ولا يزال نزيف الدولار مستمرًا

تعليقات السوق:


استمر هبوط الدولار الشديد دون توقف بالأمس عقب صدور بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي بالأمس، وذلك رغم هبوط شهية المخاطرة بالأسواق على نحو بالغ الوضوح. وكان اليورو أكثر المستفيدين من هبوط الدولار، والذي انتابته حالة من القوة ليرتفع إلى أعلى مستوى له منذ 5 شهور، مدعومًا بالنتائج القوية التي خرج بها مزاد السندات البرتغالي، بالإضافة إلى الفروق المرتفعة لعوائد السندات الأوربية والأمريكية. من ناحية أخرى، أخفق الجنيه الإسترليني في الارتفاع بعدما أوضحت نتائج اجتماعات لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا أنه سيكون من الضروري استمرار العمل ببرامج التسهيلات النقدية لتحفيز الاقتصاد والإبقاء على التضخم في مساره الصحيح على المدى المتوسط. في سياق منفصل، أفاد دال- عضو لجنة السياسة النقدية- بأن هناك مخاطر مزدوجة تحيط بالتضخم، إلا أنه يتعين على تلك المخاطر أن تتضاءل مع تلاشي الآثار المؤقتة التي تبقي على التضخم في الوقت الحالي وتعافي الاقتصاد. على صعيد آخر، أبقى البنك المركزي النرويجي على معدلات الفائدة التابعة له دون أدنى تغير، ومع ذلك فقد تفاجأت الأسواق بالنبرة شديدة المغالاة التي خرج بها البيان المصاحب لقرار إعلان الفائدة، والذي أماء أنه يتعين إعادة معدلات الفائدة تدريجيًا إلى معدلاتها الطبيعية. هذا، وقد هبط الدولار الأسترالي من أعلى مستوى له منذ عامين في خضم الحديث عن عروض البنك الاحتياطي الأسترالي الرامية إلى "تلطيف" ارتفاع العملة.

واستمرت سلسلة البيانات الضعيفة الواردة من كندا، حيث هبطت قراءة مبيعات التجزئة بالبلاد إلى -0.1% على أساس شهري مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 0.6%. ومن الجانب الأمريكي، هبطت أسعار المنازل الأمريكية خلال شهر يوليو، حيث هبطت إلى بواقع 0.5% على أساس شهري مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بـ-0.2%، فيما روجعت قراءة الشهر السابق بشدة لتصل إلى -1.2%.

ومع بداية الفترة الآسيوية اليوم، سجلت قراءة الناتج المحلي النيوزيلندية خلال الربع الثاني قراءة دون توقعات السوق، لتسجل نموًا بنحو 0.2% على أساس ربع سنوي، فيما روجعت القراءة السابقة على هبوط طفيف من 0.6% إلى 0.5%. وألقت هذه البيانات بدائرة الضوء على التعافي المتفوت على نحو طفيف، وربما ما تعمل على التأكيد على النبرة شديدة الحيادية للبنك الاحتياطي النيوزيلندي التي جاءت في البيان المصاحب لقرار الفائدة طليعة هذا الشهر. وتصدر النمو قطاعي التشييد والتعدين، فيما جاءت البيانات المتعلقة بالقطاع التصنيعي محبطة. وتلقى الدولار النيوزيلندي ضربة عقب صدور تلك البيانات، وتجلى ذلك أكثر في الأزواج التقاطعية، حيث ارتفع زوج (الأسترالي/ نيوزيلندي) إلى أعلى مستوى له منذ 5 شهور.

ومع العطلة التي أخذتها الأسواق المالية في اليابان والصين وهونج كونج وكوريا الجنوبية اليوم، اتسمت الفترة الآسيوية بالهدوء بعد صدور البيانات النيوزيلندية. وتمثلت البيانات الوحيدة الصادرة في مؤشر أسعار المستهلكين السنغافوري، والتي جاءت في ضوء توقعات السوق، لتسجل أعلى ارتفاع لها منذ 18 شهرًا، ليفوق بذلك ارتفاع شهر مايو البالغ 3.2% على أساس سنوي، في حين كانت أسعار المنازل المساهم الرئيس في عملية الارتفاع. ومع ذلك، لم تكن لتلك البيانات أي تأثير على أسواق العملة.

وقبل لقائه مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت لاحق من اليوم، اتسم رئيس الوزراء الصيني وين بطابع هجومي. ومع تعاظم الضغوط على الصين إزاء ما يتعلق بسياستها المتعلقة بسوق العملة (من حيث عدم رفع قيمة اليوان بالقدر الكافي)، أفاد رئيس الوزراء أنه واثق من قدرة الولايات المتحدة في التغلب على الأزمة المالية، وأمل في أن تظل الولايات المتحدة قوية ومستقرة. وأوضح وين أنه ما من داع من أن تتكبد الروابط الصينية- الأمريكية أي انعكاس، وأكد أنه على ثقة بأن هذا النزاع التجاري من الممكن حله؛ وذلك رغم تأكيده على نحو منفصل أيضًا أن سعر صرف اليوان لا يمثل معضلة اقتصادية، وأنه لا يتعين أن يتم تسييسها. ولا زال منتظرًا أن نرى إذا ما كان سيأتي بالجديد على مائدة المفاوضات أم لا، ولن يتم أي تعديل آخر على اليوان حتى يوم الاثنين.

ومع اقتراب الفترة الأمريكية، من المنتظر أن نرى منها قراءة إعانات البطالة الأسبوعية الأمريكية، والتي من المتوقع لها ألا يطرأ عليها أدنى تغير مقابل القراءة السابقة البالغة 450 ألفًا. ومن المنتظر أيضًا صدور قراءة مبيعات المنازل الكائنة، وتجدر الإشارة إلى أن مبيعات المنازل الجدية سجلت ارتفاعًا مفاجئًا طليعة الأسبوع. ومن المنتظر خلال الفترة الأمريكية أيضًا صدور قراءة المؤشرات الرائدة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image