الصين تحذر من تذبذب مهول بالأسواق عقب خطة ضخ الأموال الأمريكية في النظام المالي

الصين تحذر من تذبذب مهول بالأسواق عقب خطة ضخ الأموال الأمريكية في النظام المالي

حذر مسؤول صيني اليوم الاثنين من أن خطوة الاحتياطي الفيدرالي لضخ مئات المليارات من الدولارات الأمريكية داخل النظام المالي ستجلب تذبذبًا مهولاً بالأسواق في جميع أرجاء العالم.

وأفاد نائب وزير المالية الصينين تشو جوانغ ياو للصحافيين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده للحديث عن اجتماع مجموعة العشرين المزمع عقده في عاصمة كوريا الجنوبية سيول في وقت لاحق من هذا الأسبوع أن من شأن الخطوة الأمريكية إحداث موجات جديدة من تدفقات الأموال داخل وخارج البلاد سعيًا وراء البحث عن أرباح قريبة الأجل.

وصرح تشو قائلاً بأن قرار الولايات المتحدة "لا يعترف- بصفتها دولة تصدر واحدة من عملات الاحتياط العالمية الكبرى- بالتزامها في ضمان استقرار أسواق المال"، مشيرًا في ذلك إلى الاستخدام العالمي للدولار كعملة تعمد الدول الأخرى إلى تخزين كميات مهولة منه كعملة احتياط أجنبي.

وتابع: "كما أنها (أي الولايات المتحدة) لا تأخذ في اعتبارها مدى تأثير هذا الأمر على السيولة المفرطة في الأسواق المالية باقتصادات الأسواق الناشئة".

جدير بالذكر، أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كان قد أعلن الأسبوع الماضي عن شراء سندات حكومية طويلة الأجل حتى منتصف عام 2011 بقيمة 600 مليار دولار، وذلك في محاولة من البنك تعزيز عمليات الإقراض. ومن شأن هذا الأمر أن يزيد من معروض الدولارات التي لدى البنوك، ومن ثم التحفيز على المزيد من عمليات الإقراض.

ومن المتوقع أيضًا أن تجبر هذه الخطوة عوائد السندات على الهبوط، بالإضافة إلى هبوط معدلات الفائدة بالنسبة لملاك المنازل والمستهلكين والشركات. وبإضعاف الدولار الأمريكي، فإنه يتعين أن يساعد هذا الأمر السلع الأمريكية على أن تكون أكثر تنافسية حول العالم، فضلاً عن الإبقاء على ارتفاع سوق سوق الأسهم الذي كان قد بدأ في شهر أغسطس.

وقد انتقدت دول بدأً من البرازيل وحتى ألمانيا تلك السياسة الأمريكية، والمعروفة باسم التسهيلات النقدية، إذ نوهت بأن من شأنها الدفع بعملاتها إلى الارتفاع، ومن ثم جعل صادراتها أقل تنافسية.

ومن المعروف أن معدلات الفائدة الأمريكية تقترب من الصفر فعليًا، وبناء عليه، لجأ البنك المركزي إلى صك المزيد من الأموال لتعزيز الاقتصاد الأمريكي المتباطئ. وفي خضم الأزمة المالية، ضخ الاحتياطي الفيدرالي 1.7 تريليون دولار داخل النظام المالي عبر شراء سندات الرهون العقارية والخزانة.

ومن جانبها، تأمل الصين أن تحفز السياسات الاقتصادية الأمريكية النمو العالمي، كما أنها ترغب من واشنطن أن تنظر بعين المسؤولية للآثار الواقعة لسياساتها على الدول الأخرى.

وفي هذا النقطة صرح نائب وزير المالية بأننا "نشعر في ظل هذه الظروف أن الدورة الثانية لبرامج التسهيلات النقدية قد جاءت صادمة لاستقرار أسواق المال العالمية".

تجدر الإشارة إلى أن محافظ البنك المركزي الصيني صرح يوم الجمعة بأن خطوة الاحتياطي الفيدرالي مفهومة نظرًا لبطء تعافي الاقتصاد الأمريكي، إلا أنها من المحتمل أن تضر بباقي دول العالم.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image