ترقبوا أخطر أوقات التداول بعد قليل في أعقاب إطلاق برنانك لكلمة السر المحركة لسوق العملات

من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة عند المستويات الحالية التي يعمل بها البنك المركزي منذ سبتمبر الماضي مع الإبقاء على برنامج شراء عند القيمة الحالية، 1.75 تريلليون دولار من أجل الوصول إلى النمو الاقتصادي المستدام. بهذا لا يتبقى أمل للدولار في الارتفاع سوى توقعات المدى الطويل التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يعمد إلى رفع معدل الفائدة في بداية عام 2010 وهو ما يمكن أن يعمل على زيادة الطلب على الدولار الأمريكي ما لم تأت نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية بأي إشارات مخيبة للآمال فيما يتعلق بمستقبليات السياسة النقدية. وهناك الكثير من الإشارات التي من المتوقع أن تتناولها النتائج يأتي في مقدمتها تباطؤ وتيرة التدهور والتراجع في الاقتصاد الأمريكي على مستويي القراءة النهائية للناتج الإجمالي المحلي وقراءة الإنفاق الشخصي حيث سجلت الأولى انكماش اقتصاد الولايات المتحدة بواقع 1.00% فقط وهو ما يشير إلى تحسن كبير مقارنةً بالتوقعات التي أشارت إلى تراجع بواقع 1.5%، بينما اشارت القراءة الثانية، الإنفاق الشخصي إلى تدهور أقل حدة من ذي قبل في معدل الإنفاق الشخصي وهو ما يؤدي في مجمله إلى تعزيز التوقعات برفع الفائدة الفيدرالية في وقت قريب، بداية 2010 على الأرجح، وهو ما سبقت الإشارة إليه أعلاه.


جدير بالذكر أن رئيس الفيدرالي، برنانك، أعلن منذ أسابيع أن الولايات المتحدة اقتربت من النهاية الفعلية للركود علاوة على تأكيده على النهاية الحقيقية للركود بالولايات المتحدة قد تحققت من وجهة النظر الفنية. على الرغم من ذلك، حافظ رئيس الفيدرالي على نفس النبرة التي تتسم بالحذر أثناء حديثه عن إشارات التحسن الاقتصادي موضحاً أن استمرار ارتفاع معدل البطالة من الممكن أن يمثل أحد المعوقات الخطيرة والعقبات القوية التي من الممكن أن يجدها التعافي أثناء طريقه إلى التحقق. إضافةً إلى ذلك، توقع الرئيس أوباما في وقتٍ سابق أن بداية النمو الاقتصادي تدق أبواب الولايات المتحدة وهو ما نتج على الأرجح وبصفة أساسية عن تحسن الأوضاع المالية والاقتصادية بصفة عامة. على الرغم من ذلك يرى الفيدرالي ضرورة الاستمرار في برامج التحفيز المالي والاقتصادي على رأسها برنامج إقراض الطوارئ حيث لا زال قطاع الائتمان الأمريكي يعاني من بعض الأزمات ذات الصلة الوثيقة بالموقف المالي للبنوك الأمريكية حيث يسعي ما يزيد على 94 من هذه البنوك للحصول على الحماية في إطار البرنامج المشار إليه وتحت إشراف ورقابة مؤسسة التأمين على الودائع الفيدرالية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز أداء هذه البنوك للخروج من الأزمة الائتمانية.


وتجدر الإشارة إلى أن التداول في ظل هذه البيانات يمثل مخاطرة كبيرة حيث لا تتوافر صورة واضحة في سوق العملات حول الأثر الذي من الممكن أن يقع على التعاملات بسبب هذه النتائج. فبينما تشير أغلب التوقعات إلى أن الفيدرالي سوف يسير على خطى بنك إنجلترا اليوم رافعاً شعار "يبقى الوضع كما هو عليه حتى تتضح الصورة"، من الممكن أن تؤدي أي تصريحات متطرفة يدلي بها برنانك، رئيس الفيدرالي، أو أي من الأعضاء في أعقاب إصدار النتائج، إلى عمليات بيع مكثفة لزوج (اليورو / دولار) كأول رد فعل لتلك التصريحات مما يؤدي إلى ارتفاع الدولار الأمريكي.


على الجانب الآخر، من المتوقع حال لجوء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة إلى التوسع في برنامج التحفيز الاقتصادي، برنامج شراء الأصول وغيرها من برامج الطوارئ أن يتعرض الدولار الأمريكي لكبوة لا قيام منها قبل وقت طويل وهو ما يمكن أن يعمل على ظهور عمليات شراء على نطاق واسع لزوج (اليورو / دولار) مما يزيد من الارتفاعات الكبيرة التي حقها اليورو على مدار أيام التداول القليلة الماضية.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image