هل تكون أستراليا أول ضحايا إعادة تقييم اليوان الصيني؟

حركة السعر:
- (الدولار / ين): يخترق المقاومة في أعقاب إثارة مسألة إعادة تقييم اليوان الصيني لقدر كبير من تجنب المخاطرة.
- (الأسترالي / دولار): يقف عند مستوى 91.50 ويستمر في الارتفاع نظرًا للاهتمام المتزايد بشراء الدولار الأسترالي الأعلى عائدًا على مستوى عملات دول مجموعة العشرين.
- (الإسترليني / دولار): يدخل في تذبذب شديد بالقرب من مستوى 1.5200.
- (اليورو / دولار): دعم السياسة النقدية بدول منطقة اليورو لليونان يصل بالزوج إلى 1.3700.


ارتفع اليورو إلى مستوى 1.3700 في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الدعم الفرنسي القوي لليونان في عطلة نهاية الأسبوع الماضي ومقترجات المؤاذرة التي أعلنتها دول منطقة اليورو للبلد المنكوب والتي جاءت على ألسنة مسئولي السياسة النقدية بدول منطقة اليورو والتي دعت إلى تأسيس هيئة أوروبية موحدة للتصنيف الائتماني وتنظيم تعاملات أسواق المال لدول المنطقة والتي من شأنها تولي إدارة وتنظيم التعامل مع المشكلات المالية التي تواجه دول المنطقة. وكان من بين الأفكار المطروحة بهذا الصدد تأسيس نسخة أوروبية من صندوق النقد الدولي تتولى التصنيف الائتماني والمشكلات الخاصة بالمديونيات على مستوى إقليمي بدلًا من ترك الدول لمواجهة مصيرها على المستوى الوطني لكل منها.


وكما أشرنا إلى ذلك من قبل، من خلال التقدم بمقترحات لإنشاء كيانات أوروبية موحدة لتحقيق القدر الأكبر من توحيد السياسات المالية والنقدية، نكتشف أن هناك جهد حثيث يقوم به مسئولو النقد الأوروبيون في سبيل التعامل مع مخاوف الدين الحكومي التي تسيطر على أسواق المال بمنطقة اليورو في الوقت الراهن. ولا زلنا على قناعة بأنه بينما بدأت الضغوط التي يعانيها (اليورو / دولار) على المدى القصير من التراجع، نرى أن العملة الأوروبية الموحدة لا زالت عرضة للمزيد من عمليات البيع نظرًا للشكوك التي تحيط بتحركات العملة في الوقت الحالي، وهو ما يمكن أن يتحقق بصفة خاصة في حالة عدم إظهار المفكرة الاقتصادية لتحسن ملحوظ في البيانات الاقتصادية مما يعمل على تفاقم التدهور الذي ينتاب ديناميات فجوة العجز المالي التي تلتهم اليورو كالطاعون منذ بداية العام الجاري. وحتى الآن وعلى الرغم من كل ما سبق، يبدو وأن الزوج بدأ في الاستقرار بالقرب من منطقة 1.3400/ 1.3600 مع إمكانية تكوين اتجاه مضاد بالارتفاع إلى مستويات أعلى هذا الأسبوع.


في غضون ذلك، صرح محافظ بنك الصين الشعبية، زهاو، بأن ربط اليوان الصيني بالدولار الأمريكي كان طريقة غير اعتيادية تبناها البنك المركزي في أوقات غير عادية. على الرغم من ذلك، لم يحدد زهاو في تصريحه التوقيت الذي ستعمد فيه الصين إلى إعادة تقييم اليوان الصيني. في نفس الوقت، تركز اهتمام مسئولي النقد في بكين على المخاوف التي تتزايد حيال تفاقم فقاعة الإسكان في المراكز الحضرية في البلاد. ففي شنجهاي على سبيل المثال، وصل سعر الوحدة السكنية التي تحتوي على غرفيتن نوم إلى مستويات أسطورية ليقترب من 200 ألف دولارًا في حين لا يتجاوز متوسط الدخل للفرد 5 آلاف دولارًا. على كلٍ، يتخوف مسئولو النقد في الصين من الإنطلاق إلى إعادة تقييم اليوان من الممكن أن ينعكس سلبًا على قطاع الصادرات الصينية الذي يعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد الصيني مع التخوف من إمكانية أن تؤدي إعادة تقييم العملة إلى إعاقة النمو الصيني من خلال جعل الصادرات أقل قدرة على المنافسة في الاسواق العالمية.


ويرجح بعض المحللين أنه من الممكن أن يلجأ الصينيون إلى ربط اليوان بسلة عملات، وهو الخيار الذي يتسم بقدر كبير من الذكاء الذي يمثل تسوية بارعة للمشكلات التي قد تنتج عن فك الارتباط بين اليوان والدولار الأمريكي وإعادة تقييم العملة الصينية حيث يمكن التوصل إلى حل مشكلتين أساسيتين في نفس الوقت من خلال ربط اليوان بسلة عملات، هما مشكلة معوقات النمو الاقتصادي ومشكلة تضخم أسعار الأصول. جدير بالذكر أن المستفيد الأول والأكبر من رفع سعر صرف اليوان الصيني هو الين الياباني حيث تعتبر اليابان هي الشريك والمنافس الأول للصين في الأسواق العالمية. ومن الممكن أيضًا، كنتيجة منطقية لارتفاع اليوان المحتمل، أن ترتفع أسعار الأصول الصينية المملوكة للشركات اليابانية في إطار أي من سيناريوهات رفع سعر صرف اليوان مع إمكانية كبيرة لأن يكتسب المنتج الياباني قدرة أكبر على منافسة المنتج الصيني.


جدير بالذكر أن الضحية الأولى والأكثر تضررًا من رفع قيمة اليوان الصيني في واقع الأمر هي أستراليا التي من المرجح أنها ستعاني الأمرين من التقييد النقدي الصيني. وقد تعودنا أن أي إعلان عن نمو النشاط الاقتصادي في الصين يقوم على الفور بتوفير قدر كبير من الدعم للدولار الأسترالي الذي تعتمد العملة الأسترالية لسنوات طويلة على الطلب الصيني على السلع والمنتجات الأسترالية أحد المحركات االأساسية للارتفاع. مع ذلك، استمر زوج (الأسترالي / دولار) في الارتفاع على مدار التعاملات الليلية في أعقاب استيعاب السوق للتصريحات الثورية التي أطلقها محافظ بنك الصين حيث انتقل اهتمام المتداولين إلى شراء الدولار الأسترالي، العملة الأعلى عائدًا بين دول مجموعة العشرين، التي بلغ عائدها 4%. من جهةٍ أخرى، من الممكن أن تعمل بيانات البطالة الأسترالية على ضبط إيقاع تداول (الأسترالي / دولار) إذا ما حدثت أي زيادة مفاجئة في معدل البطالة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image