سياسة الين القوي للحكومة الجديدة وبيانات التوظيف الأمريكية تهددان (الدولار / ين)

ساعد انتعاش أسواق الأسهم الأمريكية اليوم في أعقاب أربعة أيام من الهبوط المتواصل في ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني. ومع امتلاك الحزب الديمقراطي الياباني لزمام السلطة باليابان، يبدو من المهم أن نبقي الأعين مفتوحة على تحركات الين الياباني حيث نتوقع أن تتصرف الحكومة الجديدة بشكل مختلف مع الين الياباني وأن تنهي عهداً من العمل الحكومي ضد العملة و المساعي المستمرة للهبوط بها إلى مستويات أقل حيث تتمتع الحكومة الجديدة بعلاقات وطيدة مع مسئولي السياسة النقدية ببنك اليابان من المتوقع أن تسفر عن قدر كبير من التفاهم بين الجهتين للعمل لصالح الين والاقتصاد الياباني في نفس الوقت. جدير بالذكر أن الحزب الحاكم المنتخب منذ أيام تعهد بتأييد الاتجاه بالين الياباني إلى أعلى لأن معنى ذلك هو ارتفاع العملة اليابانية واكتسابها قدر أكبر من القوة مقابل الدولار الأمريكي. كما أكدت الحكومة المنتخبة على ضرورة التباحث مع بنك اليابان فيما يتعلق بالتراجع عن السياسات التحفيزية ووقف برنامج شراء السندات الحكومية وسندات الشركات. وعند الأخذ في الاعتبار بداية تراجع الضغوط التي تعرض لها قطاع الائتمان منذ بداية الاتجاه الهابط للاقتصاد الياباني، جعلت الحكومة اليابانية المنتخبة حديثاً قضيتها الأساسية هي الاتجاه باقتصاد البلاد إلى النمو الإيجابي وهو ما يستدعي تفعيل استراتيجيات بديلة لتحقيق هذا الهدف.


وعلى الرغم من حالة التدهور التي يعانيها الاقتصاد الياباني المتداعي في الوقت الراهن، نرى أن هناك إصرار لدى حكومة اليابان حديثة العهد بحكم البلاد على التوقف عن التدخل في سعرصرف الين. يدل على ذلك ما صرح به هيروهيسا فوجي، أحد المرشحين بقوة لوزارة المالية اليابانية، من أن التدخل في سعر صرف العملة يجب أن يكون مقصوراً على حالة واحدة فقط هي أن يظهر الين ارتفاعاً غير عادي أو لدرجة كبيرة. بصفة عامة، يمكننا القول أن ثمة تغييرات ملموسة سوف يشهدها النظام الاقتصادي الياباني، على الرغم من ذلك، لا ينبغي أن نسبق الأحداث حيث لا زالت التطلعات قاتمة للغاية بالنسبة لهذا الاقتصاد الذي طالت معاناته منذ بدء أزمة الاقتصاد العالمي.


يشير ما سبق إلى أن الين مقبل على مرحلة من الانتعاش حيث تشير توجهات الحكومة الجديدة إلى تمسكها بسياسة الين القوي التي تعني لها المزيد من الارتفاع للين مقابل الدولار الأمريكي علاوة على ربط الحكومة الجديدة بين قوة الاقتصاد وقوة الين وهو ما يزيد من التطلعات الإيجابية للعملة. من جهةٍ أخرى، تشارك البيانات الاقتصادية في تعزيز تطلعات صعود الين الياباني على المدى الطويل حيث جاءت قراءة الإنفاق الرأسمالي الياباني لتشيرإل تحسن كبير إلى 21.7% مقابل القراءة السابقة 25.3-% وأعلى من التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى 22.9-% وهو الأمر الذي يبشر باقتراب الاقتصاد الياباني من التعافي استناداً إلى التراجع الأقل سرعة في معدل الإنفاق الرأسمالي.


يشير ما سبق إلى أن الفترة القادمة من المتوقع أن تسجل مستويات منخفضة لزوج (الدولار / ين) حيث تعمل تصريحات الحكومة الجديدة وتحسن البيانات اليابانية جنباً إلى جنب على إكساب الين المزيد من القوة مقابل الدولار. كما تتوافر لدينا وجهة نظر أخرى تشير إلى أن هناك عامل آخر غاية في الأهمية قد يتسبب في المزيد من هبوط الزوج وهو بيانات الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي بالولايات المتحدة حيث يشير احتمال إيجابية هذه البيانات إلى المزيد من الضغوط التي تقع على الدولار الأمريكي وتزيد من ضعفه وهو ما يعمل على ارتفاع الين مقابل الدولار وبالتالي انخفاض الزوج.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image