هل جاء الوقت لنودع الإسترليني ؟

في أعقاب الارتفاع الحاد للدولار يوم الجمعة نتيجة ظهور بيانات التغير في الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي بأفضل من المتوقع، بدأت الأزواج الرئيسية في حركات عرضية في بداية الأسبوع. ومع ذلك، لايزال الجنيه الإسترليني في المرتبة الأخيرة في أعقاب صدور مقال بـ British daily يشير إلى احتمال تدني مرتبة الاقتصاد البريطاني من المراتب العشر الأولى ببداية عام 2015.


وأشار " شون اوجرادي " كاتب بصحيفة الـ Independent البريطانية " يبدو أن بريطانيا ستقع في مصيدة الهبوط إلى المرتبة التالية من " عصبة الاقتصادات الدولية الرائدة " خلال السنوات القليلة المقبلة، ومن ثم تأثر الوضع الدبلوماسي للدولة وتلقيها لضربة قاصمة على الصعيد الدولي. ووفقا للتحليل الصادر عن مركز البحوث الاقتصادية وبحوث الأعمال، سيؤدي الركود في السوق البريطاني و زيادة النمو بالدول النامية إلى تدني مرتبة المملكة المتحدة إلى المرتبة 11 في الاقتصادات العالمية بحلول عام 2015.


وفي أعقاب ارتفاعها بصعوبة إلى المرتبة الرابعة في بداية العقد، إلا أن الكساد أوضح تفوق العديد من الدول على المملكة المتحدة مثل الصين و إيطاليا و فرنسا، ومن المحتمل أن تتزداد الأمور سوءً بالمملكة المتحدة.


وعلى الرغم من تركيز " شون " بالأساس على الخسائر في الوضع السياسي والدبلوماسي، إلا أن أسواق العملات ركزت على الآثار الاقتصادية السلبية المحتملة لهذا الأمر، ومن ثم الخسارة المحتملة للإسترليني إذا تأكد هذا السيناريو. ومن المرجح أن يعاني زوج (الإسترليني / دولار) كثيراً من أي ارتفاع في الدولار حيث لايزال الاقتصاد البريطاني - الذي يعتمد بالأساس على القطاع المالي - عرضة لمزيد من المصاعب الائتمانية في دبي وكذلك للارتداد الحاد في أسواق المال العالمية. وتؤكد أنباء اليوم على المشاكل الهيكلية التي يعاني منها ثيران الإسترليني.


وعلى الرغم من حزمة المصاعب التي تواجه الاقتصاد البريطاني وظهور البيانات الاقتصادية الأسبوع الماضي على نحو متأرجح - غير سلبية بشكل عام - إلا أن زوج (الإسترليني / دولار) لايزال يتسم بمرونة ملحوظة. ومع ذلك، من المحتمل أن يتعرض الإسترليني لمزيد من الضعغوط إذا جاءت بيانات الانتاج الصناعي والتصنيعي وكذلك بيانات الميزان التجاري محبطة هذا الأسبوع. هذا، وقد حافظ الإسترليني على مستوى الدعم طويل الأجل عند 1.6400 خلال الستة أسابيع الماضية. فإذا انكسر ذلك المستوى، فمن المحتمل أن يندفع زوج (الإسترليني / دولار) ليختبر مستوى 1.6000 حيث بدأت تتزايد المخاوف حول الأداء الاقتصادي بالمملكة المتحدة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image