الدولار يستقر بعد ارتفاع دام لثلاث جلسات ماضية.. فلماذا؟

استقر مؤشر الدولار الأمريكي بشكل واضح خلال تداولات اليوم الأربعاء، بعدما حقق الدولار ارتفاعات استمرت لثلاث جلسات ماضية؛ حيث شهدت العملة الخضراء ضغوطا على كلا المسارين الصعودي والهبوطي أسفرت عن استقرار مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة مكونة من ست عملات رئيسية أخرى من بينها اليورو والين الياباني) بصورة ملحوظة بنهاية الأمر قرب مستوى إغلاق الجلسة الماضية عند 102.91 نقطة.

وفي السطور التالية، يمكن إيضاح أهم العوامل التي أثرت على أداء الدولار الأمريكي بتعاملات اليوم:

لا يزال الدولار الأمريكي يحظى بدعم قوي من إيجابية بيانات التضخم الأمريكية خلال شهر فبراير الماضي والتي كشفت عن ارتفاع التضخم بأعلى من توقعات الأسواق، وأوضحت صعوبة معركة كبح التضخم المرتفع. كما كشفت عن أن ارتفاع التضخم في يناير السابق لم تكن بيانات خاصة بشهر واحد فقط، وهذا يعني أن مسار انخفاض التضخم الأمريكي قد توقف إلى حد ملحوظ.

هذا الأمر عزز الضغوط التي تواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في معركته لمحاربة التضخم المرتفع، وهذا بدوره، قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات تشديدية لفترة أطول من الوقت وعدم التسرع لخفض الفائدة خلال هذا العام، وهو ما انعكس إيجابا على تحركات الدولار بتداولات اليوم.

وأثارت البيانات الصادرة مؤخرا تساؤلات الأسواق حيال مقدار تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة؛ فبينما رجحت الأسواق ثلاث تخفيضات للفائدة هذا العام؛ يبدو أن الفيدرالي الأمريكي بحاجة لرؤية بيانات إضافية لتحديد ما إذا كان سيخفض الفائدة بأكثر من مرة أم لا.

ومن ناحية أخرى، عزز الارتفاع الملحوظ لليورو والجنيه الاسترليني الضغوط الهبوطية لأداء الدولار الأمريكي بتعاملات اليوم، حيث حقق الاقتصاد البريطاني نموا بنحو 0.2% في يناير، ليشير ذلك إلى تعافي النشاط الاقتصادي بالبلاد.

ويترقب مؤشر الدولار صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة على مدى الأيام المقبلة، فعلى سبيل المثال، ينتظر الدولار صدور بيانات مبيعات التجزئة وإعانات البطالة الأمريكية جنبا إلى جنب مع بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بما يعكس بعض الملامح بشأن أوضاع النشاط الاقتصادي والتضخم وسوق العمل، ما قد يؤثر على تحركات الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة، وهذا بدوره، سينعكس بوضوح على تحركات الدولار بتداولات سوق العملات القادمة.