شهية المخاطرة يعوزها البريق اليوم (تعليق السوق)

اتسمت فترة التداول الليلية بالسكون مع صدور القليل من البيانات الاقتصادية التي من شأنها توجيه الثقة وتحديد اتجاه السوق. ومع مستهل الفترة، طرأ على اليورو ارتفاع طفيف نتيجة لما تبقى من اتجاهه الصاعد يوم الجمعة الماضية، إلا أنه ارتفع بالكاد إلى المستوى 1.37 مقابل الدولار الأمريكي قبل أن يعكس اتجاهه من جديد. ومن جانبه، سجل مؤشر الإنتاج الصناعي الألماني قراءة دون توقعات السوق، ليرتفع بواقع 0.6% مقابل التوقعات التي كانت تتنبأ بـ1.0%، والقراءة السابقة البالغة 1.6%، ليسهم في فقدان اليورو بعض من بريقه، فيما صعدت تحذيرات وكالة التصنيف الائتماني "موديز" بشأن البنوك البرتغالية من هبوط الين. ومن جديد، كان الجنيه الإسترليني الأسوأ أداء عقب تصريحات باركر- عضو لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، ليخضع مرة أخرى إلى مزيد من الضغوط خلال الفترة الآسيوية.

وقد أوضح تقرير صادر عن وكالة التصنيف الائتماني موديز أنه بمجرد سحب الدعم "الاستثنائي" لبنوك إنجلترا، فمن الممكن أن تواجه بعض المؤسسات المالية تصنيفًا منحدرًا بشأن الديون والودائع، وذلك إذا ما عجزت على تحسين قدرتها وقوتها الذاتية. وتمثلت ردة فعل السوق في تجميع مزيدًا من الضغوط على الجنيه الإسترليني، فيما أدرك متداولي الفترة الآسيوية أيضًا مدى ضعف القراءات التي لحقت بالبيانات البريطانية. وسجل مؤشر RICS لميزان أسعار المنازل قراءة أدنى من توقعات السوق التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 30، في حين سجلت اقراءة الحالية 17 فقط. كما روجعت القراءة السابقة على انخفاض بواقع 31. وبات واضحًا أن هذه البيانات قد تسربت عبرصحيفة وول ستريت جورنال التي حازت على هذه القراءة قبل صدورها. وأفاد الناطق باسم معهد RICS أنه من المحتمل أن تستمر الارتفاعات الكبرى (في أسعار المنازل) في الانخفاض، وهو ما يعكس أن المعروض الجديد بدأ يفوق حجم الطلب.

وفيما جاءت قراءة مبيعات التجزئة الصادرة عن جمعية التجزئة البريطانية جيدة بواقع 2.2% على أساس سنوي بغض النظر عن المتاجر التي توسعت أو أُغلقت، و4.5% على أساس سنوي من حيث إجمالي المبيعات، اتضح أن هذه المقارنة السنوية اتسم تأثيرها الأساسي بالضعف، فيما كان للمناخ الأثر الأكبر في ارتداد شهر يناير. وبصورة عامة، أثمرت هذه القراءة عن نتيجة إيجابية على نحو ضئيل، حيث هبط الإسترليني إلى المستوى 1.50 فقط مقابل الدولار الأمريكي 0.9075 مقابل اليورو.

ومن المفكرة الاقتصادية، جاءت الفئة الثانية من البيانات الأسترالية على نحو أفضل من توقعات السوق، حيث ارتفع مكون NAB لظروف الأعمال إلى المستوى 8 مقابل القراءة السابقة البالغة 3. وارتفع أيضًا مؤشر ثقة الأعمال إلى المستوى 19 مقابل القراءة السابقة البالغة 15، ليرتد من جديد إلى المستويات المرتفعة التي كان عليها خلال شهر نوفمبر الماضي. علاوة على ذلك، اوضحت إعلانات الوظائف الأسترالية ارتدادًا قويًا خلال شهر فبراير، وذلك مقابل هبوط شهر يناير المباغت، ليرتفع المؤشر إلى 19.1% على أساس شهري وهو المعدل الأعلى بالنسبة للمؤشر خلال العام، وهو ما يوضح أن قراءة شهر يناير المحبطة لم تكن إلا حدثًا مؤقتًا. وبالنظر إلى بيانات البطالة الأسترالية والمنتظر صدورها يوم الخميس المقبل، أطلقت بيانات إعلانات الوظائف شرارة الحديث عن احتمالية أن يفضي ارتفاعها إلى حدوث قفزة كبيرة في عمليات خلق الوظائف (وقد أوضحت عملية مسح أخيرة تنبأ توقعات السوق بخلق 15 ألف وظيفة)، ومن ثم إمكانية حدوث مزيدًا من الهبوط في البطالة. وبالنسبة لسوق العملات، اتسم ارتفاع الدولار الأسترالي عقب صدور هذه البيانات بالخفوت، حيث ارتفع اقتصر الارتفاع على ما بين 10-15 نقطة، ليتوقف بعد ذلك عند المستوى 0.91.

ومن الفترة الأوربية أيضًا، نرى أن مؤشر أسعار المستهلكين السويسري قد سجل ارتفاعًا دون التوقعات بواقع 0.1% مقابل القراءة السابقة البالغة -0.1%. فيما زاد عجز ميزان التجارة البريطاني بمقدار -8.0 مليار إسترليني مقابل القراءة السابقة المراجعة على ارتفاع بمقدار -7.0 مليار إسترليني. وتتسم الفترة الأمريكية أيضًا بهدوءها نسبيًا وخلوها من الأحداث التي من شانها تحريك الأسواق، إذ لا تحتوي المفكرة الاقتصادية إلا على خبر وحيد ألا وهو مؤشر IBD/TIPP لثقة المستهلك. هذا، ومن المقرر أن يدلي إيفانز عضو الاحتياطي الفيدرالي بولاية شيكاغو حديثًا له في وقت لاحق من اليوم.

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image