الدولار النيوزلندي يتكبد أقوى الخسائر بسوق العملات ، فما السبب؟
احتل الدولار النيوزلندي المركز الأول بين العملات الخاسرة بتداولات سوق العملات وبنسبة قدرت بنحو 3.14%، مدفوعا بتصريحات محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي أدريان أور بوقت سابق من اليوم، حيث أفاد أور بأن مستويات أسعار الفائدة أعلى بكثير مما يعتبره البنك محايدا، نظرا لأنها تقيد الإنفاق والاستثمار، علاوة على تأكيده بأن مؤشرات إنفاق المستهلكين والطلب الإجمالي أظهرت تراجعا واضحا، وهو ما أثار توقعات الأسواق بأن بنك الاحتياطي النيوزلندي قد يتوقف عن رفع الفائدة بوقت لاحق من العام الجاري مع تراجع الضغوط التضخمية.
وفيما يلي سيتم تناول باقي العملات الخاسرة اللاحقة للدولار النيوزلندي:
الدولار الاسترالي
انخفض الدولار الاسترالي بتداولات سوق العملات بنسبة بلغت 1.02% مقابل العملات الأخرى، متضررا من ضعف معنويات المستثمرين للمخاطرة، والتي تأثرت ببعض التطورات السلبية والتي أضعفت شهية المخاطرة بالأسواق خلال تعاملات اليوم وهذا انعكس سلبيا على تحركات الدولار الاسترالي، وعلى رأس هذه التطورات السلببة تقييم وكالة فيتش العالمية لنظرتها المستقبلية لتصنيف الولايات المتحدة الأمريكية لتعدل نظرتها إلى سلبية، جنبا إلى جنب مع دخول أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، ألمانيا، في حالة الركود الفني، حيث شهدت ألمانيا تسجيل انكماش اقتصادي للربع الثاني على التوالي، وفقا لما أظهرته بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية الألماني.
اليورو
في المرتبة الأخيرة بقائمة العملات الأكثر خسارة اليوم، جاءت خسائر اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة بنسبة وصلت إلى 0.32% أمام العملات الرئيسية، حيث تضرر اليورو بشكل واضح مع صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا والذي كشف عن دخول أكبر الاقتصادات الأوروبية حالة الركود الفني بتسجيل انكماش للربع السنوي الثاني على التوالي، وهو ما أثر سلبا على التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو وآفاق الطلب داخل دول المنطقة هذا العام، ومن ثم تراجع الطلب بصورة وملحوظة على اليورو الأوروبي خلال تداولات سوق العملات اليوم.
كما تضرر اليورو من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي بوقت سابق من اليوم، حيث أفاد صانع السياسة لدى المركزي الأوروبي ومحافظ بنك فرنسا فرانسوا دي فيلروي، بأن المركزي الأوروبي من المحتمل أن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماعات الثلاثة المقبلة، مؤكدا بأن الجزء الأكبر من دورة رفع أسعار الفائدة قد تم بالفعل. وتلك التصريحات عززت توقعات الأسواق بأن المركزي الأوروبي سيقوم برفع أسعار الفائدة بوتيرة أصغر خلال الاجتماعات المقبلة بما يمهد للتوقف عن دورة التشديد النقدي قريبا، وهذا بدوره أدى عزز إحجام المستثمرين عن اليورو بسوق العملات.