الدولار يعمق خسائره الحادة فور صدور بيانات التضخم.. فلماذا؟

تكبد الدولار الأمريكي خسائر قوية خلال تعاملات يوم الأربعاء، ليعمق بذلك خسائره للجلسة الثالثة على التوالي، حيث تضررت العملة الخضراء بقوة فور صدور بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أبريل الماضي.

وفي السطور التالية، يمكن تناول كيف ساهمت هذه العوامل في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات الدولار بالتعاملات:

أولا: بيانات التضخم الأمريكي

كشفت البيانات الرسمية عن تباطؤ نمو التضخم لشهر أبريل الماضي، وللمرة الأولى منذ الربع السنوي الأول من هذا العام، حيث شهدت مستويات الأسعار تسارعا واضحا في تلك الأثناء.

ووفقا للبيانات، تباطأ نمو التضخم الأساسي السنوي إلى 3.6% في أبريل، من 3.8% بشهر مارس، كما تباطأت وتيرة نمو التضخم العام السنوي ليسجل 3.4% مقابل 3.5% بشهر مارس، وفي نفس الوقت، تباطأ نمو كلا من التضخم الأساسي والعام على أساس شهري، في أبريل، بالمقارنة مع مارس، ليسجل 0.3%.

ولقد أثارت هذه البيانات توقعات الأسواق حيال بدء تباطؤ التضخم الأمريكي ومواصلته المسار الهبوطي والذي كان قد توقف خلال الثلاثة أشهر الأولى من هذا العام، ومن المرجح أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض أسعار الفائدة حيث لا يوجد ما يستدعي الحفاظ على النهج التشديدي لفترة أطول إذا واصل التضخم الانخفاض.

ثانيا: بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية

وكذلك، أضافت سلبية بيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة لشهر أبريل، ضغوطا هبوطية قوية لتداولات الدولار الأمريكي اليوم، حيث لم تحقق مبيعات التجزئة نموا يذكر بشهر أبريل الماضي، بعدما سجلت القراءة السابقة للمؤشر نموا بنسبة 0.6% في مارس، بينما رجحت الأسواق نمو المؤشر بحوالي 0.4%، وفي نفس الوقت، سجلت مبيعات التجزئة الأمريكية الأساسية نموا بنسبة 0.2% فقط، مقابل نمو بنسبة 0.9% بشهر مارس الماضي.

ونتيجة لهذه البيانات، تضرر الدولار الأمريكي بصورة قوية، حيث تزايدت توقعات الأسواق حيال تدهور وتراجع الطلب في الولايات المتحدة وما له من انعكاسات على النمو الاقتصادي الأمريكي من ناحية، وانحسار التضخم من ناحية أخرى، الأمر الذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بنهاية المطاف لإنهاء سياسته التشديدية وبدء خفض الفائدة، ما أثر سلبا على تحركات الدولار الأمريكي بالتعاملات.

ثالثا: الهبوط الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية

وتزامن هذا، مع التراجع الشديد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، ما عزز الضغوط الهبوطية التي تواجه الدولار بتداولات اليوم، حيث سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات هبوطا بنحو 1.78% إلى 4.367%، كما انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة بنسبة 1.60% ليسجل 4.620%، وهبط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة بحوالي 1.47% إلى 4.526%.

تحركات مؤشر الدولار الآن

ساهمت هذه العوامل في مجملها في دعم الزخم الهبوطية لأداء الدولار الأمريكي، حيث سجل مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية) هبوطا بنحو 0.42% إلى 104.585 نقطة وهو أدنى مستوى سجله الدولار الأمريكي منذ 10 أبريل.