اليورو يتلقى ضربة قوية مع تجدد مخاوف الدين السيادي

الحركة السعرية:
• زوج (الدولار/ ين): يكسر المستوى 84.00 مع ارتفاع العزوف عن المخاطرة.
• زوج (الأسترالي/ دولار): يهبط إلى المستوى 0.9100 متأثرًا بالضغوط السياسية والاقتصادية.
• زوج (الإسترليني/ دولار): الارتفاع إلى المستوى 1.5400 يفقد زخمه.
• زوج (اليورو/ دولار): يتلقى ضربة موجعة مع تجدد مخاوف الدين السيادي بالمنطقة.

تلقى اليورو ضربة موجعة في ثاني يوم من أيام التداول، ليتداعى أكثر من 150 نقطة خلال فترة التداول الليلية، وذلك عقب مقالة صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي أوردت فيها أن اختبارات الضغط البنكية الأوربية التي جرت هذا الصيف لم تكن كافية على نحو مرضي، لتجدد المخاوف مرة أخرى في أسواق تداول العملة فيما يتعلق بمرتبة الدين السيادي بالمنطقة. وزعمت الصحيفة أن أن الاختبارات التي تم النشر عنها قللت من ننمتلكات البنوك للدين السيادي المحتمل تعرضه للخطر. ولفتت الصحيفة إلى أن "بعض البنوك استثنت بعض السندات" وكانت هناك بعض الحقائق التي لم يورد المنظمون أو البنوك أي منها مع ظهور نتائج اختبارات الضغط نهاية شهر يوليو.

وجاءت مقالة وول ستريت في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة لمنطقة اليورو، وذلك في الوقت الذي تعد فيه دول المنطقة العدة لدورة جديدة من عمليات التمويل هذا الشهر تُقدر بـ80 مليار يورو. وإذا ما بدأت أسواق المال في التوقف عند تأجيل تقديم مدفوعات المساعدة المالية أو إعادة التفاوض عليها من جديد لدول جنوب منطقة اليورو اليونان وإيطاليا وأسبانيا والبرتغال، فسيعمل اتساع الفارق السعري بين السندات الألمانية وسندات اقتصادات باقي منطقة اليورو على إثقال كاهل اليورو بالمزيد من الضغوط على مدار الأيام المقبلة.

وعلى مدار الشهور الماضية، شهدت الاقتصادات المحورية بمنطقة اليورو مثل ألمانيا وفرنسا تحسنًا ملحوظًا في النشاط الاقتصادي، فيما غاب التعافي عن باقي دول الاتحاد الأوربي، حيث انكمش في اليونان تحت وطأة أعباء خطط التقشف، في الوقت الذي ظلت فيه أسبانيا غارقة في الركود الهيكلي الذي أحدثته قواني العمل الصارمة بالإضافة إلى توابع تفاقم الفقاعة الإسكانية الضخمة. وبدأت الأرض تهتز من أسفل اليورو- والذي ارتفع الأسبوع الماضي على أساس نمو الأداء الاقتصادي مقابل الولايات المتحدة- هذا الأسبوع، مع تجدد المخاوف المتعلقة بالدين السيادي في الظهور على السطح من جديد. علاوة على ذلك، حدّت قراءة تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة من مخاوف الركود مرة أخرى بالولايات المتحدة، الأمر الذي خفف من وطأة ضغوط الهبوط على الدولار الأمريكي.

من ناحية أخرى اليوم، أبقى البنك الاحتياطي الأسترالي على معدلات الفائدة دون أدنى تغيير، ومع ذلك تنصرفت الأنظار على الأخبار السياسية هناك، حيث نال حزب العمال أخيرًا حق تشكيل حكومة ائتلافية بعد ضمانه عددًا كافيًا من الأصوات من المستقلين. ويعني فوز حزب العمال أن الحكومة ستواصل خططها لتشريع ضريبة جديدة على القطاع التعديني بالبلاد. ورغم احتمالية أن تكون الضريبة المنتظر فرضها على القطاع التعديني أكثر لطفًا مقارنة بالمقترحات الأولية، إلا أنها يُنظر إليها على أنها ستُضعف القطاع التصديري الرئيس بالبلاد، الأمر الذي يعد مردوده سيئًا على الدولار الأسترالي. وتجدر الإشارة إلى أن أحد الأسباب الرئيسة لمعارضة البنك الاحتياطي الأسترالي تضييق السياسة النقدية أكثر من ذلك أنه لا يرغب في مفاقمة مناخ السياسة المالية المقيدة.

ومع خلو المفكرة الاقتصادية اليوم من البيانات الأمريكية، من المحتمل أن تدفع باقي أسواق الأصول الحركة السعرية، وإذا ما هبطت الأسهم أكثر من ذلك، فمن المحتمل أن تظل الضغوط على اليورو حتى باقي اليوم، حيث ستستهدف عمليات البيع المستوى 1.2700. وتعتري أسواق العملة مخاوف كبيرة من المعضلات التمويلية الكامنة باقتصادات منطقة اليورو بغض النظر عن أي نمو اقتصادي يطال الدول المحورية بالاتحاد الأوربي، وإذا ما أثبتت الأسواق الائتمانية نفورها إزاء طرح المزيد من رؤوس الأموال، فمن المحتمل أن تؤدي عمليات البيع المفرطة بالزوج إلى التداعي سريعًا إلى المستوى 1.2500، فيما سيواصل زوج (اليورو/ فرنك) في تسجيل عمليات هبوط قياسية أخرى.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image