منتصف اليوم: الأسواق بين مطرقة التوترات الكورية وسندان أزمة الدين الأوربية

تصدرت أزمة الدين بمنطقة اليورو والتوترات الجيوسياسية في كوريا القضايا التي شغلت بال الأسواق اليوم، والتي أدت بدورها إلى حدوث حالة من العزوف عن المخاطرة. ولم يدم الدعم الصادر عن بيانات الـPMI القوية طويلاً، ليشهد اليورو من جديد موجة جديدة من عمليات البيع مع بداية الفترة الأمريكية. ومن جانبها، قررت أسبانيا بيع سندات خزانة اليوم بقيمة 3.26 مليار يورو، بأقل من الحد الأقصى للسعر المستهدف، في حين كانت القيمة المعيارية للمزايدة المعدة لعملية طرح السندات تتراوح فيما بين 3-4 مليار يورو. من ناحية أخرى، انتابت الأسواق حالة من القلق البالغ إزاء حالة الغموض السياسية في أيرلندا، حيث من المنتظر عقد انتخابات في شهر يناير. وثمة قلق بالغ سائد بالأسواق من احتمالية انتقال عدوى الدين السيادي إلى باقي دول منطقة اليورو، لاسيما البرتغال وأسبانيا.

ومن القارة الآسيوية، نرى أن التوترات قد تعاظمت بين الكوريتين والتي كانت قد بدأت شرارتها في شهر مارس، بعد إغراق البارجة الحربية التابعة لقوات كوريا الجنوبية البحرية، والتي أسفرت عن مصرع 6 بحارة. ومن جانبها، أنكرت كوريا الشمالية أن يكون لها أي مسؤولية عن الحادث. وقد أوردت وكالة أنباء يونهاب أن كوريا الشمالية قد أطلقت العديد من القذائف المدفعية على مقربة من الحدود الغربية لكوريا الجنوبية، الأمر الذي دفع كوريا الجنوبية على الرد على تلك النيران. وأسفر الهجوم عن مصرع جندي من كوريا الجنوبية وإصابة 13 آخرين. ونتيجة لذلك، تضررت ثقة الأسواق بشدة اليوم، حيث هبطت أسواق الأسهم وعملات المخاطرة. وقد هبط مؤشر MSCI للدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي باستثناء اليابان بأكثر من -2%، فيما هبط مؤشر KOSPI لكوريا الجنوبية بنحو -2.67%، كما هبط مؤشر ستريت تايمز التابع لسنغافورة بنسبة -2.03%، وهبط مؤشر شنغهاي المركب بواقع -1.94%. وسجلت الأسهم الأوربية هبوطًا متأثرة بالعزوف عن المخاطرة.

ومن البيانات الاقتصادية اليوم، روجعت قراءة الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية خلال الربع الثالث من العام على ارتفاع، لتصل إلى 2.5% على أساس سنوي. ولم تطرأ أدنى تغيرات على قراءة مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي، ليأتي بواقع 2.3%. وسجل مؤشر أسعار المستهلكين الكندي ارتفاعًا بأكثر من توقعات السوق بواقع 0.4% على أساس شهري، و2.4% على أساس سنوي، في حين ارتفعت قراءة أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية لتفوق توقعات السوق بمقدار 0.4% على أساس شهري، و1.8% على أساس سنوي. وارتفعت مبيعات التجزئة الكندية بواقع 0.6%، وباستثناء مبيعات السيارات، تكون المبيعات قد ارتفعت بواقع 0.4%. وقد تحسنت قراءة مؤشر Gfk لثقة المستهلك الألماني، لتصل إلى 5.5 خلال شهر ديسمبر. وتحسنت قراءتي مؤشر PMI التصنيعي والخدمي بنحو 55.5 و55.2 على التوالي. ومن المنتظر صدور نتائج اجتماعات لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في وقت لاحق من اليوم.

ويشير الهبوط الحاد الذي طال مؤشر (اليورو/ كندي) اليوم إلى أن الهبوط من المستوى 1.4342 مستأنفًا طريقه. ويتعين أن يكون الارتداد التصحيحي متوسط الأجل من المستوى 1.2449 قد اكتمل بثلاث موجات صاعدة، ليصل إلى المستوى 1.4342 بعد وصوله إلى نطاق المقاومة القوية عند 1.43/44. ومن جانبنا، فإننا نتوقع أن يواصل الهبوط الحالي طريقه كاسرًا مستوى الدعم عند 1.3065، وذلك لإعادة اختبار نطاق الدعم فيما بين 1.2430/49.

""

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image