لماذا تراجع الدولار رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة اليوم؟!
شهد الدولار الأمريكي تراجعا واضحا خلال تداولات يوم الاثنين منذ بدء التعاملات المبكرة، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون صدور قرار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء المقبل، وبعد صفقة استحواذ بنك UBS على كريدي سويس.
أبرز العوامل التي دفعت الدولار نحو التراجع
أعلن كل من البنك الوطني السويسري والحكومة السويسرية مساء أمس الأحد أنهما قد توسطا في إتمام صفقة استحواذ بنك الاستثمار السويسري العملاق UBS على نظيره المتعثر كريدي سويس ، وذلك بعد أيام فقط من قيام البنك المتعثر من اقتراض 54 مليار فرنك من البنك الوطني السويسري لتعزيز السيولة.
ورغم قيام الحكومة بتلك الخطوة بهدف استعادة الثقة في الاقتصاد السويسري، إلا أن أسهم المصرفين قد شهدت تراجعا كبيرا خلال تعاملات اليوم، رغم ثناء كل من الولايات المتحدة والمركزي الأوروبي على الخطوة، حيث زادت المخاوف من انتقال تأثير تعثر البنك السويسري الضخم إلى بنوك تجارية أخرى شديدة التعرض له.
وفي الوقت ذاته، خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز الأمريكية تصنيفها الائتماني لبنك الاستثمار الأمريكي First Republic ووضعت التقييم الجديد تحت المراقبة، في حال ما إذا احتاجت لخفضه مرة أخرى، وهو ما يعكس مدى تعرض البنك للمخاطر.
وأدت المخاوف من إفلاس بنك First Republic ليلحق بنظيريه سيليكون فالي وسيجنتشر إلى تزايد التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي سيقرر تعليق رفع سعر الفائدة باجتماعه يوم الأربعاء المقبل، من أجل الحد من تداعيات التشديد القوي عل القطاع المصرفي، وهو ما وضع ضغوطا هبوطية على الدولار.
ومن ناحية أخرى، تراجع سهم بنك First Republic اليوم، بما يعكس المخاوف الشديدة للمستثمرين حيال إمكانية انهيار البنك أو من أن يمتد تأثير الأزمة إلى بنوك استثمارية أو تجارية أخرى داخل الولايات المتحدة، مما أدى لعمليات بيع على الدولار الأمريكي اليوم.
هذا كما تضرر الدولار بفعل حالة عدم اليقين المحيطة باقتصاد الولايات المتحدة وقطاعها المصرفي، في الوقت الذي تشير فيه التوقعات إلى أن اقتصاد البلاد قد يشهد ركودا بالفترة المقبلة جراء التشديد النقدي القوي للبنك بالفترة السابقة.
ولم يلقى الدولار أي دعم من تصريحات الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية أمس بشأن قوة ومرونة القطاع المالي وارتفاع مراكز السيولة لدى بنوك الولايات المتحدة، حيث استمر الدولار رغم ذلك بالتعرض لعمليات بيع واضحة تعكس مخاوف المستثمرين.
وعلى الرغم من الارتفاع الذي شهدته عوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، إلا أن الدولار استمر بتكبد الخسائر، بما يعكس كون مخاوف المستثمرين تمتد على المدى القصير، وتتحسن على المدى الطويل على الأصول ذات آجال الاستحقاق الطويلة.
هذا كما أدى بيان الاحتياطي الفيدرالي الصادر بعد اجتماعه مع كبار البنوك المركزية ، إلى تعزيز مخلوف الأسواق بشأن أوضاع القطاع المالي بالولايات المتحدة، حيث أعلن البنك عن تقصيره لآجل استحقاق عمليات إعادة الشراء إلى يومين فقط بدلا من7 أيام للحفاظ على إمداد البنوك بالسيولة المناسبة، مما عزز تراجع الدولار أيضا.
الدولار الآن
على صعيد التداولات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 0.52% ليسجل 103.32 نقطة.
أما بالنسبة لتداولاته بأزواج العملات، فقد ارتفع اليورو بواقع 0.56% مقابل الدولار، مسجلا 1.0723 دولارا، كما صعد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.81% إلى 1.2774 دولارا.
وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.20% ليصل إلى 131.67 ين، في حين استقر الدولار مقابل الفرنك السويسري عند مستوى 0.9272 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد ارتفع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.33% إلى 0.6720 دولار استرالي، في حين تراجع الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.26% إلى 0.6251 دولار نيوزلندي، وتراجع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بواقع 0.50% إلى 1.3666 دولار كندي.