البنك المركزي الأوروبي : مضى عصر التسهيلات غير المحدودة

ارتفع زوج (اليورو/ دولار) إلى مستوى 1.4900 في أعقاب تصريح " تريشيه " رئيس البنك المركزي الأوروبي باحتمال تقلص التدابير غير التقليدية بشكل منظم، حيث بدأت الأوضاع الائتمانية بمنطقة اليورو في العودة إلى وضعها الطبيعي. هذا، وقد فاجأت تلك التصريحات المتطرفة لـ " تريشيه " الأسواق والتي توقعت أن يكرر " تريشيه " نفس التصريحات التي أدلى بها خلال الأسابيع الماضية.

وصرح " تريشيه " فيما يتعلق بتقييم البنك المركزي للأوضاع الاقتصادية الحالية قائلاً " تحسنت معدلات النمو ولكنها لاتزال منخفضة، كما ظلت توقعات التضخم ثابتة تقريباً ". ومع ذلك، تعد تلك التصريحات إشارة عارضة إلى إزالة التدابير التحفيزية منها برامج شراء السندات و تسهيلات الإقراض غير المحدودة والتي أدت إلى ارتفاع العائد على سندات الخزانة الألمانية بواقع 5 نقاط أساس، في حين اندفع اليورو نحو مستوى 1.4900.

ويبدو أن البنك المركزي الأوروبي لا يُعري اهتماما لارتفاع اليورو مقابل الدولار. كما أعرب " تريشيه " عن دعمه للدولار و كرر التصريح ذاته عن حقيقية أن البنك المركزي الأوروبي لا يريد مشاهدة تذبذبات كبيرة بأسواق العملات، ولكن لم تنطوي تصريحاته على ما يتعلق بقوة اليورو.

كما ذكر " تريشيه " أن الطلب الاستهلاكي بمنطقة اليورو لايزال يتسم بالضعف، والدليل على ذلك هو هبوط مبيعات التجزئة الأوروبية بواقع -0.7% في سبتمبر، مما يشير إلى حذر تريشيه بشأن التطلعات الاقتصادية.

وعلى وجه العموم، تشير نبرة المؤتمر الصحفي الأوروبي اليوم إلى شعور البنك المركزي باستقرار الأوضاع الاقتصادية بمنطقة اليورو رغم بقاء معدلات النمو منخفضة، ومن ثم تعد التدابير النقدية الحالية ملائمة. ومع ذلك، فعلى خلاف السلطات النقدية الأمريكية، رأت السلطات النقدية الأوروبية قضية استقرار الأسعار هامة كمثل أهمية النمو الاقتصادي، ومن ثم احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بالإسراع في رفع الفائدة عن الاحتياطي الفيدرالي.

وظهرت اليوم أنباء إيجابية عن سوق العمل الأمريكي حيث هبطت إعانات البطالة بنحو -20 ألف لتصل إلى 512 ألف مقابل التوقعات بـ 522 ألف، مما أعطى دفعة لشهية المخاطرة ببداية الفترة الأمريكية. وستنتقل الأضواء إلى بيانات الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي الأمريكي غداً، وإذا ارتفعت تلك القراءات إلى أعلى على نحو مفاجيء فمن المحتمل أن ترتفع العملات ذات العائد المرتفع، وأن يرتفع زوج (اليورو/ دولار) إلى مستوى 1.5000 ، حيث بدأت تثق الأسواق في صمود التعافي الاقتصادي. وحتى الآن، نعتقد باستمرار الحركة العرضية للأسواق وانقيادها وفقا لتحركات أسواق الأسهم.