البيانات الأمريكية جيدة و لكن ...

شهدت الأسهم الأسيوية موجة بيع حادة مما قاد أزواج العملات الأساسية إلى التراجع إلا أن البيانات الأمريكية التي صدرت اليوم جاءت لتحمل قراءة أفضل كثيراً من التوقعات مما كان لها الأثر في التخفيف من تدفقات الملاذ الأمن على الدولار الأمريكي . حيث شهدت أوضاع التصنيع في ولاية نيويورك تحسناً للمرة الأولي منذ إبريل للعام 2008 حيث سجل المسح الخاص بمؤشر نيويورك التصنيعي ارتفاعاً بواقع 12.08 مقابل القراءة السابقة و التي سجلت -55 ليسجل المؤشر بذلك أعلى مستوى له في 20 شهر.

الطلب الأجنبي و تحولات من مشتريات قصيرة الأجل إلى مشتريات الأوراق المالية طويلة الأجل

عاود الطلب على الدولار الأمريكي مسيرته . جاء ذلك وفقاً لتقرير الخزانة بشأن تدفقات رأس المال الأجنبي لشهر يونيو ، أما عن المشتريات الأجنبية من الأوراق المالية فقد ارتفعت بواقع 90.7 مليار دولار أمريكي ، ليسجل المؤشر بذلك أقوى قراءة له في 16 شهر . فالتفاصيل التي جاءت بالتقرير تشير إلى أن المستثمرين الأجانب قد فضلوا التخلي عن أذون الخزانة القصيرة الأجل و غيرها من الصكوك و الانتقال إلى سندات الخزانة و سندات الحكومة طويلة الأجل. و يُعد هذا اتجاه عكسي لاتجاه الشهر الماضي حيث كان الطلب يميل إلى أدنى مستوياته . و من المثير للاهتمام أن الطلب و على الأخص من قبل مستثمري القطاع الخاص جاء قويا للغاية و لكنصحب ذلك نمطاً مماثل و هو الطلب من قبل البنوك المركزية . أما عن تدفقات المشتريات الأجنبية قصيرة الأجل و مجموع المشتريات بالدولار من الأصول فقد تراجعت بواقع 31.2 مليار دولار في يونيو . و يعود السبب في ذلك إلى اتجاه الطلب أيضاً إلى الارتفاع إلى أعلى المنحنى بسبب الارتفاع الرهيب الذي شهدته عائدات الخزانة طويلة الأجل في يونيو . فعلى سبيل المثال قفزت عائدات الخزانة ذات العشر سنوات لتسجل أعلى مستوى لها في سبعة أشهر بواقع 3.948 % في الـ 10 من يونيو في الوقت نفسه ، ارتفعت عائدات الخزانة ذات الـ 30 عام لتسجل اعلى مستوى لها بواقع 4.763% . و من ناحية أخرى لا تزال معدلات الفائدة قصيرة الأجل منخفضة . و بالتالي فإن هذا التحول في الطلب يشير إلى تفاقم تخوفات المستثمرين حيال الانكماش. فأقوى معدل للطلب جاء من قبل المملكة المتحدة في حين كانت الصين هى الأضعف على الإطلاق . ففي الحقيقة أن المستثمرين الصينيين قد قاموا ببيع ما يقرب من ثلثي مشترياتهم في مايو . و بالتالي فلا تنتابهم أية تخوفات حول صافي مشترياتهم و ذلك لأنهم و ببساطة سيقومون بتحويلها .

البنك الفيدرالي يواصل مد برنامج الإقراض بضمان الأوراق المالية المدعومة بالإصول .

قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بمد برنامج ( الإقراض بضمان الأوراق المالية المدعومة بالإصول) و حتى الـ 30 من يونيو للعام المقبل وكذلك مد برنامج الرهون العقارية التجارية المدعومة بالأوراق المالية و حتى 31 من مارس و ذلك للأصول الجديدة المدعومة بالأوراق المالية سواء أكانت صدرت بالفعل أم كانت موروثة . و على الرغم من تمديد فترة البرنامج إلا أنه يوفر المزيد من الدعم للاقتصاد و ينعكس ذلك بدوره أيضاً على درجة تخوف المستثمرين حيال العقارات التجارية و التي بدأت في التعافي بالفعل .

و بالعودة إلى التقارير الاقتصادية الأمريكية الإيجابية لهذا اليوم نجد أنها قد ساهمت في تخفيف بعض عمليات البيع على معظم أزواج العملات إلا أننا لا نعتقد أن حركة عكس الاتجاه هذه قد تؤثر بما فيه الكفاية لوقف كل الخسائر التي شهدتها الأزواج . ففي الوقت الراهن ، لا يزال التداول على الدولار الأمريكي يتم بعيداُ عن أى مخاطرة و كذلك بعيداً عن البيانات الأساسية .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image