الدولار في الطريق إلى المزيد من الارتفاع قبيل اجتماع الفيدرالي (تعليق السوق)

تأرجح بندول الدولار الأمريكي جيئةَ وذهابًا على مدار تعاملات الليلة قبيل اجتماع لجنة الفيدرالي المقرر انعقاده يوم الأربعاء لينهي تعاملات البارحة على ارتفاع حيث فجرت البيانات الأمريكية مفاجأة كبيرة بالارتفاع إلى حدٍ كبيرٍ يوم أمس. ومع زيادة التوقعات بأن الفيدرالي سوف يضخ كمية ضئيلة من السيولة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي بهدف التعزيز في إطار الدفعة الثانية من التسهيل النقدي، نرى أن هناك المزيد من الارتفاع للدولار الأمريكي على مدار الأيام القادمة وعلى مدار أسبوع التداول الجاري.

جاءت مفاجأة البيانات الأمريكية متمثلةً في ارتفاع قراءة مؤشر ISM التصنيعي إلى 56.9 في أكتوبر مقارنةً بالقراءة السابقة التي سجلت 54.4 مدفوعةً في ذلك بالارتفاع في الطلبات الصناعية والإنتاج الصناعي بينما استمرت أسعار ISM التصنيعي في الارتفاع هي الأخرى لتسجل 71.0 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 70.0. على الجانب الآخر، هبط الدخل الشخصي إلى 0.1% في سبتمبر في حين ارتفع الإنفاق الشخصي إلى 0.2% في أعقاب المراجعة إلى 0.5%. كما أظهر مؤشر إنفاق البناء إشارات تحسن على نطاقٍ واسعٍ حيث سجلت القراءة 0.5%، على الرغم من ذلك، هبطت مراجعة القراءة السابقة إلى 0.2-%. كما رجحت قراءات PMI لأوروبا إلى أن الاقتصاد قد بدأ في إظهار الكثير من الاستقرار بسرعة أكبر ارتفع مؤشر PMI للمملكة المتحدة إلى 54.9 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 53.5، كما سجلت قراءة مؤشر PMI للنرويج ارتفاعًا إلى 53.5 في حين ارتفعت قراءة PMI لتركيا إلى 54.3 مقابل القراءتين السابقتين 53.0 و50.3 على الترتيب.

كانت الحدث الذي سيطر على أجاء سوق العملات على مدار التعاملات الأسيوية هو قرار الفائدة الأسترالية حيث فاجأ بنك الاحتياطي الأسترالي الأسواق برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس استمرارًا لدورة التقييد النقدي التي دخلها البنك المركزي منذ أشهرٍ عدة في اعقاب خمسة أشهر من التوقف عن رفع الفائدة. وبررالبنك المركزي رفع الفائدة واصفًا إياه بأنه كان قرارًا حكيمًا يستهدف التصدي لارتفاع معدل التضخم حيث لوحظ في الفترة الأخيرة إمكانية المزيد من الارتفاع لمعدل التضخم على المدى المتوسط في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد خطر التوسع حيث بدأت التداولات لآجال طويلة في الظهور على السطح من جديد لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ الخمسينات من القرن العشرين. كما توقع بنك الاحتياطي الأسترالي في بيان الفائدة أن رفع الفائدة من الأمور التي كان على البنك المركزي القيام بها في هذا التوقيت حيث يستهدف دعم وتعزيز الدخل القومي علاوةً على تعزيز إنفاق القطاع الخاص على مدار الشهرين القادمين. كرد فعل لرفع الفائدة الأسترالية وبيانات التوظيف شديدة الإيجابية التي ظهرت بأستراليا ليلة أمس والتطلعات الإيجابية لاقتصاد البلاد، ارتفع الدولار الأسترالي إلى مستويات من العيار الثقيل مقابل الدولار الأمريكي في حين هبطت عائدات سندات الخزانة الامريكية بواقعٍ يتراوح ما بين 15 و 20 نقطة.

وعلى صعيد بنوك مركزية أخرى، أسفر اجتماع بنك اليابان عن نتائج أشارت إلى أن البنك ماضِ في طريقه إلى تطبيق "سياسة التسهيل الشاملة" مع إظهار عدد قليل من الأعضاء للاستياء حيال الآثار الضارة لهذه السياسة. في نفس الوقت، رأى بعض الأعضاء ان هذه الآثار السلبية لن تظهر إلا في حالة استمرار الهبوط على المدى الطويل في معدل الفائدة. كما أشار بعض الأعضاء في مجلس بنك اليابان إلى أن مشتروات السندات الحكومية اليابانية سوف تنعكس سلبًا على معدلات الفائدة هي الأخرى على الرغم من مساعدة هذه المبيعات في محو الانطباع السيئ لبيع الدين الحكومي. كان رد الفعل المباشر لنتائج اجتماع بنك اليابان هو ارتفاع عائدات السندات الحكومبة اليابانية بواقع 3 نقاط أساس.