجابية ) . و بالتالي فقد نرى مزيداً من التأكيد على هذا الأمر من خلال البيانات التي سوف تصدر تباعاً ، و منها مؤشر أسعار المنازل و الذي من المقرر صدوره يوم الأربعاء القادم و كذلك مؤشر مبيعات المنازل الكائنة و الذي سيصدر يوم الخميس المقبل أيضاً .

أما عن الاسترليني ، فقد استطاع التغلب على اتجاه التراجع الذي شهده في بدء الإسبوع و ذلك في أعقاب تقرير صندوق النقد الدولي بشأن تمويل المملكة المتحدة ، حيث ارتد من المستوى 1.6265 و هو أدنى مستوى له مقابل الدولار ،و الذي فشل في إحراز أى تقدم تجاه المستوى 1.60 خلال بدء الإسبوع الاقتصادي . أما عن البيانات الاقتصادية و التي صدرت صباح اليوم عن المملكة المتحدة فقد كشفت عن أن سوق الإسكان قد يكون قد تلمس القاع بالفعل ، و ذلك في ظل ارتفاع مؤشر أسعار المنازل بواقع 0.6% على أساس شهري في يوليو مقارنة بالتراجع الذي شهده المؤشر في يونيو الماضي مسجلاً 0.4% . و مع ذلك ، فمن الملاحظ أن الاسترليني لا يزال منحصراً فيما بين النطاقين 1.60 و 1.67 و من المتوقع أن يظل فيما بين هذين النطاقين على المدى القريب .

و كنتيجة لتقرير صندوق النقد الدولي و الذي صدر يوم الجمعة الماضي ، فمن المقرر أن تأتي بيانات القطاع المالي العام للمملكة لتشهد مزيداً من تسليط الضوء أكثر من المعتاد ( حيث من المتوقع أن يشهد صافي معدل متطلبات الإقراض التراكمي تدهوراً حاداً) و بالتالي فإن ذلك قد يمثل كبحاً لزمام الارتداد الأخير الذي شهده الاسترليني . أما عما أعلنته صحف المملكة المتحدة يوم العطلة بشأن الأسباب التي أدت إلى موجة البيع التي شهدها الاسترليني حيث الأنباء التي أكدت على أن الورقة البالية التي صدرت عن أحد مسئولي حكومة الظل و هي مقترح بدمج المصارف مع بنوك التجزئة في ظل البنوك الاستثمارية المتعثرة و كذلك البنوك التي لديها متطلبات رأسمالية ضخمة تلك التي تم استثناءها بالفعل من الاحتفاظ بودائعها و التي يضمنها دافعي الضرائب . هذا و من المتوقع أن يشهد الاقتصاد البريطاني تقلصاً بواقع 4.5% خلال هذا العام في ظل التحذيرات من أى علامات للانتعاش و التي من شأنها أن تكون قصيرة المدى . هذا و سوف يصدر تباعاً المزيد من الأنباء الاقتصادي للمملكة المتحدة مما قد يجعل الاسترليني موضع اهتمام من قبل الكثيرين من المستثمرين في ظل إعلان نتائج البنك المركزي الإنجليزي يوم الأربعاء القادم و كذلك بيانات مبيعات التجزئة يوم الخميس القادم و أيضاً مؤشر الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من السنة المالية .

و على الصعيد الأمريكي ، سيأتي التركيز على حديث بيرناك رئيس البنك الفيدرالي يومي الثلاثاء و الأربعاء القادمين .

أما عن النشاط الاقتصادي في أسيا فقد جاء محدوداً في ظل عطلات البنوك اليابانية إلا أن شهية المخاطرة لا تزال تؤثر على السوق ببعضاً من القوة حيث تراجع الدولار الأمريكي عن ما يقرب من 0.1% من 0.3% و هي إجمالي الأرباح التي جناها يوم الجمعة الماضي . في حين شهد الين الياباني تراجعاً . و عن الزوج ( يورو /دولار) فكان على شفا الوصول إلى المستوى 1.4180 يوم الجمعة الماضي، هذا و قد حاول الزوج ( استرليني /دولار) لأن يرتفع فوق المستوى 1.64 و كذلك الزوج ( دولار استرالي /دولار أمريكي ) لأن يصل إلى المستوى 0.81 ( حيث شهدت البورصات المحلية ارتفاعاً بواقع 1.3% ) . أما عن الأزواج التقاطعية للين فقد شهدت موجة بيع كبيرة و لكن هذه الموجة لم تكن حادة للغاية . حيث لاتزال شهية المخاطرة محدودة .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image