السوق اليوم

اليورو يتراجع على خلفية تفاقم التخوفات حيال النمو الاقتصادي للمنطقة ، ليسجل أدنى مستوى له في خمسة أشهر مقابل الدولار الأمريكي. وارتفاع التشككات حول إمكانية حدوث تعافي حقيقي لاقتصاد المنطقة عقب صدور البيانات المحبطة لكل من ايرلندا وألمانيا ومنطقة اليورو.

هذا وقد انتهج اليورو موجة عرضية خلال التداولات الأسيوية عقب الارتفاع الذي شهدته العملة يوم الأربعاء الماضي إثر ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها في خمسة أشهر عند النقطة 1.3441، إلا أنها تعثرت اليوم من المستوى 1.3415 إلى 1.3308 عقب صدور البيانات الأوروبية المحبطة والتي كشفت عن تراجع الناتج المحلي الإجمالي الأيرلندي خلال الربع الثاني من السنة المالية بنحو 1.2% علاوة على ارتفاع مقايضات الائتمان الافتراضي لسندات الخزانة الايرلندية لأجل 5 سنوات بنحو 500 نقطة. أما عن اتساع الفارق بين عائدات سندات الخزانة الأيرلندية إلى الألمانية لأجل 10 سنوات فقد سجل ارتفاعاً جديداً بنحو 426 نقطة مما وضع مزيداً من الضغوط على كاهل العملة الأوروبية. وعلى الرغم من التعافي الطفيف الذي شهده اليورو في أعقاب بيانات إعانات البطالة الأمريكية والتي جاءت على غير عكس توقعات المحللين الاقتصاديين ( حيث سجلت إعانات البطالة قراءة بلغت 465 ألف مقابل التوقعات البالغة 450 ألف)، إلا أن الزوج يورو- دولار قد عاود انخفاضه من جديد إلى المستوى 1.3304 خلال تداولات نيويورك قبل تعافيه من جديد.

أيضاً مُنيت العملة الأوروبية بتراجعاً حاداً في أعقاب تقارير PMI الخدمي و التصنيعي الألمانية والتي جاءت دون توقعات المحللين الاقتصاديين، حيث سجل المؤشر الخدمي والتصنيعي الألماني انخفاضاً بنحو 54.5 و 55.3 على التوالي مقابل التوقعات البالغة 57.0 و 57.7 ، بينما سجل مؤشر PMI الخدمي والتصنيعي لأوروبا قراءة بلغت 53.6 مقابل التوقعات البالغة 55.5 للقطاع الخدمي و54.5 للقطاع التصنيعي.

أيضاً ارتفعت مقايضات الائتمان الافتراضي لسندات الخزانة البرتغالية لأجل 10 سنوات بنحو 29 نقطة لتصل إلى 420 نقطة مما أدى إلى تعثر اليورو.

وعلى صعيد البيانات الأخرى التي ترددت يوم الأمس، فكانت تلك التقارير التي صرحت بأن هناك بعض البنوك الايرلندية التي ستجد عجزاً في تسديد مستحقات مقرضيها لعجز رأس المال لديها، مما قد يجبر تلك البنوك على الاعتماد على بعض حزم التمويل الطارئة من قبل البنك المركزي الأوروبي، جدير بالذكر أن البنوك الايرلندية قد حصلت بالفعل على ما يقارب 95 مليار يورو ( 125 مليار دولار أمريكي) من النقد من قبل البنك المركزي الأوروبي في أغسطس الماضي.

و على الرغم من الارتفاع الذي شهده الدولار مقابل منافسه الياباني خلال التداولات الأسيوية عقب الانخفاض الحاد الذي بلغه الزوج خلال تداولات أول أمس الأربعاء عند النقطة 84.27 عقب تدخل بنك اليابان في سعر صرف الين الياباني وعقب إغلاق الأسواق اليابانية احتفالاً بالعطلات إلا أن الزوج قد عاود ارتفاعه إلى المستوى 84.68 من جديد خلال التداولات الأوروبية. جدير بالذكر أن الدولار قد تراجع بقدر حاد عقب موجة الشراءة التي شهدها الين مقابل اليورو ( حيث تراجع الزوج يورو - ين من المستوى 113.43 إلى المستوى 112.18). ليواصل الدولار انخفاضه عقب الارتفاع الذي شهدته إعانات البطالة الأمريكية الإسبوعية هابطاً إلى المستوى 84.26 في تداولات نيويورك قبيل أن يشهد تداولا ً في نطاق محدود.

ومن جانبه فقد أعرب رئيس الوزراء الياباني " كان" في تصريح له في وقت مبكر من تداولات أسيا اليوم الجمعة أنه قد عقد العزم بالفعل لاتخاذ خطوات داعمة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي للبلاد كما أكد على أهمية تراجع الين الياباني.

تواردت أنباء أخرى على لسان مسئول أمريكي كبير، بأن الرئيس الأمريكي قد أعرب في اجتماعه الأخير مع رئيس مجلس الدولة الصينى " ون جيا باو" أن الصين بحاجة لبذل المزيد من الجهود لتسوية النزاع حول قيمة اليوان. في حين صرح "ون" أنه ما من علاقة بين قيمة اليوان الحالية و العجز التجاري الأمريكي.

وعلى الرغم من الارتفاع الذي شهده الاسترليني في تداولات أسيا وبلوغه المستوى 1.5688 في تداولات لندن، إلا أن الزوج استرلسني - دولار قد عاود تراجعه تزامناً مع تراجع اليورو إلى المستوى 1.5612 خلال تداولات لندن أيضا. إلا أنه سرعان ما عاود تعافيه من جديد متخطياً الارتفاع الذي أحرزه خلال الإسبوع الماضي قافزاً من المستوى 1.5730 إلى المستوى 1.5742، إلا أن العملة البريطانية قد فقدت زخم ارتفاعها لتواصل تراجعها من جديد.

وعلى صعيد البيانات الأمريكية التي ستصدر اليوم الجمعة فستكون تقارير الطلب على السلع المعمرة ومبيعات المنازل الجديدة علاوة على حديث برنانك.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image