أيهما تنفجر أولا قنبلة الديون بالولايات المتحدة أم بأوروبا ؟

هبط زوج (اليورو/ دولار) في المعاملات الليلية جزئيا إثر صدور مقالة عن " ايفانس بريتشارد " بصحيفة التليجراف بالممكلة المتحدة، والذي أشار إلى خطورة أن يرتفع الدين الحكومي للعديد من دول الاتحاد الأوروبي إلى 100% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي أسبانيا، من المحتمل أن يؤدي طول فترة الكساد إلى ارتفاع مستويات الدين إلى 90% من عام 2011. وفي إيطاليا، من المتوقع أن ترتفع تلك الأرقام إلى 116%، وفي اليونان إلى 109% و في بلجيكا إلى 101% وفي فرنسا 86%.

هذا و ينتاب المحللون حالة من القلق بشأن زيادة الدين الحكومي للاتحاد الأوروبي، حيث يتخوف المحللون من أن يؤدي زيادة حجم الدين إلى الإخلال بقواعد الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتي تضع حدود معينة للدين الحكومي. هذا وقد ترسخ رأي " بريتشارد " بشأن المشاكل المالية بمنطقة اليورو نتيجة رفض البنك المركزي الأوروبي الانضمام إلى باقي البنوك المركزية للدول الأربع العظمى حول سياسة سعر الفائدة الصفري و اتباع برامج التسهيل النقدي. وستكون النتيجة النهائية هى أزمة ائتمان بالمنطقة حيث تقلص عرض النقود M3 بمعدل حاد في حين تباطأت سرعة دوران النقود بشكل كبير.

علاوة على ذلك، تتعرض سياسات البنك المركزي الألماني المشابه لسياسة البنك المركزي الأروروبي إلى النقد ، ونعتقد بأن السياسة الحالية للبنك المركزي الأوروبي و أعوانه سوف تؤدي إلى الإضرار ببراعم الانتعاش، ومن ثم عودة المنطقة إلى الانكماش مرة أخرى. ومع ذلك عند الحديث عن زوج (اليورو/ دولار) و المنافسة بين أكبر اقتصادين بالعالم أوروبا والولايات المتحدة، يبدو وكأن هناك سباق بين الدولتين لتحطيم التشريعات من أجل تحقيق النمو.على الرغم من وضوح العقبات المالية الأوروبية، يواجه الاقتصاد الأمريكي بعض الاضطرابات أقلها أزمة الموازنة بكاليفورنيا ثامن أكبر اقتصاد في العالم.

هذا وقد تزايدت أزمة الموازنة العامة بكاليفورنيا منذ إخفاق سوق الإسكان عام 2007. كما تعرضت الدولة لضربات قاسمة من قبل عمليات حبس الرهن، كما تم إعاقة الاقتصاد بسبب انخفاض عوائد الضرائب ونتيجة ارتفاع معدلات البطالة. وفي عام 2009، انخفضت تلك العوائد بنحو 27% من العام الماضي. ويعد هذا الموقف واه للغاية و إذا تحول إخفاق الموازنة العامة بكاليفورنيا إلى كارثة مالية بما يتطلب تدخل أو إنقاذ من قبل البنك الفيدرالي، فمن المحتمل أن يتعرض الدولار لضغط بيعي شديد. وحتى الآن تتفاقم المشاكل المالية بكل من أوروبا والولايات المتحدة مما أدى إلى حركة عرضية بزوج ( اليورو/ دولار)، لأننا لا نعرف من الأقوى، وهو الوضع الذي من الممكن أن يستمر لبعض الوقت حتى تتضح لنا الصورة من قبل صناع القرار بكل من البلدين.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image