بيانات أمريكية مخيبة للآمال وموقف غامض لبنك كندا. ما الذي ينتظر سوق العملات؟

خيبة أمل أمريكية:

جاءت البيانات الأمريكية اليوم أضعف من المتوقع حيث أظهرت قراءة مؤشر أسعار المنتجين انكماشاً حاداً أكثر من المتوقع لتسجل القراءة 0.6-% مقابل التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى قراءة إيجابية تشير إلى ارتفاع بواقع 0.1%. في نفس الوقت، ارتفعت قراءة بدايات الإسكان بواقع 0.5% فقط ليأتي الارتفاع طفيفاً للغاية حيث سجلت القراءة 590000 وحدة مقابل التوقعات التي أشارت إلى 610000 وحدة. وعلى الأرجح ، جاء تراجع أسعار المنتجين الأمريكيين نتيجةً لانخفاض أسعار الطاقة بصفة أساسية وهو الاتجاه الذي من الممكن أن ينعكس في حالة بقاء أسعار النفط فوق مستوى الـ 80 دولاراً للبرميل لوقت ممتد.


في غضون ذلك، أثبتت بيانات الإسكان خيبة أمل كبيرة يعاني منها القطاع بأكمله في الولايات المتحدة حيث أظهرت القراءات أن 3 من بين 4 مناطق تعرضت لانخفاض مع تحقيق منطقة جنوب الولايات المتحدة فقط لارتفاع في بدايات الإسكان بنسبة 7.1%. وبعد الهبوط إلى أدنى المستويات في سنوات عديدة في إبريل والذي سجلت القراءة فيه 479000، حققت بدايات الإسكان قراءة تعكس ارتداداً إيجابياً ملحوظاً يشير إلى حالة من الاستقرار في قطاع الإسكان في سبتمبر. وعلى الرغم من الأوضاع العامة للقطاع التي أظهرت مؤخراً قدراً لا بأس به من التحسن، إلا أن التقدم في معدل الطلب على المنازل الأمريكية لا زال يفتقر بشدة إلى معزز حقيقي على الرغم من استمرار معدل الفائدة على الرهون العقارية لأجل 30 عاماً لا زال تحت مستوى الـ 0.5%.


جاءت البيانات الأمريكية التي تناولناها تفصيلاً أعلاه لتكون بمثابة إشارة البدء لهبوط (اليورو / دولار) الذي تنازل عن 30 نقطة من المكاسب التي حققها حيث كان يقترب من مستوى 1.5000 الذي كان داعبه أثناء عدة مرات أثناء تعاملات الفترة الأسيوية حيث وصل الفارق بين الزوج والحاجز النفسي، 1.5000، إلى 5 نقاط فقط. مع ذلك، لا زال الزوج يلتمس المحفز إلى الارتفاع في تقارير الأرباح التي ظهرت بالتزامن مع افتتاح تعاملات فترة التداول الأمريكية.

غموض كندي:

في نفس الوقت، ترك بنك كندا معدل الفائدة كما هو عند 0.25% على الرغم من اعتراف البنك المركزي باقتراب سيناريو التعافي من الاكتمال والتحقق في كندا. كما أشار البنك في إطار بيان الفائدة إلى أن ارتفاع الدولار الكندي المبالغ فيه من الممكن أن يطيح بجميع التطورات الإيجابية التي حققها الاقتصاد منذ يوليو الماضي.

وعلى النقيض من البيان المتطرف لنتائج اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي، التزم بنك كندا بموقف محايد لا يعكس وجهة واضحة للسياسة النقدية المستقبلية وذلك، على الأرجح، تفادياً للأثر السلبي المتوقع من ارتفاع العملة حيث كان من الممكن أن تؤدي أية تصريحات قوية إلى المزيد من ارتفاع الدولار الكندي الذي وجد محفزات عديدة اليوم ومنذ بداية يوم التداول مكنته من الوصول إلى مستويات مرتفعة للغاية؛ على سأسها تجاوز النفط لمستوى الـ 80 دولاراً للبرميل. جدير بالذكر أن كندا تخشى ارتفاع الدولار الكندي لأنها من أكثر الاقتصادات حساسيةً للآثار الناتجة عن تحركات سوق العملات وهي الآثاره التي تظهر واضحةً جليةً على التعاملات التجارية بين كندا والولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لها. لهذا السبب وبينما يبدو الاقتصاد الكندي في وضع جيد سائراً في طريقه نحو تحقيق التعافي بسرعة أكبر من ذي قبل مقارنةً بالشريك التجاري الأول والجار الأقرب، الولايات المتحدة، نرى أن بنك كندا من الممكن أن يسعى طوال الوقت لكبح جماح الدولار الكندي لوقت ممتد للحفاظ على التوازن في العلاقات التجارية المميزة مع الولايات المتحدة. نتيجة لهذا البيان المحايد الذي اتسم بالغموض لبنك كندا، ارتفع (الدولار / دولار الكندي) إلى مستوى 1.0380.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image