عاجل: الليرة التركية ترتفع بقوة، بعد حفلة الإمارات

لا شك أنه كان يومًا سعيدًا لليرة التركية بعد جلسة الثلاثاء الأسود التي كانت واحدة من أسوأ جلسات الليرة التركية على الإطلاق حيث تخلت عما يقرب من 15% من قيمتها.

بينما جاءت جلسة أمس الأربعاء لتشهد انفراجة لأزمة طاحنة أتت على الليرة التركية وأفقدتها ما يزيد عن 80% من قيمتها منذ بداية العام مقابل الدولار. يذكر أن أزمة الليرة التركية وصلت إلى حد أن عملاق الهواتف الالكترونية آبل قد أوقفت شركة أبل (NASDAQ:AAPL) تركيا عن مبيعاتها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت في تركيا نظرا لتفشي أزمة العملة وفقا لوكالة رويترز.

الليرة الآن

وبعد تراجعات خاطفة في التعاملات المبكرة من جلسة اليوم الخميس، عادت الليرة التركية من جديد إلى الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي لتعاود النزول أدنى مستويات الـ12 ليرة / دولار. وترتفع الليرة التركية خلال لحظات كتابة التقرير في حدود 1.3% عند مستويات 11.9008 ليرة / دولار، بينما سجلت أدنى مستوياتها عند 12.215 ليرة / دولار.

بينما أنهت الليرة التركية تعاملات أمس الأربعاء على ارتفاع اقتربت نسبته من 6% تزامنا مع الزيارة الإماراتية المرتقبة. وفي المقابل لا يزال الذهب التركي يهبط عن ذروة تاريخية هى الأعلى على الإطلاق مقابل الليرة بعد مكاسب قياسية تجاوز الـ 120 ليرة خلال جلسة الثلاثاء وحدها.

ويتداول الذهب في هذه اللحظات عند مستويات 691.8 ليرة / جرام بتراجع يقترب من 8%، بينما كانت أدنى مستوياته عند 685 ليرة / جرام.

كيف تغير الحال؟

وبالأمس استقبلت أنقرة للمرة الأولى منذ 9 سنوات مسؤول إماراتي كبير حيث استقبل الرئيس طيب أردوغان الشيخ محمد بن زايد نائب حاكم أبوظبي. وشهدت الزيارة مجموعة من الأحداث والأنباء التي حفزت المستثمرين على العودة إلى اقتناء الليرة التركية..

- اجتمع محافظ البنك المركزي التركي شهاب قوجي أوغلو مع مسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة في الرئاسة التركية لإجراء محادثات أولية بشأن اتفاق مبادلة محتمل.

- أعلنت الإمارات خلال الزيارة التاريخية عن تأسيس صندوق ضخم بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات الإماراتية في تركيا. ومن المستهدف أن يركز الصندوق الجديد على الاستثمار في قطاعات الطاقة والغذاء والرعاية الصحية.

- وقع البنك المركزي التركي مذكرة تفاهم مع البنك المركزي الإماراتي لتعزيز التعاون في مجال الخدمات المصرفية المركزية.

ويعول الكثير من المستثمرين أن تؤدي الزيارة الإماراتية إلى انفراجة في أزمة توتر العلاقات التركية ودول منطقة الخليج، ما يمنح بلاد الأناضول حليفا اقتصاديا قويا يتمثل في كتلة الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية.

حاجة مسيسة

جاءت الزيارة الإماراتية بعد تدهور الأوضاع بشكل متسارع للعملة المحلية في بلاد الأناضول عقب استمرار دفاع الرئيس التركي عن قرار المركزي التركي. والتي تأتي تزامنا مع تسجيل البلاد مستويات قياسية في معدلات التضخم، وفي المقابل فقد خفض المركزي التركي الفائدة ثلاث مرات بإجمالي 400 نقطة أساس.

وتأتي تلك الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات التركية بجيرانها المزيد من التوترات حيث تفجرت منذ أسابيع أزمة طرد 10 من السفراء الغربيين. جنبًا إلى جنب تطل أزمة غاز شرق المتوسط بين الفينة والأخرى مع قبر واليونان، بينما لا تزال هجمات عسكرية جديدة على الأكراد تلوح في الأفق.

وفي المقابل يبدو أن العلاقات التركية الأمريكية ليست على أفضل ما يرام حيث كان السفير الأمريكي أحد من شملهم قرار الطرد الأخير، بخلاف أزمة منظومة الدفاع الدفاع الصاروخي S400 التي لا تزال عالقة.

عاجل: هكذا ردت واشنطن على صفعة الرياض

الدولار يشارك

وبعدما أبدى مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي استعدادهم لرفع معدلات الفائدة في حال استمرار ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة والذي وصل لأعلى مستوياته في 31 عامًا.

يبدو أن الدولار قد ترجل عن قمة 16 شهرا ليفسح المجال أما العملات الأخرى للتنفس بعد موجة من الارتفاعات القوية.

ونزل مؤشر الدولار الرئيسي مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال تلك اللحظات في حدود 0.18% نزولا إلى مستويات 96.7.

الثلاثاء الأسود

وسجلت الليرة التركية يوم الثلاثاء نزولا تاريخيا اقترب من 20% إلى مستويات 13.5276 ليرة/ دولار، لتصل أدنى مستوياتها على الإطلاق. ومنذ نهاية يناير 2021 عند كانت الليرة تتداول عند مستويات 7.3099ليرة/دولار، هبطت العملة التركية بأكثر من 85% لتصبح أسوأ العملات الناشئة أداء مقابل الدولار.

ويبدو أن الأتراك لم يجدو الملاذ لدى الرئيس التركي أو محافظ المركزي التركي، لذا استمرت هجرتهم صوب اقتناء الذهب الذي يسجل مستويات قياسية.

ومنذ سجل الذهب التركي مستويات 415 ليرة / جرام نهاية فبراير الماضي يرتفع الآن بأكثر من 350 ليرة في الجرام الواحد بأكثر من 82%.

مؤشر الدولار الأمريكي يضر بالجميع، فهل يستمر صعوده: هل الدولار الأمريكي بانتظار صعود جديد؟