تقرير منتصف اليوم: استمرار موجة بيع الدولار وحالة من الصخب في سوق العملات

واصلت موجة بيع الدولار مسيرتها خلال تداولات اليوم الخميس في ظل ترقب الأسواق لسيناريو تمديد ثالث لبرامج التحفيز النقدي من قبل البنك الفيدرالي عقب ما أعلن عنه الفيدرالي يوم أمس الأربعاء. ومن جانبها فقد ارتفعت أصول المخاطرة على نحو حاد تزامناً مع الارتفاع الذي شهدته معظم الأسهم الأوروبية والذي تجاوز 1.5%، في حين قفز مؤشر نيكاي الياباني بنحو 2.17%. ومن جانبها فقد أدت توقعات سيناريو التمديد الثالث من قبل البنك الفيدرالي إلى دفع الدولار لمستوى الدعم 76.15 ليتراجع المؤشر إلى المستوى 75.80 حتى وقتنا الراهن. وعن الزوج يورو - دولار فقد تمكن من الاستقرار فوق المستوى 1.42 عقب قرار البنك المركزي الأوروبي بالإبقاء على معدلات الفائدة دون تغير عند المستوى 1.00% كما كان متوقعاً. أما عن الاسترليني فقد واصل ارتفاعه أيضاً عقب إبقاء بنك انجلترا على معدلات الفائدة دون تغير علاوة على استمرار برنامج شراء الأصول عند المستوى 200 مليار استرليني دون تمديد. وفيما يتعلق بعملات السلع فقد واصلت تعافيها عقب ارتفاع شهية المخاطرة، ليسجل الزوج دولار استرالي - دولار أمريكي أعلى مستوى له متجاوزاً المستوى 1.01.

جدير بالذكر أن الفيدرالي قد عقد العزم على ضخ ما يقارب 75 مليار دولار شهرياً في برنامج شراء الأصول ولمدة تصل إلى ثمانية أشهر، ليرتفع تمويل البرنامج إلى 600 مليار دولار كما أعلنت نتائج اجتماع الفيدرالي يوم الأمس. الأمر الذي تولدت عنه المزيد من التوقعات بإمكانية قيام الفيدرالي بحلقة ثالثة من سيناريو التمديد في سياسة التحفيز النقدي وربما تكون هناك حلقة رابعة أيضاً للحيلولة دون سقوط الاقتصاد العالمي في الهاوية. أما عن الذهب فقد ارتفع بقدر حاد خلال تداولات اليوم إلا أنه لا يزال دون أعلى مستوى له عند النقطة 1388.2 خلال الوقت الراهن. لكن لا يمكن التأكد ما إذا كانت الأسواق على قناعة بأن سيناريو التمديد الثاني قد يكون كافياً لتعزيز معدل النمو للبلاد أم لا. فإن استراتيجية الشراء عند الشائعة والبيع عند الخبر لم تتحقق بالفعل عند صدور نتائج اجتماع الفيدرالي يوم أمس الأربعاء. أما عن السبب فهو أن الأسواق قد قررت التداول بالفعل ولكن على أساس شائعة أخرى وهي إمكانية قيام الفيدرالي بإنتاج حلقة جديدة ثالثة وربما رابعة من سيناريو التسهيل النقدي.

على صعيد البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم الخميس، سجلت إعانات البطالة الأولية ارتفاع بنحو 457 ألف. في حين انخفضت إنتاجية القطاع غير الزراعي الأمريكي خلال الربع الثالث من السنة المالية بنحو -0.1% على أساس ربع سنوي، بينما ارتفعت تكلفة العمالة بنحو 1.9%. وعن البيانات الأوروبية فقد سجل مؤشرPMI الخدمي لمنطقة اليورو ارتفاع طفيف بنحو 53.3 في أكتوبر. كما جاءت قراءة مؤشر أسعار المنتجين لتتفق مع توقعات المحللين الاقتصاديين، حيث ارتفع المؤشر على أساس شهري بنسبة قدرها 0.3% و4.2% على أساس سنوي في سبتمبر. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين السويسري بنحو 0.5% على أساس شهري و 0.2% على أساس سنوي في أكتوبر. كما ارتفعت مبيعات التجزئة الاسترالية بنحو 0.3% على أساس شهري في سبتمبر في حين سجل الفائض التجاري الاسترالي تقلصاً بنحو 1.76 مليار دولار استرالي.

وعن الدولار النيوزيلاندي فقد واصل أدائه الجيد خلال هذا الإسبوع ، ليلقى مزيداً من الدعم في أعقاب بيانات التوظيف الإيجابية والتي سجلت قفزة بلغت نسبتها 1.0% خلال الربع الثالث من السنة المالية، في حين سجل معدل البطالة تراجعاً حاداً بنحو 6.4% مقابل القراءة السابقة البالغة 6.9%. ليقفز الزوج دولار نيوزيلاندي - دولار استرالي إلى المستوى 0.7959 حتى الوقت الراهن من هذا الإسبوع. وبالتالي فإن توقعات الصعود ستظل قائمة طالما أن الزوج قد تمكن بالفعل من اختبار مستوى المقاومة 0.7632 والذي تحول إلى مستوى دعم للزوج وهناك توقعات بأن يعاود الزوج اختبار أعلى مستوى له خلال العام 2008 وهو 0.8213 على المدى القريب.

التحليل الفني لمؤشر الدولار

تمكن مؤشر الدولار من كسر المستوى 76.15 خلال تداولات اليوم الخميس مما يؤكد على أن المؤشر يمضي قدماً بالفعل في مسيرة انخفاضه من المستوى 88.70. وبالتالي فإن المؤشر قد يشهد مزيدا من التراجع إلى مستوى الدعم الأساسي 74.19. ومن ثم فإنه سيكون في أمس الحاجة لاختراق مستوى المقاومة 78.27 للتأكيد على أن القاع قد تكون بالفعل وإلا فستظل توقعات الهبوط قائمة. وعلى الرغم من ذلك إلا أننا سنظل على قدر كبير من الترقب لفقد المؤشر قوته الدافعة أو قيامه بتحرك عكسي في ظل اقترابه من المستوى 74.19.