الاسترليني يتدهور و الدولار ينتعش ( تقرير الفترة الأمريكية )

نقاط الحوار:

• الين الياباني: و تراجع في ظل انتعاش الدولار .
• الاسترليني : ارتفاع سعر المصنع للشهر السابع على التوالي .
• اليورو : تراجع الصادرات الألمانية على غير المتوقع .
• الدولار الأمريكي : توقعات برفع برنانك من معدل الفائدة .

الاسترليني يشهد تدهوراً على خلفية تعافي الدولار على الرغم من ارتفاع مؤشر أسعار المصنع .

وقع الاسترليني تحت وطأة ضغط خلال تداولات الأمس حيث تراجع دون المستوى 1.600 على الرغم من ارتفاع مؤشر أسعار المصنع و تقلص عجز الميزان التجاري . و على الرغم من أن ارتفاع الدولار قد أوشك على أن يفقد زخمه إلا أن الاسترليني قد عاود جني الأرباح مقابل الدولار الأمريكي كباقي العملات الأخرى ، نظراً للارتفاع الذي شهده مؤشر أسعار المنتجين بواقع 0.4% على أساس سنوي . إلا أن التكاليف قد ارتفعت في سبتمبر و ذلك للشهر السابع على التوالي بواقع 0.5% ليسجل المؤشر بذلك أعلى ارتفاع له على أساس سنوي في خمسة أشهر . في الوقت نفسه ، فإن تراجع معدل الواردات و التي أثر بدوره في تدهور الصادرات قد أدى إلى تسجيل الميزان التجاري أدنى عجز له منذ العام 2006.

إلا أن هناك تخوفات متزايدة بأن مساعي التسهيل النقدي الخاصة بالبنك المركزي البريطاني قد لا يكون لها صدى كبير على غرار أوضاع الائتمان الخاصة بالمستهلكين و مؤسسات العمل الصغيرة و التي لا تزال متشددة للغاية . حيث عزف البنك المركزي عن القيام بتمديد أياً من مساعيه خلال اجتماعه الذي انعقد يوم الأمس حيث أن القائمين على السياسة النقدية سوف ينتظرون حتى الشهر المقبل تزامناً و صدور تقرير التضخم الربع سنوي مما قد يمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر استنارة . حيث أن شهر نوفمبر المقبل سيشهد أيضاً انتهاء برنامج شراء الأصول الحالي مما سيسمح لصانعي السياسة النقدية بتقييم أثار هذا البرنامج بشكل أفضل . هذا و قد دعى ديفيد بلانشفلاور العضو السابق في لجنة السياسة النقدية إلى المزيد من مساعي التسهيل النقدي من قبل البنك المركزي في ظل تنامي الأخطار المحدقة بالنمو .

هذا و قد شهد اليورو تراجع في وقت مبكر من التداولات مقابل الدولار الأمريكي إلا أنه شهد عروض للشراء على الرغم من التراجع غير المتوقع للصادرات الألمانية . حيث تراجع الطلب من الخارح للمرة الأولي في أربعة أشهر بواقع 1.8%. ليتزامن ذلك و ارتفاع الواردات بواقع 1.1% مما أدى إلى تقلص الفائض التجاري بواقع 8.1% مليار مقابل 14.1 مليار يورو. في الوقت نفسه ، ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي الفرنسي بواقع 1.8% في ظل الاقتصاد الذي لا يزال يظهر علامات تدل على مدى استفادته من النمو الحادث في الربع الثاني من السنة المالية .إلا أن اليورو ربما يلقى دعم في ظل ارتفاع توقعات الفائدة . هذا و قد قفز معدل الفائدة قصيرة الأجل بواقع 99 نقطة لرفع الفائدة خلال الـ 12 شهر المقبلة مقابل تسجيله يوم الأمس 85 . و من المرجح أن يصرح تريشيه اليوم بمدى ضرورة التراجع عن برامج التسهيل النقدي في ظل الاقتصاد الذي يمضي قدما ً للرجوع إلى طبيعته ، هذا و سيعاود تريشيه اليوم حديثه عن ضرورة التراجع التدريجي عن مساعي التسهيل النقدي في ظل الاقتصاد الذي يمضي قدماً إلى مساره الطبيعي .

و على صعيد الدولار الأمريكي فقد شهد أقصى حد من جنى الأرباح في شهرين على ضوء تصريحات بن برنانك رئيس البنك الفيدرالي ، و الذي صرح أن البنك المركزي سوف يستعد لتبني السياسة النقدية المتشددة حال تحسن الاقتصاد بشكل ملحوظ " . جاء ذلك في أعقاب قيام بنك الاحتياطي الاسترالي برفع معدل الفائدة ، لتصبح الأسواق أكثر حساسية إزاء تصريحات صانعي السياسة النقدية الأخرين في ظل التوقعات بأن جميع البنوك المركزية ستلحق بركاب البنك الاسترالي لا محالة . علاوة على ذلك ، فإن هناك تخوفات تجاه معدل التضخم و باالتالي فبمجرد تحسن الاقتصاد الأمريكي فإن لجنة الاحتياطي الفيدرالي سوف تشرع في سحب خططها التحفيزية من السوق. و على الرغم من ذلك إلا أن مؤشر كريدي سويسيه لمعدل الفائدة لا يزال متشدد حيال توقعات الفائدة خلال الـ12 شهر المقبلة و من ثم فإن السياسات المستقبلية للفائدة للبنك الفيدرالي قد تظل دون تغير. أما عن التدهور الحالي في سوق العمل فقد يحول دون بدء سياسة التشديد النقدي على المدى القريب إلا أننا نتوقع أن ترتفع حدة النبرة المبالغ فيها من قبل صانعي السياسة النقدية حيث يطمحون إلى تمهيد الأسواق للتغير في السياسة النقدية. و ذلك العامل قد يكون وحده داعماً للدولار الأمريكي و قد يضع حداً باعتباره عملة احتياطي. و من ثم فسيكون هناك حالة من الترقب للبيانات الاقتصادية مما قد يحدد اتجاه السعر . و اليوم سيصدر تقرير الميزان التجاري الأمريكي و على الرغم من كونه ليس محركاً للسوق إلا أن المستثمرين يولوه اهتماماً كبيراً لمعرفة ما إذا كان تدهور الدولار قد يرفع من الطلب على الصادرات أم على النقيض .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image