تقرير العملات الرابحة: الدولار الأمريكي يتصدر قائمة اليوم، فلماذا؟

سجل الدولار الأمريكي أرباح قوية خلال تعاملات اليوم الجمعة وكان أكثر العملات الرئيسية ربحا بنسبة تصل لحوالي 1.98%، حيث استفاد الدولار الأمريكي بحالة التفاؤل بأسواق العملات حيال اقتراب موعد التشديد النقدي الأمريكي وبخاصة بعد قرارات الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي بخفض وتيرة مشتريات السندات الأمريكية بنحو 15 مليار دولار شهريا، وهو ما عزز التفاؤل بسوق العملات حيال بدء الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة بأسرع من المتوقع.

وأيضا، تزامنا مع صدور بيانات التوظيف الأمريكية منذ قليل، يعزز الدولار أرباحه أمام العملات الأخرى بعدما جاءت البيانات إيجابية لأول مرة منذ 3 شهور، حيث أضاف الاقتصاد بالقطاع غير الزراعي 531 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، بأقل من توقعات الأسواق بإضافة 455 ألف وظيفة، وهي أعلى من القراءة السابقة التي أظهرت ارتفاع المؤشر بنحو 194 ألف وظيفة خلال سبتمبر، وتم تعديلها على نحو مرتفع إلى 312 ألف وظيفة. وهو ما قد يدعم وجة نظر الفيدرالي الأمريكي بأن الاقتصاد مستمر في التعافي، ويدعم ذلك احتمالات تشديد السياسة النقدية قريبا.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر ربحا بتعاملات اليوم الجمعة يأتي الين الياباني بنسبة أرباح أمام العملات الرئيسية الأخرى تقدر بحوالي 1.03%، حيث استفاد الين الياباني بتعاملات اليوم من تصريحات وزير الاقتصاد الياباني، حيث رفض وزير اقتصاد اليابان ، دايشيرو ياماغيوا، خلال تصريحات صحفية اليوم الجمعة التعليق على حجم ومحتوى حزمة التحفيز الاقتصادية المقبلة، مضيفا بأن الحكومة اليابانية ستأخذ في اعتبارها تأثير أسعار الطاقة على الاقتصاد عند الإعلان عن حزمة التحفيز المقبلة.

بينما، جاء الدولار الكندي بقائمة العملات الأكثر ربحا اليوم واحتل المرتبة الثالثة بنسبة 0.90% مقارنة ببعض العملات الرئيسية الأخرى، حيث لا يزال الدولار الكندي يلقى دعما من قوة أسعار النفط الخام خلال الفترة الماضية والتي تدعم بقوة تعافي الاقتصاد الكندي نظرا لأهمية القطاع النفطي في الاقتصاد الكندي، وبالتالي فإن صعود أسعار النفط يلقي بظلاله الإيجابية بتحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.

وأخيرا، جاءت العملة الأوروبية الموحدة بذيل قائمة العملات الأكثر ربحا اليوم الجمعة بنسبة أرباح طفيفة تصل لحوالي 0.73% أمام العملات الرئيسية الأخرى، حيث لا يزال اليورو يرتفع بقوة بسبب حالة التفاؤل حيال التعافي الاقتصادي الأوروبي القوي والذي يدعم تشديد السياسة النقدية الأوروبية قريبا، ولكن ربما تصريحات أعضاء المركزي الأوروبي حيال التضخم وأنه مؤقت، وربما سوف ينخفض إلى مستوى 2% قريبا، وهذا لا يستدعي رفع الفائدة بأقرب من المتوقع قد يكون هو المؤثر السلبي والذي لا يقدم دعما قويا لتحركات اليورو أمام العملات الرئيسية الأخرى.