قفزة الدولار عقب بيانات التوظيف الأمريكية

هبطت الوظائف بالقطاع غير الزراعي بنحو 36 ألف في فبراير، الأمر الذي انطلاق الدولار. وفي ظل توقعات الأسواق بوصول الخفض في الوظائف إلى -150 ألف، فقد تم النظر إلى هذا الانخفاض الضئيل على أنه شيء إيجابي للغاية. وعلى الرغم من ضعف بيانات التوظيف وتحذيرات " لاري سمرس" المستشار الاقتصادي للرئيس أوباما من خسائر كبرى بالوظائف، تجنب الاقتصاد الأمريكي الوقوع في براثن الضعف الشديد لسوق العمل. ولم تتسبب العاصفة الثلجية في تدهور سوق العمل. وفي الواقع، اشترى التجار الدولار بحدة، لأن نظرتهم حتى بدون العاصفة الثلجية، فمن المحتمل أن يعود نمو الوظائف مرة آخرى.

وما يعد مشجعًا في تقرير الوظائف هو ارتفاع وظائف قطاع الخدمات الأمريكي. كما ظهر نمو الوظائف في قطاع الخدمات خلال ثلاثة من الأربعة أشهر الماضية. واستمرت قوة التوظيف المؤقت، مما يعد علامة على تدهور سوق العمل. وتفضل الشركات العمالة المؤقتة في المراحل الأولى من النمو في سوق العمل، والعمالة الدائمة بمجرد استقرار الوضع الاقتصادي. وتجدر الإشارة إلى مساهمة قطاعات التعليم و الرعاية الصحية في زيادة الوظائف. علاوة على ذلك، أدت بيانات التوظيف الإيجابية إلى استقرار معدل البطالة عند 9.7%، ولكن لسوء الحظ لا تعد بيانات التوظيف إيجابية بشكل واضح. هذا، وقد ازدادت الوظائف بالقطاع الصناعي بواقع ألف وظيفة، كما تراجع متوسط الدخول بالساعة إلى 1%، ومتوسط ساعات العمل الأسبوعية إلى 33.9 إلى 33.8.

ومع هدوء الأسواق من عدم تراجع الوظائف بأكثر من 50 ألف، فمن المتوقع أن يستمر الدولار مقابل الين الياباني. وعلى الرغم من ارتفاع الدولار المبدئي مقابل اليورو، إلا أن هناك احتمالات بأن تؤدي شهية المخاطرة إلى اندفاع الزوج إلى المنطقة الإيجابية. وإذا تتبع الفيدرالي تلك القراءات - كما هو المتوقع- فمن المحتمل أن تعطي تلك القراءات للفيدرالي سبب آخر للاستمرار في عودة السياسة النقدية إلى مسارها الطبيعي.

من المقرر صدور مبيعات التجزئة الأسبوع المقبل، والخوف من تأثير تلك العاصفة الثلجية على انفاق المستهلكين. وعلى الرغم من إعلان تجار التجزئة عن ارتفاع المبيعات، إلا أن الاقتصاديون قد توقعوا ضعف معدلات الاستهلاك. وفي أعقاب ظهور بيانات التوظيف، فمن المتوقع أن يظهر انفاق المستهلكين أفضل من المتوقع، خاصة مع إعلان المجلس الدولي لمراكز التسوق ارتفاع كبير في مبيعات التجزئة منذ أواخر 2007.