ماذا بعد ظهور البيانات الأمريكية ؟

شهدت بيانات التوظيف الأمريكية و التي صدرت اليوم الجمعة تراجعاً على غير المتوقع بنحو 20 ألف في يناير و ذلك في أعقاب القراة السابقة و التي تمت مراجعتها لتسجل انخفاض بنحو 150 ألف ، في حين تراجع المعدل السنوي للبطالة مسجلاً 9.7% و ذلك مقابل قراءة شهر ديسمبر البالغة 10.0% تزامناً مع تراجع معدل الباحثين عن فرص للعمل .

هذا و قد كشف التقرير عن ارتفاع التوظيف في قطاع التصنيع بواقع 11 ألف على أساس شهري ، ليتزامن ذلك و التقدم الذي أحرزه التوظيف في القطاع الخدمي و البالغ 48 ألف ، في ظل تراجع التوظيف الحكومي بنحو ثمانية ألاف مقابل تراجعه خلال شهر ديسمبر الماضي بواقع 27 ألف . في الوقت نفسه ، ارتفع معدل دخل الفرد في الساعة على أساس سنوي مسجلاً 2.5% مقابل القراءة السابقة المراجعة و البالغة 2.4% ، في الوقت الذي حقق فيه مؤشر ساعات العمل الإسبوعية ارتفاعاً طفيفاً بنحو 33.3 مقابل القراءة السابقة و المسجلة 33.3. فالبيانات جاءت بدورها لتعزز من تدهور إنفاق القطاع الخاص تزامناً مع الأسر التي لا تزال تواجهة مشكلة تدهور سوق العمل و المقترن بأوضاع الائتمان المتشددة ، وكذلك مؤسسات الأعمال و التي من المرجح أن تبقي على ما لديها من معدل إنتاج و توظيف في ظل صانعي السياسة النقدية الذين لا يزالون يرون خطراً محدقاً بطول أمد الانتعاش .

و عن البنك الاحتياطي الفيدرالي و الذي أعرب في اجتماعه الذي تم انعقاده في ينابر الماضي عن أن إنفاق الشركات قد بلغ ذروته بالفعل إلا إنهم لا يزالون غير محبذين لتوسيع قاعدة قوى العمل لديهم، كما واصل البنك المركزي تعهده بالإبقاء على تكاليف الإقراض عند أدنى مستوى لها و لفترة أطول حيث يطمح البنك إلى تعزيز استدامة التعافي الاقتصادي . و على الرغم من ذلك إلا أن لجنة الاحتياطي الفيدرالي قد بدأت في التراجع عن تدابيرها التحفيزية ، و من ثم فإن البنك قد يواصل محاولته لإعادة سياسته إلى نصابها الطبيعي لما كانت عليه قبل بدء الأزمة خلال العام الجاري كما سيسعى صانعي السياسة النقدية إلى الموازنة بين مخاطر النمو و مخاطر التضخم .

و على صعيد الزوج ( يورو/دولار) فقد تعثر في أعقاب البيانات المحبطة لتواصل موجة الإحجام عن المخاطرة التحكم في تحركات السوق لليلة الأمس، إلا أن الزوج قد تمكن من القفز من جديد . لكن سعر صرف الزوج قد تراجع بشكل طفيف خلال الوقت الراهن ، و من ثم فمن المرجح أن تواصل عملة الاحتياطي ( الدولار) استقرارها خلال جلسة التداول الأمريكية في ظل تراجع شهية المخاطرة لدى المتداولين.

 

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image