الدولار النيوزيلاندي يتأخر عن اللحاق بركب الارتفاع ( تعليق السوق)

تعليق السوق :

جلسة جديدة و تداول نطاق ضيق بقدر نسبي خلال التداولات الأسيوية في ظل عدد متضائل من البيانات الاقتصادية التي لم تفلح في تحديد اتجاه السوق ، هذا ما كان عليه السوق ليلة الأمس . إلا أن أحد الأمور التي لا يمكن أن نغفلها هو النجاح الذي أحرزته مزايدة سندات الخزانة اليونانية لمدة 6 شهور و لمدة 12 شهراً ( و التي سجلت ارتفاع بنحو 4.55% و 4.85% على التوالي )، الأمر الذي شكل عاملاً للحيلولة دون انزلاق الزوج ( يورو/دولار) نحو مستوى الدعم 1.35 . من ناحية أخرى تراجع الزوج ( دولار/ين) خلال بدء جلسة التداول الأوروبية إلا أنه سرعان ما عكس اتجاهه عقب ما تردد من أنباء حول أن مجموعة من أعضاء الحزب الديموقراطي الياباني قد تصدقو على قرار يدعو إلى المزيد من سياسة التسهيل النقدي ، بهدف الإبقاء على معدل التضخم الذي يستهدف المستوى 2% و لضمان إبقاء الزوج ( دولار/ين) عند المستوى 120 .

كما تردد أن برنانك و باقي القائمين على السياسة النقدية للبنك الفيدرالي قد وضعوا في عين اعتبارهم ضبط نبرة تصريحاتهم فيما يتعلق بإمكانية الإبقاء على معدل الفائدة دون تغير لفترة ممتدة . و على صعيد جلسة التداول الأمريكية ليوم الأمس فقد سجل العجز التجاري الأمريكي اتساعاً بنحو -39.7 مليار دولار في حين جاءت قراءة الميزان التجاري الكندي على النقيض لتسجل فائضاُ للشهر الخامس على التوالي حيث تقدم المؤشر بنحو 1.4 مليار دولار كندي، ليتراجع الزوج ( دولار أمريكي/دولار كندي ) في الساعات الأولى من جلسة التداول الأسيوية ليوم الأمس .

أما عن أكثر العملات الأساسية التي شهدت اضطراباً كبيراُ خلال تداولات ليلة الأمس فكانت العملة النيوزيلاندية و التي تدهورت بقدر ملحوظ في ظل الانخفاض الذي سجلته مبيعات التجزئة النيوزيلاندية حيث انخفض المؤشر بنحو 0.6% على أساس شهري ، كما تراجعت المبيعات باستثناء مبيعات السيارات بنحو -0.9% على أساس شهري أيضاً ، الأمر الذي يعكس بدوره ما تشهده الأسر من تدهور في الإنفاق بسبب انخفاض نمو الأجور و توقعات النمو الاقتصادي غير الأكيدة . ليتزامن ذلك مع الاستقرار الأخير الذي يشهده انتعاش قطاع الإسكان ، و بالتالي فإن البنك الاحتياطي النيوزلاندي قد يبقي على معدلات الفائدة دون تغير و حتى منتصف العام الجاري . أما في حالات استمرار تأزم الأمور بحدوث المزيد من التراجع في البيانات الاقتصادية للبلاد فإن البنك قد يؤخر من تطبيق سياسة التشديد النقدي .

و من جانبه فقد جاءت العملة السنغافورية لتشهد ارتفاعاً خلال تداولات ليلة الأمس مستفيدة من البيانات الإيجابية و التي كان مفادها التحول التدريجي في معدلات الفائدة لترتفع من جديد عن مستوى الصفر للمرة الأولى في تاريخ السياسة النفدية السنغافورية. هذا و قد أعلنت لجنة السياسة النقدية لسنغافورة في البيان المصاحب لقرار الفائدة أن الانتعاش الاقتصادي للبلاد جاء أفضل مما كان متوقعاً في بدء هذا العام ليتزامن ذلك مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال الربع الأول من العام الجاري . كما جاء في البيان لتلك التصريحات أن سوق العمل و معدل نمو الأجور يمضي قدماً بالفعل لبلوغ ذروته خلال هذا العام . هذا و قد كشفت البيانات عن ارتفاع توقعات الانتعاش بنحو 32.1% على أساس ربع سنوي مقابل التقديرات السابقة البالغة -2.8% ، أما عن المعدل السنوي للنمو فقد سجل ارتفاع بنحو 13.1% . و من ثم فإن تلك الخطوة التي اتخذتها لجنة السياسة النقدية السنغافورية قد تُعد أكثر الأمور مفاجئة مما يذكي الحديث بدوره عن ارتفاع قيمة اليوان الصيني .