حرب العملات: البنوك المركزية تتسابق إلى القاع والذهب يستفيد من هفوات الكبار

حرب العملات: البنوك المركزية تتسابق إلى القاع والذهب يستفيد من هفوات الكبار

تشير مستقبليات الذهب إلى إمكانية كبيرة لأن يتحول الذهب إلى بديل للعملات على المدى الطويل حيث بدأت حالة من الضعف العام تحل بسوق العملات. ومع الأخذ في العتبار تلك البيئة الانكماشية للمشهد الاقتصادي العالمي ومخاطر تباطؤ،أو بالأحرى تراجع النمو، نرى أن الكثير من البنوك المركزية تبدي رغبة قوية في ضخ المزيد من السيولة في الاسواق لتحتدم حرب العملات في الوقت الراهن.


كما أن هناك بعض المخاطر على المدى القصير تهدد الذهبن على الرغم من ذلك، بدلا هبوط الدولار الامريكي آخذًا في اكتساب المزيد من السرعة والاندفاع باحثًا عن قاع يرتد منه بلا طائل منذ يونيو الماضي وحتى يومنا هذا، وهو ما يحدث عادةً عندما يحاول الجميع تخفيض عملته في نفس الوقت.


ربما تكون حرب العملات قد بدأت بالفعل:


إن الامر لم يعد يقتصر على بنك اليابان، فالبنوك المركزية في كوريا الجنوبية، أستراليا، البرازيل وغيرها الكثير منالبنوك المركزية تعمل في الوقت الحالي على خفض قيمة عملاتها، مما يؤدي بشكل تلقائي إلى ارتفاع أسعار السلع مثل الذهب والنفط الخام. ففي يوم الثلاثاء الماضي، فاجأ بنك اليابان السوق بخفض معدل الفائدة على الإقراض علاوة على عدول بنك الاحتياطي الأسترالي عن التصريحات التي كان يشير في إطارها إلى إمكانية رفع الفائدة الأسترالية.


كانت هذه التحركات من جانب البنوك المركزية والسلطات النقدية سببًا مباشرًا في الارتفاع الحاد لللذهب وأسوا الأسهم ليغلق المعدن النفيس تعاملاته على ارتفاع إلى رقم قياسي جديد عند مستوى 1340.30 دولارًا للأونصة
على الرغم من ذلك، أثناء التداولات الأمريكية، ارتفع الدولار الأسترالي والين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، مما أدى إثارة حالة من الإحباط في البنكين المركزييْن في كانابيررا، وطوكيو تحديدًا حيث يحاول مسئولو السياسة النقدية جاهدين وباستمرار السيطرة على ارتفاع الين الياباني مقابل الدولار لصالح المصدرين، ومن المعروف أن الاقتصاد الياباني هو أحد أكبر الاقتصادات القائمة على الصادرات بصفة أساسية، وهي مساعي التصدي للين التي تستهدف دعم وتعزيز الاقتصاد.


يكما يُعَد التسهيل النقدي من أخطر العوامل التي تدعم ارتفاع الذهب وزيادة الضعف الذي يصيب الدولار الأمريكي في الوقت الحالي. ومن الجدير بالذكر أن التسهيل النقدي يتم التركيز عليه في الوقت الحالي ويشغل أكبر قدر من الاهتمام داخل أروقة الاحتياطي الفيدرالي لأنه من أهم بطاقات اللعب التي يظن برنانك أنه من خلالها سوف يتمكن دعم وتعزيز الاقتصاد الامريكي المتداعي للسقوط.


وإذا ما رجعنا إلى الوراء، فسوف نرى أن الدولار الامريكي كان في الماضي هو الخيار الأول للملاذ الآمن، وهو العملة التي كان متعاملو الـ Carry Trade يهرعون إليها لتحقيق هامش ربح بصفة دائمة.وعندما كان المستثمرون يرغبون في الهروب من حالات الفزع والهبوط التي تنتاب الأسواق، كانوا يلجأون إلى الدولار كأول ملاذ آمن مع التخلص عن عملات وأصول المخاطرة.


ويبدوأن حالة الأسواق في الوقت الراهن لا تبشر بالخير وتدعو إلى توقع، أشبه بالتأكيد، بأن الفيدرالي سوف يقدم على التسهيل النقدي مما يجعل الدولار الأمريكي عرضةً لمزيد من الهبوط. وعلى الرغم من الارتفاع الذي حققه مؤشر الدولار منذ أيام قليلة مستفيدًا من هبوط أسواق الأسهم، إلا أن ذلك لم ينف الحقيقة الثابتة التي تتضمن أن مؤشر الدولار هبط بواقع 12% منذ يونيو الماضي علاوةً على الهبوط بنسبة 7% في سبتمبر فقط.
ونرى هنا أن سؤالًا ملحًا يظهر على الساحة ويفرض نفسه على المشهد العام في سوق العملات؛ هل يستمر ضعف العملات في دفع الذهب إلى أعلى وإلى اي مدى سوف يرتفع الذهب بعد الوصول إلى كل هذه المستويات القياسية؟

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image