عودة قوية لشهية المخاطرة وفترة أسيوية ضعيفة وغياب كامل للبيانات الأمريكية (تعليق السوق)

موضوعات للمتابعة - الفترة القادمة:
- قرار الفائدة الكندية.
- بيان الفائدة الكندية.
- حديث برنانك رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
- شهادة جيثنر وزير الخزانة الأمريكي أمام مجلس النواب.


انقشع التشاؤم من الأسواق لتسود حالة من التفاؤل النسبي على الرغم من هيمنة مخاوف اليونان على الساحة في سوق العملات على مدار الفترتين الأسيوية وأوائل الفترة الأوروبية. كان السبب في تراجع تجنب المخاطرة هو محدودية الخطر الذي تمثل في بركان أيسلندا وأزمة التحايل الذي اتهمت به جولدمان ساكس. كانت نتيجة التصويت على التقدم بدعوى ضد جولدمان ساكس في المحاكم الفيدرالية لتحايلها على المستثمرين، وفقًا لمزاعم لجنة الأوراق المالية والتداول، 3 مقابل 2 لصالح رفع الدعوى، وهي النتيجة االتي لم تكن قوية بما يكفي للموافقة على رفع الدعوى القضائية. كما أسهمت الأرباح الأكثر من المتوقع التي حققتها سيتي جروب يوم أمس أثناء التداولات الأمريكية في التخفيف من وطأة تجنب المخاطرة جنبًا إلى جنب مع البيانات الأمريكية التي جاءت أفضل من التوقعات والتي أظهرت ارتفاع قوي للمؤشرات الرائدة الأمريكية إلى 1.4% مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع لا يتجاوز الـ 1.00%، وهو ما في مجمله عمل على دفع شهية المخاطرة إلى أعلى.


إضافةً إلى ذلك، ظهرت تصريحات من أكسيل فيبر، رئيس البنك المركزي الألماني، تؤكد أن التعافي الاقتصادي بات واضحًا، وهو ما سيتضح في قراءات النمو للربع الثاني من العام الجاري. في نفس الوقت، أطلق أليستر دارلنج، وزير المالية البريطاني، تصريحات مغالية في التفاؤل حيث أشار إلى تعافي واضح في بيانات التجارة تتمثل في الارتفاع القياسي للصادرات البريطانية وبيانات التوظيف الإيجابية التي أكدت على أن الاقتصاد بالمملكة المتحدة نجح إلى حدٍ كبير في إضافة فرص عمل جديدة.


وعلى صعيد سوق العملات، هبط الدولار من أعلى مستوى له على مدار تعاملات اليوم مع تراجع للين الياباني حيث استعادت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الكثير من النقاط التي فقدتها متأثرة بأزمة الاتهامات التي وجهت إلى جولدمان ساكس يوم الجمعة الماضية. كما تعافى اليورو في أعقاب اختبار المستوى التصحيحي 61.8% فيبوناتشي الذي يمثل الارتداد الهابط من أعلى تحرك صاعد حققته العملة في محاولة لإعادة اختبار أعلى مستويات الفترة الأسيوية ليلة أمس.


على الرغم من ذلك، استشهد مقال نشرته صحيفة وولستريت جورنال بتصريحات فيبر، رئيس البنك المركزي الألماني، التي أشار فيها إلى أن اليونان تحتاج على الأقل لـ 80 مليار يورو حتى تتمكن من تجاوز المحنة المالية التي تمر بها في الوقت الراهن (وهو ما يشير إلى ضعف المبلغ المعروض لمساعدة اليونان من صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي حيث تتضمن الخطة منح اليونان 45 مليار يورو).


كما حقق الدولار الأسترالي ارتفاعًا ملحوظًا مستفيدًا من تراجع تجنب المخاطرة حيث تخلصت العملة من ضغط البيع الذي تعرضت له بالأمس، بينما تمكن الإسترليني من الصعود بواقع 50 نقطة من مستوى 1.5368 إلى 1.5414 كرد فعل مباشر لهذه الاخبار، إلا أنه عاود التراجع مرة ثانية إلى مستوى 1.5380. ومن المرجح أن عمليات جني الأرباح كانت هي السبب وراء معاودة الهبوط.


جدير بالذكر أن نتائج اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي كانت هي صاحبة التأثير الأقوى على تعاملات الفترة الأسيوية حيث جاءت النتائج مبالغة في التفاؤل والاندفاعية لتؤكد على أن النظرة المتوافرة لدى البنك المركزي في الوقت الراهن فيما يتعلق بتطلعات الاقتصاد الأسترالي بصفة عامة، وتطلعات النشاط التجاري بصفة خاصة، تشجع على القناعة بأن بنك أستراليا مقدم على رفع جديد للفائدة في اجتماع إبريل الجاري. ومن الجدير بالذكر أن الرفع المتوقع للفائدة الأسترالية يعتبر خطوة في الطريق إلى استعادة الأوضاع الطبيعية للسياسة النقدية. علاوة على ذلك، أكدت نتائج اجتماع بنك أستراليا أن تطلعات النمو لعام 2010 تؤكد أن الاقتصاد الأسترالي يسير في الطريق الصحيح.


وعلى الرغم من أن معظم العوامل التي ساعدت على الارتداد الاقتصادي الأسترالي المحقق مؤخرًا كانت نتيجة للانتعاشة التي حققها أكبر الشركاء التجاريين لأستراليا، تضمنت النتائج الصادرة ليلة أمس عن البنك المركزي أنه لا وزالت هناك مخاوف حيال خطر لازال قائمًا على الاقتصاد يتمثل في إمكانية أن يؤدي التباطؤ في أداء الاقتصاد العالمي إلى تراجع أسترالي علاوة على مخاوف اليونان التي تسيطر على أسواق المال العالمية والتي من الممكن أن تضر بالاقتصاد الأسترالي أيضًا. كما علقت النتائج على التناقض الكبير الحاصل في ارتفاع أسعار المنازل الأسترالية في الوقت الذي هبطت فيه موافقات الرهن العقاري. نتيجةً لما جاء في تصريحات البنك المركزي، ارتفع الدولار الأسترالي بواقع 20 نقطة مع الفشل في اختراق المقاومة العنيدة عند مستوى 0.8290/ 0.8310 معاودًا الهبوط مرة ثانية إلى مستويات أقل.


هذا وتخلو الساحة من البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم مما يترك المجال مفتوحًا أمام صانعي السياسة النقدية ليمارسوا هوايتهم في إحداث تذبذب في سوق العملات حيث ننتظر حديث برنانك وشهادة جيثنر، وزير الخزانة الأمريكي أمام مجلس النواب الأمريكي اليوم بخصوص حالة ليمانز.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image