مجموعة السبعة الصناعية تتفادى تناول تداولات أسواق العملة بالتعليق (تعليق السوق)

تعليقات السوق:
انصب الاهتمام الرئيس للسوق يوم الجمعة على البيانات الاقتصادية الأمريكية المتمثلة في تقريري االوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي، ومعدل البطالة، وبصورة عامة لم يسجل المؤشرين القراءة المرجوة، حيث فقدت الولايات المتحدة على نحو أسوا من التوقعات 263 ألف وظيفة خلال شهر سبتمبر (وذلك على الرغم من تسجيل مؤشر ADP، ومؤشر إعانات البطالة الأسبوعية لمراجعة أقل بالنسبة للتوقعات)، وطرأ ارتفاع طفيف على قراءة معدل البطالة، لتسجل 9.8% مقابل القراءة السابقة البالغة 9.7%. من ناحية أخرى، يشير الهبوط في معدل المساهمة بواقع 0.3% إلى أنه إذ ما ظل هذا المعدل ثابتًا على مستوى شهر أغسطس، فإن معدل البطالة حينها من المفترض أن يكون فوق 10%. وأظهرت مراجعات بيانات البطالة الأولية الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل حتى شهر مارس هبوطاً وصل إلى 824 ألفًا، أو -0.6%، لتضيف هذه القراءة إلى سلسلة البيانات المحبطة فعليًا، والتي أظهرت أسوأ معدلات لفقد الوظائف في حقبة ما بعد الحرب العالمية.

وعلى مدار نهاية الأسبوع، أخفقت قمة مجموعة السبعة في إذهال الأسواق بأي نوع من الحديث المتعلق بالعملات. وبصورة عامة، ظهرت التصريحات المعتادة التي لم تلق ترحيبًا داخل تحركات معدلات أسعار الصرف المضطربة والمتذبذبة على نحو مفرط، والتي كان لها تأثير مناوئ على الاستقرار المالي والاقتصادي. ورحب قادة القمة بالتزام الصين المستمر في التحرك صوب المزيد من معدلات أسعار صرف العملات المرنة، مع الرفع المستمر ضمنيًا لليوان الصيني بصورة فعلية، (مع التنويه إلى أن يي جانج نائب محافظ البنك المركزي الصيني قد أوضح أن الصين مستمرة في سياستها الموضوعة لتعزيز الاستقرار). من ناحية أخرى، ما من دليل يشير إلى أن الحديث الدائر الأسبوع الماضي حول قوة اليورو (وضعف الدولار) قد تُرجم إلى نقاش حول هذا الموضوع. وربما كانت تصريحات فوجي- وزير المالية الصيني- عقب الاجتماعه أكثر مباشرة هذه المرة مقارنة بالسابق، إذ حذر من التدخل "إذا ما أظهرت العملات بعض التحركات الحادة في اتجاه واحد". هذا، وأحجم الوزير الصيني عن التعليق على إذا ما كانت التحركات القوية الأخيرة التي شهدها الين الياباني يمكن أن تقع ضمن هذا التصنيف أم لا.

وبنهاية الأسبوع أيضًا، صوت الأيرلنديين بـ"نعم" بهامش قوي وصل إلى 2-1 للموافقة على معاهدة لشبونة، لتأتي نتيجة الاستفتاء على عكس نتيجة الاستفتاء المماثل الذي أُجري يونيو الماضي. وكان لهذه النتيجة وقعًا إيجابيًا معتدلاً على اليورو، ووقعًا إيجابيًا اكبر على أيرلندا. تجدر الإشارة إلى أن نتيجة استفتاء العام الماضي التي جاءت نتيجتها "لا" جعلت أيرلندا لا تحظى بالقبول بين دوائر الاتحاد الأوربي، إلا أن التغير في الظروف الاقتصادية (وإدراك مدى سوء الأحوال الاقتصادية)، جعل من خطة التعافي الاقتصادي أمرًا ذو أهمية قصوى.

وفي الصباح الباكر، ظهر الكثير مقالات الرأي حول إذا ما كان البنك الاحتياطي الأسترالي سيرفع معدل الفائدة خلال اجتماعه غدًا أم لا. جدير بالذكر أن معلقان اقتصاديان ذائعي الصيت اختاروا اليوم تحديدًا لنشر مقالاتهم المتناولة قضية احتمالية رفع معدلات الفائدة غدًا. وذاعت الأخبار المستقبلية المتعلقة برفع معدلات الفائدة، وتبنى الدور الأسترالي نغمة شرائية، في الوقت الذي توجد ثمة احتمالية بارتفاع مفاجئ في معدلات الفائدة. وتشير التكهنات المستقبلية حاليًا إلى أن فرصة رفع الفائدة تتراوح ما بين 40-50%، بزيادة على توقعات الأسبوع الماضي المقدرة بـ20%. ومع ذلك، لا يزال المنحنى الحالي مستقرًا نحو التأكيد بأن معدل الفائدة الأسترالية سيظل كما هو بنحو0.25% خلال اجتماع شهر نوفمبر، إلا أن ثمة شعور يخامرنا بأنه يتعين علينا المرور أولاً على بيانات البطالة المرتقب صدورها يوم الخميس.

واتضح الثبات على الدولار الأسترالي على زوج العملة التقاطعي مع الدولار النيوزيلندي، وذلك بعد أن حذر بيل إنجليش- وزير المالية النيوزيلندي- في مقابلة أجرتها معه قناة CNBC، بأن الاقتصاد النيوزيلندي قد يكون في خطر هبوط آخر، ولعب على وجه الخصوص على وتيرة قوة العملة، خصوصًا أمام الدولار الأسترالي.

وجاءت تعليقات مشابهة أخرى حول مخاطر التعافي الاقتصادي، ولكن هذه المرة على لسان نوريال روبيني الاقتصادي البارز بجامعة نيويورك، حيث كرر التحذيرات المشيرة إلى أن أسواق الأسهم والسلع قد ارتفعت على نحو شديد، وسريع، وبعيد للغاية، وتوقع من جانبه حدوث حركة تصحيحية، لاسيما بمجرد إدراك الأسواق لحقيقة أن التعافي لا هو سريع، ولا هو شديد الحدة كما هو متوقع. وعلى نحو منفصل، وفي مقابلة أجرتها فايننشال تايمز مع المدير التنفيذي لمجموعة HSBC، علق في حديثه أيضًا على أنه يخشى حدوث هبوط آخر، ونتيجة لهذا فإنه يدرس تأجيل أي خطط للتوسع.

واتسمت الجلسة الآسيوية بالتواضع نسبيًا، حيث قضى أغلب اللاعبين الرئيسين في أستراليا عطلة عامة، (على الرغم من أن أسواق الأسهم كانت تباشر أعمالها). وتمثلت القضية العامة في الصمت الذي شهده المتداولون من قمة مجموعة السبعة، وهو ما أتاح المزيد من الزخم لبائعي الدولار الأمريكي، وبناء عليه، رأينا أغلب الأزواج الرئيسة تندفع نحو مستويات المقاومة القريبة، وتتأرجح في هذا النطاق. ومن المحتمل أن تتسلط الأضواء بشدة على بيانات مؤشر ISM غير التصنيعي الأمريكي المنتظر صدورها اليوم.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image