هل ستدعم تصريحات الفيدرالي المبالغ فيها للدولار ؟

للمرة الثانية خلال اليومين الماضيين قد اتخذ مسئولوا البنك الفيدرالي موقفا أكثر تشددا فيما يتعلق بالسياسة النقدية في محاولة واضحة لدعم الدولار. ففي عرض لمؤتمر الاقتصاديين حذر جيمس بولارد رئيس البنك الفيدرالي بمقاطعة سانت لويس أن الضغوط التضخمية التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي قد تكون أكبر مما تظنه السوق . حيث تحدث عن اجتماع الرابطة الوطنية لاقتصاد مؤسسات الأعمال ، حيث صرح بولارد قائلاً : أن فجوة مخرجات الإنتاج لابد أن تكون أكبر منذ مرحلة الركود التي لم تكن هينة البتة و بالتالي فإن أى تهديدات للتضخم على المدى المتوسط قد تكون غير جديرة بالاهتمام ، و حتى في مواجهة سياسة نقدية توافقية استثنائية . و نحن نعتقد أن هذه التصريحات قد تكون مبالغ فيها فيما يتعلق بسيناريو المخرجات هذا .

جاءت تلك التصريحات إثر 48 ساعة من تصريحات برنانك رئيس الفيدرالي ، حيث نوهت على أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تضع في عين اعتبارها التحول عن سياستها النقدية التوافقية ، في ظل تحسن الأوضاع الاقتصادية ،حيث جاءت تصريحات بولارد لتعزز من الخطوة الجديدة المبالغ فيها و التي قد ينتهجها الفيدرالي في سياسته .فتلك التصريحات الصادرة عن مسئولي لجنة السياسة النقدية الأمريكية عنت بمنتهى الوضوح تقليص التراجع الحاصل للدولار الأمريكي أكثر من الإعراب عن تداعيات التضخم . فالضغوط التضخمية الأمريكية لا تزال خافتة التأثير تزامناً وتقرير أسعار المستهلكين الأمريكي و الذي من المتوقع أن يسجل ارتفاع طفيف بواقع 0.1% على أساس شهري . علاوة على ذلك ، فإن الضغوط التضخمية لمجموعة الدول العظمى الثلاثة لا تزال محدودة. أما عن مؤشر أسعار مبيعات الجملة الألماني و الذي صدر في وقت سابق من صباح اليوم قد سجل قراءة بلغت -0.2% مقابل التوقعات التي سجلت 0.2% فيشير إلى أن الضغوط الانكماشية تفرض سيطرتها الأن أكثر من الضغوط التضخمية على الرغم من مرحلة الذروة التي بلغتها بعض القطاعات في النشاط الاقتصادي .

فعلى المدى القصير يبدو أن البنك الفيدرالي قد وجد عذراً و هو التضخم من أجل نزع فتيل الأزمة بالنسبة للدولار في غياب أى إجراءات من جانب السياسة النقدية . في ظل الأدوات المحدودة التي تبقت تحت تصرفه ، حيث عاودت السلطات النقدية الأمريكية ترديد العديد من التصريحات باعتباره أحد الوسائل للإبطاء من وتيرة التراجع التي يشهدها الدولار .

أما عن تصريحات بولارد المبالغ فيها فقد عززت من وضع الدولار في بدء تداولات الإسبوع على الجانب الصاعد حيث من الملاحظ أنه جنى الكثير من الأرباح مقابل العملات الأساسية الأخرى خلال تعاملات اليوم، إلا أن أى ارتفاع ملموس سوف يشهده الدولارالأمريكي قد يعتمد على المزيد من البيانات الاقتصادية المفاجئة على الجانب الصاعد من خلال المفكرة الاقتصادية الأمريكية و خصوصاً تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية و الذي من المرجح أن يصدر يوم الأربعاء القادم في الساعة 12:30 صباحاً . حيث أن الدولار سوف يبدأ انتعاشه في حالة أن أصبحت السوق قانعة بأن الفيدرالي سوف يتراجع عن سياسته التوافقية المعمول بها حالياً في ظل حالة الانتعاش المشروطة ببعض التحسنات في النشاط الاقتصادي في ظل العام الذي أشرف على الانتهاء .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image