اشتري ما تشتريه الصين

صدر في تقرير الإسبوع الماضي أن احتياطي النقد الأجنبي لدى الصين قد تعدي الـ 2 تريليون دولار و بناءاً على ذلك ، سوف تبدأ الصين و الولايات المتحدة الأمريكية محادثاتهما الاستراتيجية يوم الاثنين المقبل . حيث يسعى المضاربون و المستثمرون في أسواق العملات لاقتناص المزيد من الفرص في النصف الحالي من العام ، و هكذا قيل ، نحن نشجع الجميع بأن يشتروا ما تقوم الصين بشرائه . أما يوم الثلاثاء الماضي فنجد أن جياباو قد حث الشركات الصينية من أجل التعجل في توسيع استراتيجياتهم الخارجية و لأول مرة في التاريخ ، مصرحاً بأن الحكومة قد تستغل ما لديها من احتياطي نقد أجنبي من أجل مساعدة الشركات في الاستثمار الخارجي . بمعنى أخر ، أن الحكومة الصينية قد أمدت الشركات المحلية بالدعم المالي و السياسي لحثها على الإنفاق . و مع ذلك فإن تلك الشركات لن تنفق الـ 2.132 تريليون دولاراً كاملاً ، أو حتى 10% منه . و مع هذه التوصية من قبل الصين ، فإن كم الاستفادة التي ستعود على العديد من بلدان العالم و كذلك مختلف القطاعات في الاقتصاد العالمي من خلال الثورة الشرائية التي ستقوم بها الصين ستكون كبيرة للغاية .

و بالنظر إلى ما تقوم الصين باستيراده نجد أنها تستورد المواد الإلكترونية و المعدات سواء المعدنية ، بالإضافة إلى النفط و المعادن القيمة و نفايات صهر المعادن الخام وبالتالي فإن نمو حجم استيرادها من هذه السلع قد بلغ أقصي حد ممكن تزامناً مع استثماراتها في تأسيس البنية التحتية ، و بالتالي فإننا نعتقد أن يواصل حجم وارداتها السير على نفس المنوال خلال الأونة المقبلة .

و على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر الشركاء التجاريين للصين ، إلا أنها ليست الممول الأساسي لاحتياجات الصين من الواردات ، فهذا الأمر خاص باليابان . و مع ذلك ، فإن أكثر الأمور أهمية من وجهة نظرنا ه والدول التي شهدت نمواً ملحوظاً من خلال قيامها بالتصدير إلى الصين . كما هو مبين في الجدول أدناه . حيث أن حجم وارداتها من البرازيل و المملكة العربية السعودية قد نما بما بتجاوز الـ 60% في حين ارتفعت واردات الصين من استراليا بواقع 45% في العام 2008 . فالصين تعمد إلى شراء احتياجاتها النفطة من المملكة العربية السعودية ، و الحديد من البرازيل و النحاس من استراليا .

 

""

  الطلب الاستهلاكي

وعلى صعيد الطلب الاستهلاكي، نجد أن اتساع الطبقة المتوسطة دعم الطلب على السلع الترفيهية والتكنولوجية بقوة. فعلى سبيل المثال، حققت مجموعة هيرمز أرباحاً هائلة في الربع الثاني من العام. فقد تحدث الجميع عن النجاح الذي حققته الشركة في ظل أزمة الركود بالولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تفاصيل التقرير أوضحت أن معظم الأرباح التي حققتها مجموعة هيرمز كانت في أسيا. فقد ارتفعت المبيعات إلى أسيا باستثناء اليابان بنسبة 36.7% مقارنة بارتفاعها بنسبة 13.5% في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى وجه الخصوص، قالت المجموعة أن هذا النجاح يرجع إلى زيادة الطلب الصيني. هذا وقد اتضحت قوة الطلب في الصين في التقارير الربع سنوية للشركات مثل إنتل  وسايبرس. لذلك علينا أن نستثمر فيما يقوم المستثمرين بالصين بشراءه.

أشتري ما تشتريه الصين

أدى  حجم الإحتياطي النقدي بالصين إلى دعم المزيد من فرص الاستثمار. فقد كان من الضروري بالنسبة للأفراد إدراك أن ارتفاع معدل الطلب الصيني على المعادن واهتمامهم بالسلع التكنولوجية. علاوة على ذلك، فإن التطورات التي شهدتها كل من المملكة العربية السعودية والبرازيل من شأنه أن يخلق أسواق جديدة ذات أهمية. كما أن الصين تبذل قصارى الجهود من أجل تنوع الإحتياطي، لذلك لن تكون سندات الخزانة الأمريكية هي مصدر الاستثمار الوحيد في الصين. فإن أفضل الفرص للاستثمار في النصف الثاني من العام سوف تكون فيما تقوم الصين بشراءه.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image