ارتفاع الين سيؤثر لا محالة على ثقة مؤسسات الأعمال

سجل مؤشر تانكان التصنيعي الياباني ارتفاعاً حاداً ضارباً بتوقعات المحللين الاقتصاديين عرض الحائط ، ومع ذلك فإن التوقعات المستقبلية لقطاع مؤسسات الأعمال تبنأ بحدوث تباطئاً في النمو خلال العام 2011. هذا و قد ارتفع المؤشر بنحو 8 نقاط مقابل التوقعات البالغة 7 نقاط، في حين ارتفع مؤشر تانكان غير التصنيعي بنحو 2 مقابل التوقعات البالغة -2. ليسجل المؤشر بذلك تحسناً للربع السادس على التوالي، إلا أن التوقعات الاقتصادية ومؤشر CAPEXيشيران إلى أن النمو قد يسجل نسبة قدرها 2.4% فقط خلال العام 2011 مقابل التقديرات السابقة البالغة 4.25.

هذا وقد بلغت تخوفات مؤسسات الأعمال اليابانية ذروتها اليوم الأربعاء حيال الارتفاع المبالغ فيه للين وتأثيراته على إمكانية منافسة اليابان في السوق العالمية. فوفقا لمؤشر تانكان يتضح لنا أن الشركات تتوقع أن يصل سعر صرف الزوج دولار - ين 89.66 مقابل سعر صرف الزوج البالغ 90.18 خلال العام الماضي مما يشير إلى أن سعر صرف الين لا يزال مرتفعاً.

وبالنظر إلى التداول على الين الياباني في الوقت الراهن فلا يزال متجاوزاً لتوقعات المُصنعين اليابانيين ، مما قد يضع مزيداً من الضغوط على كاهل مسئولي السياسة النقدية اليابانيين للتدخل في الأسواق من جديد. ومن جانبهم فيتوقع المحللون الاقتصاديون الالتزام بالمزيد من التدابير من أجل رفع قيمة الزوج دولار- ين ، وبالتالي فإن الأمر قد ينطوي على المزيد من إجراءات التسهيل النقدي وجولة جديدة من التدخل غير المباشر في سعر الصرف. ومع ذلك فقد نوهنا مرات عديدة في الأونة الأخيرة على أن نجاح اليابان في التدخل في سوق العملات سوف يعتمد بقدر كبير على وضع اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أى إجراءات نقدية أخرى متبعة من قبل طوكيو .

ولعل ذلك يتضح جلياً في بيانات ثقة المستهلك الأمريكي التي صدرت يوم الأمس والتي واصلت تدافعها نحو الهبوط مما دفع بالزوج دولار - ين إلى التراجع لتهوى عائدات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة قدرها 2.50%. هذا وقد ارتفع الزوج إلى المستوى 84.07 خلال التداولات الأسيوية ليلة الأمس إلا أنه سرعان ما عاود التراجع إلى المستوى 83.65 على خلفية العروض عمليات التحوط التي قام بها المصدرون اليابانيون ومع ذلك فإن الزوج قد يتراجع إلى المستوى 80.00 في حالة أن باءت عملية تدخل بنك اليابان بالفشل.

بالتالي سيظل الزوج دولار- ين بعيداً عن أدنى مستوياته على المدى القريب مما قد يرفع من احتمالات دخول وزارة المالية اليابانية في نوبة تدخل جديدة في ظل استمرار مسئولي السياسة النقدية اليابانيين في مجابهة ارتفاع الين على الرغم من استئناف الزوج دولار - ين مسيرة انخفاضه. جدير بالذكر أن الزوج قد يرتفع من جديد
إلى المستوى 84.00 في حالة أن دعمت البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر خلال هذا الإسبوع هذا الأمر، حيث صدور تقرير PMI تشيكاغو و ISM .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image