كيف يتصرف تريشيه مع كارثة اليونان؟ الإجابة بعد قليل في بيان الفائدة (تعليق السوق)

كانت فترة التداول الأسيوية تتسم بتنوع المستويات بين انخفاض وارتفاع لأزواج العملة الرئيسة مع خسائر للدولار الأمريكي الذي تراجع على مدار الفترة وحتى وقت الإغلاق. كان الإسترليني هو الفائز الأكبر بين باقي العملات الرئيسة مقابل الدولار حيث تلقت العملة الدعم من التطلعات الاقتصادية الإيجابية التي جاءت على لسان سينتانس، عضو لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا متبوعةً بتصريحات متفائلة انطلق بها العضو باركر. كان سينتانس قد صرح بأن برامج شراء الأصول والتسهيل النقدي قد آتت أُكُلَها وحققت الأهداف المرجوة منها بنسبة كبيرة وأن الوقت قد حان لتبني سياسة "التمهل وانتظار النتائج النهائية" وعدم اللجوء إلى أي زيادة لقيمة هذه البرامج في الوقت الراهن. ساعدت هذه التصريحات زوج (الإسترليني / دولار) على الارتفاع إلى مستوى 1.6300. إضافةً إلى ذلك، ظهرت نتيجة تقديرات الناتج الإجمالي المحلي للمملكة المتحدة الصادرة عن المعهد القومي للدراسات الاقتصادية والاجتماعية لشهر ديسمبر والتي أشارت إلى نمو الاقتصاد البريطاني بواقع 0.3% (على الرغم من تسجيل القراءة السنوية لأقل المستويات منذ عام 1921). كما ظهرت عمليات شراء مكثفة على الإسترليني التي تمت بصلة كبيرة لعمليات الدمج والاستحواذ التي تقوم بها الشركات علاوة على عمليات الشراء التي قام لها أفراد.


وعلى صعيد اليورو، فكان الأداء مهلهلًا يستم بالضعف الشديد نظرًا لظهور العديد من العناوين الرئيسة والأنباء السلبية التي حالت دون ارتفاع العملة الأوروبية الموحدة. كان أول هذه الأنباء ما تردد عن أرباح بنك سوسيتيه جينيرال من تحذيرات تشير إلى إمكانية تسجيل نتائج سلبية، وهو ما تسبب في زوال البريق الذي تمتع به أداء زوج (اليورو / دولار) أثناء الصعود إلى مستوى 1.46 علاوة على القراءة السلبية للناتج المحلي الإجمالي الألماني التي أسفرت عن قراءة لم تتمكن من دعم العملة. إضافةً إلى ما سبق، كانت هناك مجموعة من العوامل السلبية التي اجتمعت في التأثير على اليورو مشكلةً ضغوطًا كبيرة حالت دون تقدم العملة وهي العوامل ذات الصلة بتعثر اليونان في سداد الدين الخارجي وتضخم االدين الحكومي وتسجيل أكبر نسبة عجز مالي على الإطلاق وسط حديث تردد في أروقة المركزي الأوروبي حول إعادة هيكلة الدين اليوناني في الوقت الذي أطلقت فيه وكالة موديز للتصنيف الائتماني صافرات الإنذار محذرةً من الاقتصاد اليوناني يعاني من "الموت البطيء" في حالة عدم البدء الفوري في إجراءات إصلاح مالي صالحة لمواجهة هذا التحدي القائم. كما ترددت الشائعات حول إمكانية أن تقوم اليونان بانسحاب اختياري من عضوية الاتحاد النقدي الأوروبي على الرغم من تصريحات رئيس وزراء اليونان، باباندرويس، التي أكد فيها أن بلاده لن تنسحب من عضوية الاتحاد وأنها لن تلجأ إلى طلب أي مساعدات من صندوق النقد الدولي.


وعلى صعيد الولايات المتحدة، أوضح تقرير البيجبوك أن 10 من إجمالي الـ12 منطقة التي يقيس التقرير أداء النشاط الاقتصادي بها سجلت تحسنًا ملحوظًا على الرغم من بقاء قطاع التوظيف على نفس حالة الضعف والضغوط التي يتعرض لها الأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة مع استمرار حالة من الحذر الشديد لدى المستهلكين حيال الإنفاق الذي يمثل ما يزيد على ثلثي الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. كما صدر أحد التقارير المفرطة في التفاؤل والتي تشير إلى إمكانية رفع الفائدة الفيدرالية في يونيو القادم مع التوسع في قاعدة التمويل الفيدرالي مما أسهم إلى حدٍ بعيد في ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية على حساب الدولار الأمريكي. وعلى الجانب السلبي، سجل عجز الموازنة الفيدرالية 91.9 مليار دولارًا في ديسمبر الماضي مقابل قراءة نفس الشهر من العام الماضي التي سجلت 52 مليار دولارًا.


كما تركز الاهتملام على مدار التعاملات الليلية بالأمس في إطار الفترة الأسيوية على بيانات التوظيف الأسترالية حيث نجح الاقتصاد الأسترالي في إضافة 35 ألف وظيفة جديدة في ديسمبر ليتجاوز مراجعة القراءة السابقة اليت أشارت إلى 31 ألف وظيفة أضافها الاقتصاد في الشهر السابق، نوفمبر، علاوة على تجاوز التوقعات التي أشارت قبيل ظهور النتيجة إلى ارتفاع لا يتعدى الـ 10 آلاف وظيفة. وعلى الرغم من أن معظم هذه الوظائف تم توفيرها في قطاع نصف الدوام ( 27.9 ألف وظيفة نصف دوام مقابل 7.3 ألف وظيفة دوام كامل)، إلا أن اتجاهات المخاطرة تجاهلت هذا الاعتبار تمامًا مما عمل على إعطاء دفعة كبيرة للدولار الأسترالي. كما هبط معدل البطالة الأسترالية إلى 5.5% مقابل القراءة السابقة المراجعة التي سجلت 5.6% وأقل بكثير من التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى 5.8%. وقبيل صدورهذه النتائج، كانت توقعات رفع الفائدة الأسترالية في فبراير القادم ترجح لجوء بنك الاحتياطي الأسترالي لرفع الفائدة الأسترالية بنسبة 70%، إلا أنه في أعقاب ظهور البيانات الإيجابية للتوظيف بالبلاد ارتفعت توقعات رفع الفائدة إلى 75% . كانت هذه الأخباربمثابة إشارةالبدء للدولار الأسترالي حيث انطلق إلى القمة بواقع يترواح ما بين 40 و50 نقطة مقابل الدولار الأمريكي، بينما ارتفع إلى حدٍ أبعد من ذلك مقابل الين الياباني.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image